لك الله يا تيسير

لك الله يا تيسير

بقلم: عقبة مشوح

بوجهه الأسمر

وبخطواته المتئدة

وبوقاره الذي ألفناه سنين عديدة عبر الشاشة الفضية

يبزغ نجمه هذه المرة

ولكن في محكمة من محاكم التفتيش العتيدة

في الفردوس المفقود

وكأن التاريخ يعيد نفسه

ولكن بأثواب ووجوه جديدة

تيسير علوني

الفار من قدر الله إلى قدر الله

خرج من وطنه فاراً بدينه

هارباً من الضيم و البطش و الطغيان

حاملاً فكرة الإسلام

مبشراً بأخلاقه ونظمه وقيمه

خرج إلى حيث كان هناك في يوم ما

في عصر مضى

في تاريخ آفل

كانت هناك أمجاد أجداده وآبائه

عز عليه أن يترك فردوسه في الشام

ليذهب ويأنس بفردوسه في الأندلس

ولكأني به يخرج من رصافة جده هشام بالشام

إلى رصافة جده عبد الرحمن بالأندلس

ولكأني به يخرج من وطنه إلى وطنه

مردداً: "إن جسمي كما تراه بأرض

وفؤادي وساكنيه بأرضِ"

اختار الإعلام لكي يحترفه

ويخدم به دينه

وكل ميسر لما خلق له

فأبدع وأجاد

وتفوق وأتقن

وبرع وأعجز

فأثار غيظ الكائدين

وحنق الحاسدين

وغضب الماكرين

والناجحون أعداؤهم كثر

فسلطوا عليه سيوفهم

ونصبوا حوله شباكهم

وأكادوا له المكائد

ومكروا له السوء

والله خير الماكرين

"قل للطغاة الحاقدين

على كماة المسلمين

الله يحبط مكرهم

والله خير الماكرين"

اختلقوا له كل نقيصة

ونسبوا له كل جرم

ورموا عليه كل تهمة

فخرج بريئاً

لا يألوا على شيء

ولا يخاف إلا الله

فأبوا إلا أن يسجلوا الخزي والعار على صفحاتهم

وفي تاريخهم

والتاريخ لا يرحم

سبع سنوات ياتيسير

بعد كل هذه الغربة

وبعد كل هذا العمر

وبعد كل هذا الشيب الذي كلل الرأس

وبعد كل هذه الأمراض

سبع سنوات في السجن

بعد أن حماه الله من أعدائه

حينما تربصوا له

ودبروا له

وأطلقوا صواريخهم عليه

فأنجاه الله

والله ينجي المؤمنين

سبع سنوات!!

ولكأني به ينظر إليهم بعزة المؤمن

ويستمع للحكم بيقين وثبات

وشفتاه تتمتم بسورة يوسف

وإيمانه أقوى من الجبال

أمام تلك المحكمة الهزلية

ولكأني به يقول لهم:

"لا السجن يرهبني ولا السجان

مادام يجري في دمي الإيمان"

لك الله ياتيسير

فماذا تفعل وقد ضاقت عليك الأرض بما رحبت

وأطبق عليك الشرق والغرب

لك الله ياتيسير

وحُقَ لك أن تبث شكواك إليه

وأن تقول:

"إلى الله نشكو أننا بمنازلٍ

تحكم في آسادهن كلابُ"