بوش متفائل من الوضع في العراق !
بوش متفائل من الوضع في العراق !
محمد مسعد ياقوت- باحث تربوي
بلطيم كفر الشيخ
عجبت جداً من التصريح الأخير للرئيس الأمريكي بوش ، عندما حذر من تنامي "أعمال العنف " في العراق باقتراب موعد الاستفتاء على الدستور العراقي الجديد .. ولفت نظري عدة نقاط في حديث بوش الأخير ..
أولاً : قوله " إن الجنود الأمريكيين في العراق سيستمر نضالهم من أجل الحرية " .. قلت : أعتقد أن الجندي الأمريكي في مأزق ، وأصبح هو يبحث عن حريته ، والفرار بحياته من جحيم العراق ، وعمليات المقاومة التي تنمو يوماً بعد يوم .
ثانياً : قوله : " أن الإرهابيين يكرهون وجود ديمقراطية في العراق ، ولا يطيقون أن يروا بأعينهم الشعب العراقي يذهب إلى صناديق الاقتراع " ..
قلت : أعتقد أن المقاومة العراقية لا تقاتل الأمريكيين إلا من أجل حرية العراق وتحريره من قمع المحتل ، وترفض ذلك الصندوق الانتخابي الذي صنعته يد المحتل الذي قتل الأطفال واغتصب النساء ودنس المقدسات . كما أن هذا الدستور الجديد ما طُبخ إلا على النكهة الأمريكية التي تحفظ مصالح ومطامع الأمريكيين الاستعمارية في المنطقة كلها ..
ثالثاً : قوله : " إن الإرهابيين يرون أن الانتخابات أمراً حراماً " ..!
قلت : أعتقد أن المقاومة العراقية لا تحرم ما أحل الله ، وإنما حرمت التعاون مع من هدم مساجدهم ودنس مصاحفهم وهتك أعراضهم .. حتى ولو سُمي ذلك التعاون انتخاباً ، ولا سيما أن هذه الانتخابات التي يتحدث عنها بوش ، نستطيع أن نسميها أي شيىء إلا أن نسميها انتخابات .. نستطيع أن نسميها عمليات محو هوية العرب والمسلمين .. نستطيع أن نسميها عمليات زرع العملاء .. نسميها تزوير ، نسميها ضحك على الذقون .. إنها أي شيىء باستثناء شيئية الانتخابات ! ..
رابعاً : قوله : " إنني متفائل من الوضع في العراق " .
قلت : ولا أدري على أي وضع هو متفائل .. !! أمتفائل من المدن الخضراء الجميلة التي تحولت إلى مدن خراب وأشباح ..أم متفائل بتنامي عمليات " العنف " التي تتوقع زيادتها باقتراب موعد الاستفتاء على الدستور .. أم متفائل بزيادة عدد الأمريكيين القتلى في العراق .. ؟ أخبرني حتى أمارس ذلك التفاؤل معك ؟
خامساً : قوله : " إن الإرهابيين نهايتهم الاندحار "
قلت : لم يحدث في تاريخ الإنسان ولو لمرة واحدة أن انتصر المحتل المغتصب على المقاوم المناضل .. ولابد لهذا المناضل أن يسترد أرضه وعرضه في يوم من الأيام .. فإن قتلتموه فسيحمل ولده الراية من بعده ، ثم ولده، ثم ولده .. وهكذا ستواجهون تلك الدوامة التي وصفها شيخ المجاهدين عمر المختار بقوله ـ عندما أسره الجيش الإيطالي ـ :
" لو أفرجتم عني لعدت لقتالكم .. ولو قتلتموني فإنما تخلدون مبدئي في نفوس شعبي" .