ومضات
ومضات
عبد الرحمن الحياني
الومضة الأولى :
شكت الورقة القلم لأنه لا يني عن تلطيخ وجهها بصنوف المداد من كل الألوان ...
عجيب إحساس تلك الورقة بإهانة القلم لها ولكن الأعجب من ذلك كله ألا تحس الأمة بالمخازي التي لم تدع مساحة من وجهها لم يلطخ بالعار وهي لا تشكو أو تبدي أي تذمر
الومضة الثانية :
النقد الذاتي الموضوعي سمة من سمات الأمم الراقية على مر العصور إذ به يتم تصحيح المسار وتلافي القصور حزنت أشد الحزن لفقدان هذا النوع من النقد في حاضر أمتنا وتيقنت أنه سبب من أسباب تقدمها إبان أوج ازدهارها فهل من معتبر .
الومضة الثالثة :
تملكه شعور بالإعجاب لدى وقوفه أمام لوحة
سريالية في أحد المعارض الدولية لدقة إتقانها واحتوائها أدق التفاصيل وانتابه شعور
ملح أنه رأى هذه اللوحة في مكان ما وبعد عناء ومكابدة وعصر للذاكرة أيقن أنها صورة
العالم الذي نعيش فيه هذه الأيام .
الومضة الرابعة :
كان يعاني من عقدة بداخله تجعله دائم الشعور
بالنقص وربما بالخجل حتى من نفسه وفجأة أحس بأنه بحاجة إلى قناع ليخفي تلك العقدة
وبعد البحث المضني وجد ضالته فتوجه إلى السوق واشترى نظارة سوداء كبيرة ولبسها على
الفور ليختفي خلفها هو وعقدته .
الومضة الخامسة :
كان يمنّي نفسه دائماً أن يكون ذا شأن في هذه
الحياة فالعالم يتغير من حوله ويتجدد ولا بد من
مواكبته ومحاولة التأثير فيه بأية طريقة أو
إضافة شيء ما إليه لتخليد ذكراه وترك بصمة لا تنسى فما كان منه إلا أن اعتزل العالم
وقرر احتراف الجنون .
الومضة السادسة:
عجيب التفاف الناس حول الباطل رغم إيمانهم بأنه لن يدوم طويلاً وانفضاضهم عن الحق ونصرته رغم يقينهم بديمومته واستمراره إلى قيام الساعة ، أتشاطرني هذا الشعور؟ أم تراك حسبت الباطل لكثرته حقاً .. أرجو أن تراجع حساباتك إذا كنت من أولئك