أصحاب السوابق في الإجرام الدولي..

( ومَن دعا الناس إلى ذمّه ..)

عبدالله القحطاني

أ‌-     حين تقع جريمة في حيّ ، أو قرية ، تستدعي الشرطة ، ابتداءً ،أصحابَ السوابق، لأنّهم أوّل مَن تُوجّه إليهم أصابع الاتّهام – بحسب العادة ، التي ترسّخت واستقرّت حتى صارت عرفاً .. ـ

ب‌-في العلاقات الدوليّة ، لم يترسّخ هذا العرف بَعد ، إلاّ بين الدول التي بينها عداوات مزمنة ، ومشكلات متأصّـلة ..!

ج- الجرائم التي حصلت في لبنان ، عبرَ ثلاثة عقود ، خَضع فيها لهيمنة جاره الحاكم في سورية ، كانت كلّها تشير إلى يدٍ مجرمة واحدة ، هي يد الحاكم الجار، المهيمن على جارته الصغيرة . واستقرّت التهمة في نفوس اللبنانيّين جميعاً ، حتى صار يقيناً، أوما يشبه اليقين ، لدى كلّ جريمة تُقترف على الأرض اللبنانيّة  ـ لاسيّما إذا كانت لها صبغة سياسيّة ـ بأنّ الفاعل هو الجار الشقيق المتحكم..!

د- حين خرج الجار المتحكّم ، من أراضي جارته الصغيرة ، تحت وطأة الضغط الدولي ،

   وظلّت الجرائم السياسيّة تتوالى على أرض لبنان ، ظلّ المتهم هو هو .. لماذا ؟

    * لأنّه تَرك وراءه أعواناً وأزلاماً ، صنَعهم خلال وجوده على أرض لبنان ..!

·        ولأنّه صاحب مصلحة في الانتقام من خصومه ، الذين كانوا – أو صاروا – يناصبونه العداء ، لأسباب وطنيّة تتعلّق بسيادة دولتهم ، أو لأسباب حزبيّة ، أو حتّى لأسباب شخصيّة ..!

·        ولأنّ الجرائم التي ترتكَب ، ذات وتيرة واحدة ، متشابهة في شكل التخطيط والتنفيذ الذي اعتادوا عليه أيّام الهيمنة ..!

·        ولأنّ نزعة الإجرام متأصّـلة ،عميقة الجذور ، في نفوس السدَنة الذين يمسكون بمفاصل النظام " الشقيق " الذي كان مهيمناً على لبنان ..!

·        ولأنّ الشاعر قال :

ومَن دَعا الناسَ إلى ذَمّهِ              ذَمّوه بالحقّ وبالباطلِ