نَقْشٌ على شَغافِ قَلب

بقلم : ابنة الحدباء

نخلٌ.. وأقحوانٌ.. ونرجسٌ.. وليلاكي

شموخٌ.. ومجدٌ .. وحضارةٌ.. وشهامةٌ.. وإباء

نَياشينُ العزّةِ والكرامةِ ودرّة الأوطانِ

كبرياءٌ.. ووفاءٌ.. ونبعُ أمل الحياةِ

بغدادُ.. أنى لي بوصفكِ!.. وقد انكسر يَراعي

ونفد مدادي، أمام روعةِ سحركِ..

صفاءُ دجلة الخيرِ أنتِ ..

ونسائم ضفافِ الفراتِ

يا مرآة نفسي وصدى أنيني ..

يا حِبرَ قلمي وأجمل أشعاري..

بعيدةٌ.. وقريبةٌ أنتِ.. يا نقشاً على صفحات قلبي

يا فرحتي.. ورحيقَ عطري وترنيمات خيالي

واحةٌ سمراء.. وخضراء.. وغيمةٌ بيضاءُ تُزيّن سمائي

شمسٌ.. وكوكبٌ دريٌّ تضيء حلكة ليلي

نسماتٌ  عليلةٌ تهفو بأريجِ أطواق الياسمينِ

وقطراتُ ندىً تتمايلُ فوق خميلةٍ حمراء

*   *   *

عنفوانٌ.. وملحمةٌ.. وتضحياتٌ.. وجمرٌ يحرقُ الغزاةَ

انتفاضةٌ.. وثورةٌ.. وهَبّةٌ تُزمجرُ بقلبِ العُتاةِ

أثيرٌ حارقٌ.. وشعلةٌ.. وصولاتُ الرجالِ

دماءُ الشهداء الزكيّة مرآةُ روحكِ الثائرة

رايةٌ خفّاقةٌ أنتِ ، تعلو بشممِ هاماتِ الأوفياءِ

ملامحكِ اليومَ حزينةٌ.. وعيونكِ تفيضُ بالدمعِ!

شهرزادُ : حديثكِ وحكاياتكِ تقطرُ بالدم

لوحةٌ حمراء أضحيتِ يا بغداد مُجللةٌ بهديرِ النـزفِ

 يا ويحَ روحي مِن شوقي إليكِ إذا عَلا القلبُ

احتضارٌ.. ووجدٌ.. ولهيبٌ لا يهمدُ في النفسِ

وإن هلَّ طيفكِ الجميلُ أُغرقتْ بالدمعِ المآقي

أناجيكِ من على البُعد: أياَ بغدادي!

ألا تسمعين نبضاتِ قلبي وحنيني الذي أضناني!

أياَ بغدادُ: أما آنَ لك أن ترتوي من فيضِ أشجاني!

أم استعذبتِ أناتي ونزف جراحي!

واستمرأتِ آهاتي وعذاباتي!

*   *    *

انهضي حبيبتي واخلعي عنكِ أثوابَ الحزنِ والسوادِ

والتحفي عباءات العُلا والجهادِ..

تبسّمي واهجري بعزةٍ فناء الوهنِ والإذلالِ

عودي عروس المدنِ وقبلة القلبِ والشرفاءِ

زمجري.. زلزلي الأرض تحت أقدامِ العتاة

انتفضي يا توأم الروحِ..

فعيونكِ العراقيةُ ما خُلِقَت إلا لتلمعَ بالمجد والفخار

أتوق لرؤياكِ يا حبّة القلبِ

تهفو جوانحي للقياكِ غاليتي..

وأنتِ مزدانةٌ بحلّةِ الرفعةِ والانتصارِ

عطشى أنا..

فأنّى لمثلي أن يرتوي من فيضِ نبعكِ الهادر!

فمتى ألقاكِ بغداد لأطفئ لهيبَ ظمئي!

وقد عدتِ كما أذكركِ جوهرةً تسطعُ بالأضواءِ

تتغنى وتشدو بشموخ العراق والأحرار!

فمتى سألقاكِ..

متى سألقاكِ بغداد!