بمولده صلى الله عليه وسلم تحرر الإنسان

بمولده صلى الله عليه وسلم تحرر الإنسان

هيثم الأشقر

بعد سقوط الإتحاد السوفيتي وهيمنة أمريكا على مقدرات العالم أصبح المسلمون هدفاً مرحلياً للتسلط الأمريكي على طريق تحقيق الهدف الأكبر ، السيطرة على العالم من خلال محاصرة أوروبا ودول شرق آسيا بحرمانهم من البترول والخيرات الموجودة في العالم الإسلامي عموماً والشرق الأوسط خصوصاً . 

وفي هذا الإطار تعنى أمريكا عناية كبرى بدكتاتورية الديمقراطية بعد أن رعت الدكتاتورية الحزبية والفردية في محاولة منها لبسط نفوذها من خلال استعمار العولمة والعسكر متعللة بحرصها الشديد 

على تحرير المرأة بشكل خاص والإنسان المسلم بشكل عام من سلطة الإرهاب الإسلامي المتنامي حسب زعمهم متعللين بأحداث وسيناريوهات افتعلوها وشخصيات كبروها لتخدم أغراضهم في الوقت الذي حاربوا الاعتدال وحجبوا الإعلام عن صوت الإسلام كمنهج للحياة .

إن الحرب الوقائية أو الاستباقية كما يقول الأمريكيون ما هي إلا محاولات لإجهاض النهضة الإسلامية ، تماماً كما جاء الاستعمار الأوروبي من قبل بحجة الوصاية والانتداب لإجهاض محاولات النهوض والتحرر .

لقد جاءت الأحزاب العلمانية والتجارب الذاتية المحتواة من الأعداء بالخراب والدمار للعالم الإسلامي ، وقد انخدع بها العوام من المثقفين خريجو محو الأمية مما يسمى الجامعات أولئك الذين تعلموا أن التحرر يعني الإباحية، والديمقراطية تعني الانخلاع عن حكم الإله وعودة عبادة الإنسان شخصاً كان أم حزباً .

وبعد أن انكشفت سوءة الطغاة ومهزلة الأحزاب والضياع حق لأمريكا أن تقول: الوقت ليس في صالحنا ، نعم ليس لصالحهم فالشعوب لم تعد تخدع بالشعارات، وبدأت تعود لربها عبر القرآن والصلوات والبحث عن الحل في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وما جاء به لتحرير الإنسان من هذه الجاهلية القديمة الحديثة المتجددة مادام الإنسان إنسانا والخير والشر في صراع .

لقد فصّّل الشيطان لمحوره ثوب التحرير وزودهم بأغنية الديمقراطية في محاولة منه لاستدراك ما فضح من أمره على يد فراعنة القرن العشرين وأحزابهم التقدمية والعلمية والتحريرية دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربوالإمبريالية والصهيونية .. ذلك أنهم تلاميذ نجباء لقائد محور الشيطان ولكن من وراء شعارات ومسرحيات لم تعد تجد الإقبال المطلوب .

وللأسف كما هو الحال ركب المتمصلحون والضائعون الموجة، وبدؤوا يصيحون نحن مع إفساد المرأة أي تحريرها حسب ما يدعون، ومع ديكتاتورية الديمقراطية أي التداول الدوري للدكتاتورية والتمرد على أوامر السماء ...

وفي النهاية سيعرف المنخدعون أن أمريكا نفسها ضحية لأبناء صهيون قتلة الأنبياء والإنسان .

وتدور الدائرة وتدور إلى أن يعي الإنسان أن الحرية والتحرير من رب الإنسان الأدرى بما يصلحه وأنه لا انفكاك إذا ما أردنا التوافق مع الناموس الكوني من أخذ تعاليم سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم .

لقد أرادوها حرب صهيوصليبية لمعرفتهم بقدرة الإسلام على النهوض ، قال تعالى ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) " البقرة " . ولكن هيهات ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .

لقد جاء الخطاب القرآني واضحاً للإنسان ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) " الأحزاب " .

( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) " الأنبياء " .

( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ) " سبأ " .

ولكن الكافرين يستكبرون ويتهمون الإسلام زوراً وبهتاناً ولهؤلاء يقول المولى: ( وإن كذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور )

إن الحملة الشرسة التي يقودها الصهيوصليبيون ( الاستعمار الجديد ) ما هي إلا عاصفة تمر كما يعتقد المسلمون الصامدون على الحق ، قال تعالى ( فتوكل على الله إنك على الحق المبين ) .

وقال تعالى واعداً المسلمين بالنصر ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ، إن الله قوي عزيز ) .

نعم الظروف صعبة ولكن المسلمين أهلٌ لها وهي نعمة للصابرين ممحصة للمسلمين والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .