عوى ثم اقعى
عوى ثم أقعى
محمد نجدت الأصفرى
يتراوح سعر كلب الحراسة فى يلدنا بين الشاتين والاريعة شياه تبعا لمواصفاته التى يرغب فيها الرعاة‘ فيقل سعره والرغبة فى شرائه واقتنائه كلما كان بليدا ‘ ثقيلا ‘ خمولا ‘او عجوزا بينما يزيد سعره والمنافسة فى طلبه كلما كان مخلصا ‘فطنا ‘خفيفا ‘سريعا ‘امينا لاهله واصحابه
رمانا ا لقدربكلب عقور علق فى ديارنا يخلو من كل المواصفات الجيدة التى ترغبنا به لنصبر عليه ، فإ ن ا حتجناه فى محنة وناديناه كانت له (دان من طين ودان من عجين) وان استجاب كان نباحه نغرا وعواؤه هدرا ثم لايزيد ان يقعى على مؤخرته وعبثا نقدر ان نثير فبه نخوة الكلاب واخلاصهاعسى ان تحثه ليقوم بواجبه تجاه اولى نعمته...
لكنه عندما يحتاجنا لاموره ومتطلباته ونزواته كشر عن انيا ب يقضقض فيها الردى واطلق زئيرا مرعبا كانه ( اسد هصور) واستغل كل ما يستطيعه بفطرته الحيوانية وغرائزه الوحشية لايرحم فينا الآ ولا ذمة فينطلق الى اطفالنا يعضهم ليقتلهم والى املاكنا يدمرها ولا يهدأ له ناب قبل ان يغرزه فى اجسادنا فينهش لحومنا ويفصفص عظامنا ويسلب منا بهجة ا لحياة وروعتها ثم لا يلبس متوجسا متحفزا لمعركة اشد وانكى..... لايدع لنا ا منا فى ليل ا و نهار حتى حارت منا العقول ماذا يريد وكيف نتقى شره ؟؟؟
فرضنا على انفسنا ان نترك له الحبل على الغارب فما ارضاه .. ثم اعتزلناه فما كفاه ، حتى اخذ منا فلذات اكبادنا ودسهم فى جحوره واوكاره تعذر علينا التكهن باحوالهم أأحياء تركهم ام ذاقوا الردى بينه انيابه ومخالبه ، اذا سايرناه لاتقاء شره ا فرط فى غلوائه وتطاول فى طلباته......
يا إلهى انقذنا فقد اعيتنا الحيلة وانسد باب الرجاء من انفسنا فماذا نفعل؟
واذا بالحكيم العليم يرشدنا لقوله:
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم
فلم نعقلها وتمادى كلبنا فى غيه وزاد طغيانه و(استأسد). وزاد خوفنا بإزدياد شراسته ووحشيته حتى اصبحنا نائمين كالمخدرين ولا نعرف من طعم الحياة الا ذقومها ولامن جمالها الا كما تراها البهائم بعين عشياء فرجعنا الى العلى القدير فدلنا :
إن تنصروا الله ينصركم
مع هذا لم تفهم القلوب التى حاطها الرا ن و لفها النسيان وبحثنا امرنا بنور كاشف وعين بصيرة وفهم عمبق فعرفنا سر بلائنا وعجزنا واتضح امامنا ان الاعمار والارزاق بيد الله وان ا لحرص على الحياة لايزيدها طولا .... عندها ادركنا معنى :
لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
سمعنا واطعنا لقد اتضح السبيل امامنا للخلاص من كلب عقور.