سقوط الثمرة القديمة بيد الرحمن الرحيم
سقوط الثمرة القديمة
بيد الرحمن الرحيم
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
ثمار شجرة عائلتي سقطت واحدة بعد أخرى
لم أجد منذ زمن بعيد تلك الثمار ولم يسعفني الزمان لأكون موجود عندهم أودعهم على أمل اللقاء في الجنة .
كانت البداية لأبي رحمه الله في رقته وعطغه وإحساسه ومشاعره الجميلة التي رسخت في عقلي ومشاعري نحوه
لازلت أشعر بيده تداعب خصلات شعري عندما كنت أنام على فخذه , كأن الحدث اليوم وأجد فيها حنان الأبوة كلها .
أخذوه في يوم السواد ولم يعد ولا نعلم أين دفنوه
شقيقه الأكبر ذهب بعده
وابنته المدللة قتلوها وأين جسدها الطاهر لاندري
واليوم عمي وشقيق أبي يلحق بالسرب
قبل أن يسلم الروح لبارئها الكريم كان ينادي عليه وينادي على ابنة أخيهيه
لم ينده لأحد من الخلق الأحياء والأموات إلا لمن فقد في غياهب الزنازين عند الطغيان
صحيح أن البقاء لله
وصحيح أننا كلنا سنموت في يوم من الأيام المحددة عند رب العباد
ولكن الشيء الذي يعصرني ألما ثمار شجرتي تساقطت الواحدة تلو الأخرى وأنا هنا حزين
لم أستطع توديع أختي ولا أبي ولا أخي ولا عمي
لم أصلي عليهم
ومنهم من لايعرف مثواه ومنهم معروف وحتى القبور ممنوع عليها انا
لاأحد يعزيني ولا يواسيني
أبكي وحدي ودموع تنهمر من عيني
العين تدمع والفراق موجود ولكن فراق الموت أصعب
لم يعزن أحد على من سقط من ثمار رائعة من شجرتي
لم أشهد دعاءا مجتمعا على وفاتهم
ولا صلاة جنازه ولا عظم الله أجركم ورحم موتاكم
كنت أحلم بالعودة لألقى الأحبة أرى عمي بشخص أبي ارى أختي بشخص ابنة عمي
أرى أخي بشخص ابن عمي
والآن ثمرة شجرتي وأعزها وأغلاها عندي ذهبت في بحر النسيان
أكيد عمي قبل موته شاهد أخيه وابنة أخيه يستقبلانه
وأحسبهم شهداء عند ربي
وهل الآن يستطيع الظالمين تفريقهم عن بعض
هل تستطيع قوى الأرض كلها التفريق بينهم
ولكن الظالمين لن يجدوا عند موتهم إلا العذاب الأليم
فطوبى للأحرار وسحقا للظالمين
عذائي الوحيد :
أن هذه الثمار أصبحت في يد الرحمن الرحيم
اللهم أنت الكريم ومابي من لوعة الفراق أسألك بكرمك وحفظك ورحمتك أن تحيطهم بهذه الرحمة لتجمعنا وإياهم في جنان النعيم