وللوطن حب آخر

محمد عبد المجيد الصاوي

وللوطن حب آخر

محمد عبد المجيد الصاوي

(عجبا لذلك الشيخ وقد تجاوز السبعين من عمره المزروع بالشقاء ولا يزال محياه ينطق بالبشر وبالأمل ،ولا تزال الآية الخالدة يسألونك متي هو قل عسى أن يكون قريبا )ترنيمة يتغنى بها ضحى وعشية .

سألته يا جدي :هل هناك عاطفة تسمى حب الوطن ؟ تنهد قائلا إنها حقيقة يا ولدي ،يراد لها أن تغدو أكذوبة في زماننا آه يا ولدي لكم أحببت هذا الوطن ولكم أحبني حتى صرنا أسطورة حفرها التاريخ ملحمة هام بها الشعراء .حينها دب بي الأمل واشتعل بأعماقي الحماس :عدت تلميذا نجيبا وارتددت صبيا فتيا هاتفا به كيف يكون يا جدي حبي للوطن عامرا أرجاع قلبي .ابتسم ضاحكا :كيف أعلمك وأنت عاشق مدله بحبه صرخت : يا جدي إنني أحس الوطن بي ومعي أتنسمه عبر أنفاسي ،ولكن أخشي يوما أن أفيق فأجده قد سرقته الأيدي اللعينة ووأدته وهو لا يزال وليدا .تجهم وجه جدي ، وكأنما الأسود ظباء فرت من رعدته :قاوم يا ولدي رموش عينك إن هي أبت أن تخبأ الوطن ، قاتل بجسدك أكمله اجعله لعنات تتطاير فتصيب كل كافر بترابك ،وتهجد صوته :يا :لا تهن ولا تحزن فأنت وحدك الأعلي.