بَغدادُ .. تُغرَقُ بالوَعيد

بَغدادُ .. تُغرَقُ بالوَعيد

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

بَغدادُ تُغرَقُ بالوَعيد ..

وفلّوجَةُ العِزِّ تَغفُو على الرُّجُولَةِ .. وتَصحو على التهديد !..

وعَلاّوي الخيانةِ يُرغِي ويُزبِدُ .. متوَعِّداً دِجلةَ بالعَطشِ الشديد !..

وكِلابُ واشنطن تنبُحُ ، وذئابُها تَعوي .. بِجُهدِ جَنكيزَ الجَهيد !..

*     *     *

عِراقُ يئنُّ من الجِراحِ ، ويَسهرُ إلى وقتِ الصباحِ ..

يَنعُمُ بقصفِ هولاكو .. ويَحْتَسي الدماءَ ، والأشلاءَ ..

ويَغتذي بالقَديد !..

بِحُرّيةِ واشنطن ولندن .. عِراقُنا بِزَعْمِهِم ، في لَيْلِهِ الحالِكِ ..

أسعدُ حالاً مِنَ السَّعيد !..

*     *     *

مئةُ ألفِ شهيد !..

وأضعافٌ من الجَرْحَى ، والمشرَّدينَ .. تنمو وتنمو للمَزيد !..

وما يزالُ هولاكو .. يُستَقبَلُ بالأورادِ ، وأكاليلِ الغارِ .. ويُوَدَّعُ بالنَّشيد !..

*     *     *

مئةُ ألفِ شهيد !..

والحرّيةُ الحمراءُ تَطلبُ القتلَ ، والذبحَ ، والسَّحقَ ، والخرابَ ، والدَّمارَ ..

وجهنَّمُ الذئابِ شعارُها : هل مِنْ مَزيد !..

*     *     *

مئةُ ألفِ شهيد !..

صَباحُهُم نارٌ .. ومَسَاؤهُم مُسَرْبَلٌ بالحَديد !..

مَلايينُ المُحَرَّرينَ في عهدِ واشنطن .. يَنعُمُونَ بالتشريد !..

*     *     *

والعالَمُ الـحُرُّ يَحْتَسي نَخْبَ : قَهرِنا ، وذَبْحِ مَاضِينا .. وحَاضِرِنا ..

من الوريدِ إلى الوريد !..

يَرسُمُونَ بالقذائفِ ، والهَمَرِ ، والبرادلي ، والفانتومِ ، والأباتشي ..

وبِعَلاّوي ، وإلياورَ ..

يَرسُمونَ البَسْمةَ الأميركيةَ .. على وَجْهِ مُستقبَلِنا المجيد !..

*     *     *

وعَلاقمةُ الغُربانِ ، والديدانِ ، والفئرانِ ، والعَرَبِ بلِ العُربانِ ..

يبيعونَ عُمَرَاً بوضحِ النهارِ .. وعَلِيَّاً في حُلكَةِ الليلِ ..

ويَصلُبُونَ خالدَ ، وسَعداً ، والقَعقاعَ ..

ويَطحنونَ رُفاتَ قُطُزٍ ، وصَلاحِ الدينِ ..

كلَّ يومٍ جَديد !..

ويمضغونَ العارَ ، والذُّلَ ، والشَّنَارَ ..

ويَبْتَلعونَ بِسطارَ نيرونَ .. بِدِرْهَمٍ زهيد !..

*     *     *

بغدادُ تُغرَقُ بالوعيد ..

لكنها وطنُ الرُّجُولةِ ، والكرامةِ ، والرَّشيد !..

بغدادُ مَقبرةُ الغُزاةِ .. ومِحْرَقَةُ الجُناةِ ، والأنذالِ ، والأوغادِ ..

بِمُجَاهِدٍ صِنديد !..

*     *     *

بغدادَ العروبةِ : انْهَضي ، واستنهضي هِمَمَ الرِّجالِ ..

فأحرارُ البطولاتِ .. يَعملونَ لِمَجْدِنا التليد !..

ولننتظر قَوْلَ الرجالِ :

يا بُشرى .. هذا غُلامٌ ..

إنه سيفُ الإلهِ : خالدٌ شِبْلُ الوليد !..

أجدادُنا بالأمسِ .. -بالله والإسلامِ- قَهَروا الطغاةَ .. بالبأسِ الشديد !..

واليومَ هُبَلُ العصرِ ، وهولاكو الصليبِ ، وأذنابُ الأفاعي ..

سَيَدْحَرُهُمُ بَأسُ الحفيد !..