كل عام وأنت مضمخ بالمسك يا تراب الفلوجة
كل عام وأنت مضمخ بالمسك يا تراب الفلوجة
نور الجندلي
تباشير العيد أتت تزورنا
ومعها الفرح
الحزين
بسمات اغرورقت بالدموع
وضحكات اختنقت في الصدور
زهو الألوان بدا
باهتا
والأحمر في العيون دم وجراح
كل عام وأنت مضمخ بالمسك يا تراب
الفلوجة
فقد احتضنت اليوم قافلة كبرى من شهداء الإسلام
لله درّك
كم حنوت
على عظام طفل بائس
واحتويت بين ضلوعك شيخ مسنّ
لله درك كم فتاة في عمر
الزهور قد عانقت
وكم شاب احتويت في أعماقك
لله درك يا أشجار الفلوجة
بالدماء ارتويت
فودعت الاخضرار إلى الأبد
واحتسبت النضرة في الجنة
ففي عروقك تسري دماء الشهادة
ويا سماء الفلوجة لله درك
كم تصبّرت على
الضجيج فلم تجزعي
ولم تبكِِ شموخا وعنفوانا
لم تبكِ كيدا بأعداء الدين وهم
يحاولون قهرك
يعتصرون قلبك يسحقون ابتسامتك
يدهسون الشمس بنجس أقدامهم
كي لا
تشرق يوم العيد ضاحكة وأنى لهم
سيأتي العيد يكفكف الدمع تجلدا على
الأحزان
سيأتي مزهوا بثياب الفخر
لأبطال صمدوا وحدهم
ورفعوا رايات المجد
وحدهم
في زمن لاذ به الأبطال فرارا
واغتصبت فيه الكرامة بأيد منتنة
لله درك
يا فلوجة وأنت تنقشين على رق الزمان
صيحات تكبير
وتقدمين نفسك قربانا
لنصر ستحمله معها الأيام الآتية
كل عام وبيننا أبطال
كأبطالك الغـــــرّ يا فلوجة الفداء