عمري تائه وأحلامي

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

حلمت مرة أنني زعيم ثوره

وقائد تجتمع حولي كل المناصرين لزعامتي

ولكن الغريب في الأمر لم يكن من بين المشجعين رجال

كلهم نساء وبنات وصبايا

يحيون الزعيم

فلا أدري بأي بلد كنت زعيمها

المهم أن شعبي كلهم من الفراشات

بس مدينة رائعة ووطن أروع وأبهى وأجمل

تصور جمهورك أنثوي فيها جميع ألوان الفواكه والورود

وليس فيها أحناش ولا أسود ولا ضباع

بس ماذا أفعل وحدي أمام كل الفراشات

فقلت لنفسي

في دولة مجاورة فيها نسور وصقور وذكور من عصافير كمان

علي أن أحافظ على مملكتي

فلا بد من اختيار واستيراد المناسب للبنات

فاستوردت بعض النسور وبعض الصقور وبينهما بلبل مغرد وضاح

خف الحمل علي وبدأت في حكمي أناصر شعبي في أي ظرف ووقت يحتاجني إليه كمان

المال لنا كلنا وبه يمرح الجميع في خيره كائن من كان

أنا زعيم البلاد كلها

فما حاجتي للمال ليكون في قفص الإتهام

جنتي هي أرضي وشجرها هو شعبي وطيورها بناتي

خضراء صفراء زرقاء تلفها

فما حاجتي لحساب في بنوك مسقية بالدماء

هل يعي زعماؤنا ذات يوم

أن الطيور في وطننا هي لنا وأن الخير فيها لنا وليس لأي كان

لم أشتغل بالتجارة ولا بجمع المال ولا العقارات ولا صنوف النساء

اخترت حبا من حورية في بلدي

وجعلت حورياته لشعبي يهنأباختياره ماشاء

أنا قائد بلدي بخير أقدمه لشعبي لابتفوقي عليه في كل الأصناف

أجلس في مقهى شعبية بسيطه

ولا يكاد يعرفني عوام الناس

أعيش حياتي وببساطتها

وليس لي في الزعامة الملهم الوحيد في البلاد

لاأحتاج حرس جمهوري ولا مرافقين يعكرون حريتي إلا الحبيبة الباقية على مر الأيام

القانون عندي فوق الجمع كلهم فلا أبي ولا أخي ولا المقربين للزعيم ولا الزعيم بمنأى عن الحساب

صحوت من حلمي لأجد نفسي بين أربعة جدران تحيطها القضبان

مشرد ملاحق مهدور الدم من الزعيم الملهم المفدى المقبل المدبر الغضنفر في بلاد العربان