فذلكات انتفاضية(4)

فَذلكاتٌ* انتفاضيّة (4)

(من وحي انتفاضة الأقصى المبارك ، التي تدخل عامها الخامس)

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

 (9)

للذكرى فحسب : نساءٌ .. سياسيّات !..

ثلاث نساءٍ فقط ، من بين كلّ مخلوقات الله ، وَقَفْنَ ضدّ الوالغ في الدم والإجرام : (باراك) ، من غير قصد !.. ولعلّهنَّ كُنَّ أهم أسباب سقوط حكومته .. ولعلّ هذا  الأخير ، أرسل إليهنّ أشدّ عبارات التأنيب والاحتجاج والعتاب والتوبيخ ، بطريقةٍ خارجةٍ عن المألوف الديبلوماسي !..

الأولى (هيلاري كلينتون) .. تلك المرأة المطعونة بخيانة زوجها الديمقراطي حتى العظم ، إلى درجة إقامة العدل ، بينها وبين عشيقته سيّئة الذكر (مونيكا) !..

هيلاري المفجوعة بسلوك الزوج المراهق ، الذي كان يتربّع على عرش البيت الأبيض الأميركي .. هذه الهيلاري ، اندفعت بحمّى الشهوة ، للتربّع على مقعدٍ برلمانيٍ في (الكونغرس) الأميركي ، لذلك لم تترك طريقةً في أسواق النفاق الأميركية إلا سلكتها !.. فمرّةً تهاجم الحركات الإسلامية وتتهمها بالإرهاب !.. وتارةً تهاجم الدين الإسلاميّ الحنيف ، لأنه بنظرها -المصمَّم في مصانع اليهود- يعادي المرأة ، ويقف ضد مصالحها !.. وأخرى تذرف الدموع السخية عند الحائط المحتلّ في القدس ، الذي يتباكى اليهود عنده .. ويتراقصون !.. وكلّ ذلك بغية تملّق اليهود ، والنفاق لهم ، والتدليس والانبطاح عند أعتابهم ، كي تصل إلى هدفها الوضيع !..

هيلاري تلك ، قادت مظاهرةً كبرى ، وسارت في شوارع (نيويورك) ، على رأس أكثر من عشرة آلافٍ من المنافقين .. تندّد بالعدوان الفلسطيني ، وإرهابه وعنفه ، الذي يمارسه أطفال فلسطين ، ضد (الحَمَل) الوديع (باراك) ، وجيشه الضحيّة ، صانع السلام !..

الثانية (مادلين أولبرايت) .. تلك اليهودية الشمطاء ، تخرج بكامل زينتها ، وألَقِها الأنثوي ، باعتبار أنّ عمرها لم يتخطَّ سنّ المراهقة !.. إذ تجاوزت الستين عاماً فقط !.. تلك الشمطاء ، تخرج لتعلن من على منبر وزارة الخارجية للراعي (النـزيه) ، أنه [ على الفلسطينيين الكفّ عن اعتداءاتهم ووحشيتهم ، ضد الدولة العبرية ، (التي كان يقودها المسكين باراك) ] !..

الثالثة (ملكة السويد) .. التي لا تصرّح عادةً أي تصريحٍ سياسيٍ ، امتثالاً للدستور السويدي ، الذي لا يسمح للملك ، أن يتدخّل في السياسة .. ومع ذلك ، دبّت النخوة في أوصالها ، فنطقت الذهب الأصفر ، حين قالت : [ إنّ القيادات الفلسطينية تستغلّ الأطفال ، فتدفع بهم إلى الموت ، عن طريق مواجهتهم لجيش الدفاع الإسرائيلي بالحجارة ، فيضطرّ الجنود الإسرائيليون (الطيّبون) ، لإطلاق النار عليهم ، وقتلهم دفاعاً عن النفس !.. ] ، مع ملاحظة أنّ (ملكة السويد) المصونة ، مثل كلّ عباقرة الغرب الأحرار الديمقراطيين المثقّفين ، ليست جاهلةً بالتاريخ ، ولا بالجغرافية .. إلى درجة أنها تعتقد أنّ (فلسطين) ، تقع في أميركة اللاتينية !.. وأنّ (إسرائيل) هي الاسم الحركي للـ (فاتيكان) !.. تلك الدولة الصغيرة ، التي أسّستها الراهبة المتزمّتة (مارلين مونرو).. في قبرص.. عاصمة (جنوب إفريقية).. الواقعة في صحراء (الربع الخالي).. في قارّة (جيبوتي)!.. وقد رَشَحَتْ معلومات مهمة ، من الأوساط السياسية السويدية ، تفيد بأنّ (جلالة الملكة)، المثقّفة جداً في شؤون منطقتنا ، ستوجّه نداءً عاجلاً ، إلى الرئيس الأميركي (آرئيل شارون) !.. تحثّه فيه على العمل بسرعة ، لإرسال وزير خارجيته (جورج واشنطن) !.. إلى المنطقة المعنيّة ، لحمل كلّ الأطراف المتنازعة، على العودة إلى طاولة المفاوضات ، لاسيّما السيد (نبوخذ نصّر) رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية المستقلّة !.. والسيدة (غولدا مائير) رئيسة الحكومة الإسرائيلية !.. لوضع الصيغ العملية ، الكفيلة بتنفيذ اتفاقيات (أوسلو) ، خاصةً تلك الفقرات المتعلّقة بحقوق (الطفل) !.. و(نظافة البيئة) !.. والارتفاع غير المعقول في أسعار (الزبدة) و(الطائرات النفاثة) و(المانجا) .. في الصومال !..

