اسألونا ولو مرة ماذا نحتاج ؟؟!!
هنادي نصر الله
لن أنسى منكرًا ارتكبه الغير بحقي، ولن أنسى معاناةً تكبدتها طويلاً؛ فأغرقتني دموعًا كنتُ أعتقد في أغلب الأحيان أنها دمًا من شدة قسوتها ونزيفها من عينيّ التي طالما دققت في الأشخاص من حولي، لا أنسى ولن أتناسى تلك الآهات التي تدفقت من أعماقِ قلبي المحترق، بينما كنتُ أسارع الوقت لأنجزّ مهمة ما في موعدها المحدد وبالدقة المطلوبة،كنتُ أحدثُ نفسي المتعبة وأسألها بأسى بعدما خاب أملي وساء ظني في بعضِ من أعرفهم، كنتُ أناجيها" لماذا لا يكلفون أنفسهم ولو مرةً واحدة ليسألوا المجتهد منا إن كان مرتاحًا في عمله؟ أو يشكو علةً ما؟ لماذا لا يسألوننا هذا السؤال ولو رفع عتبٍ ولو دون قصدٍ ولو مجاملة؛ فلعلنا بهذا السؤال نتناسى تعبنا، ونقهر إحباطنا، ونستشعر بأن هناك من يُقدر جهودنا ويُنصف ذواتنا سيما عندما نكون محطمين من الداخل، وإن أخفينا عن أعينهم هذا!!!.
ألم يقل رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم" كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته"؟؟ أسفًا على هذا الراعِ إذ أراه لا يحكم عدلاً بين رعيته، ويكره أن يُصارحه أحد بهذا، بل ويسخط ويغضب عندما يًُهدى إليه عيب فيه تكررّ مرات ومرات!!!.
ومع هذا أقول لنفسي "أيتها العليلة، تمهلي في حكمكِ؛ فلعلكِ تصوبين رصاصةً خاطئة في ظهرهم؛ فقد يكونوا مشغولين بأشياء أخرى تبدو في نظرهم أهم من سؤال موظفيهم إن كانوا يفتقدونّ أمرًا يعتبرونه مهمًا لإتمام أعمالهم اليومية!!..
لكن السؤال الذي يطرح نفسه أطوال العام هناك أمور أهم من الموظف ومن راحته؟ أفي كل ساعات العام يحترق المسئول عملاً وكدًا دون الإكتراث بحال موظفه، دون أن يسأله إن تراجع مرةً لماذا تراجع؟ وإن تعبّ يومًا لماذا تعب؟ وإن كلّ يومًا ما سبب هذا الكلل؟!!
ومع هذا أجزم أن الحياة جميلة، بقدرِ صعوباتها، ولا مبالاة من حولنا بمشاعرنا، بنبضات قلوبنا المبدعة، بعواطفنا المشتعلة يقظة وفطنة وحنكة ودهاء، وأبدو معها متمردة على كل شعورٍ بالظلم والاستهتار...