أما الطيب المهضوم (آرئيل شارون) !.. بطل مجازر : قِبية وصبرا وشاتيلا وانتفاضة الأقصى .. فقد صرّح في ذلك الوقت بصراحةٍ تامة ، من غير مواربةٍ أو حياءٍ ، ملخّصاً القضية بقوله : [ كلما تحدّث العالم عن وحشية حكومة (باراك) ، نظر لها الشعب الإسرائيليّ باحترام !.. ] .

أرأيتم .. كم كانت تلك النساء الثلاث حمقاوات !.. ولماذا يعتبرهنّ المجرم الوحشيّ (باراك) من أعدائه !..

(10)

سلامٌ .. حربيّ !..

كم هو محظوظ ذلك الرجل (نوبل) ، صاحب أشهر جائزةٍ عالمية ، مسمّاةٍ باسمه !.. لأنّ الله سبحانه وتعالى أنعم عليه بالموت ، قبل أن يشهد كلّ هذا الصدق والإخلاص لمبادئه !.. في عصرنا ، عصر (الكاوبوي) العالميّ الجديد !.. فلو كان (نوبل) يعلم ما سيؤول إليه عالمنا ، وما ستتفتّق عنه عبقرية دهاقنة اليهود ، المدعومة بعبقرية الراعي الأميركي (النـزيه) ، لعملية السلام العادل الشامل !.. لفضّل (نوبل) الموت، قبل أن يؤسّس لنظام جائزته ، التي شوّهتها حفنةٌ ، من أصدقاء الإنسانية ، وأحبّائها الكرام !..

 يُقال : إنّ ائتلافاً من ثلاثة أشخاصٍ ، سترشّحهم إدارة البيت الأبيض الأميركيّ ، لنيل جائزة (نوبل) للسلام!..

(شمعون بيريز) ، صاحب مجزرة (قانا) الرهيبة في لبنان ، وبعض المجازر المتفرّقة (التافهة) هنا وهناك في وطننا العربيّ !..

و(آرئيل شارون) ، الذي لم يرتكب أكثر من ثلاث أو أربع أو عشر مجازر بشرية ، لم يذهب ضحيتها أكثر من عشرين ألف إنسان !.. منها مجزرة ( قِبية ) لعام 1953م ، ومجزرة ( صبرا وشاتيلا ) لعام 1982م !..

و(أيهود باراك) ، الذي ارتكب العديد من الجرائم فقط !.. مثل : الاشتراك في قتل آلاف الأسرى المصريين في حرب الخامس من حزيران لعام 1967م ، والتمثيل بجثة الفدائية (دلال المغربي) ، والاشتراك في قتل ثلاثةٍ من القيادات الفلسطينية الفدائية في لبنان ، وهم : (كمال عدوان ، وكمال ناصر ، وأبو يوسف النجار) ، ومجازر الأقصى القائمة على قدمٍ وساق ، التي بدأت في عهده (الميمون) ، ولا يعلم أحد حتى الآن، إلى كم سيصل عدد الشهداء والجرحى، على يدي خَلَفِهِ السفاح (شارون) !..

أما الأبحاث التي سيقدّمها أبطال (السلام) الثلاثة ، لنيل جائزة (نوبل) للسلام !.. فالأول بعنوان : (السلام بالذخيرة الحيّة) !.. والثاني بعنوان : (السلام الذرّي على الطريقة الأميركية) !.. والثالث بعنوان:                         (مجازر السلام الإسرائيلية) !..

لكنّ اقتراحاً وجيهاً ، على وشك أن تقدّمه بعض المؤسّسات التطبيعية الانبطاحية من (العُربان) ، إلى رجال السلام الوادعين الثلاثة ، بأن يشتركوا جميعاً (أي مع أولئك العُربان) ، في تقديم بحثٍ مشتركٍ واحدٍ بعنوان : (الاستسلام أقصر الطرق إلى السلام) !..

أما (معسكر السلام) اليهوديّ الخرافيّ ، فيقترح أن يكون البحث المشترك المقدّم بعنوان : (سلامٌ على السلام)!..

وعلى ذمّة (مادلين أولبرايت) وتلميذها (كولن باول) ، وبتسريبٍ من ( الدّنس روس ) وخَلَفِهِ (بيرينـز) .. فإنّ أنصار السلام (الحربيّ) وعشّاقه ، في أميركة والكيان الصهيونيّ المصطنع ، على رأسهم رئيس الوزراء السفّاح (آرئيل شارون) .. يتأهّبون للاحتفال بمناسبة نيل جائزة (نوبل) السلاميّة فور صدور النتائج ، وذلك بإطلاق إحدى وعشرين قنبلةً (نووية) !.. على شرف عباقرة السلام من (العُربان) !.. وكل سلامٍ وأنتم بخير !.. بل بألف خير !..

يتبع إن شاء الله

             

* الفَذْلَكَة - كما ورد في المعجم الوسيط - تعني : [ مُجْمَلُ ما فُصِّلَ وخُلاصَتُهُ ] ، وهي [ لفظة محدَثة ].