هـذا الرجـل لم يمت

هـذا الرجـل لم يمت

 زهير سالم

حدثوني عن الرجال حديثاً..

أوصفوهم

فقد نسيت الرجالا..

هذا الرجل حمل عبء الرجولة

التي استقلنا منها

جاهد على كل المحاور

حين تركنا كل أنواع الجهاد..

حتى جهاد النفس خفناه فتركناه

رُفع الحرج عنه..

فحرّج على كل من أمسى بلا حرج..

وحرّج على الحرج

وخرج من الجسد.. خرج من السجنين

سجن الإعاقة.. ومن قال أنه كان قط معاق

وسجن الإرادة التي تزين الصغائر للصغار

وأسس للغد..

أسس ونجح حيث عز النجاح وأخفق الكثيرون

أمسك القرآن بيمينه، ووضع روحه على راحته

وسار إلى الحرب، بلا قدمين ولا ساقين، سار بالعزيمة

وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم

غاب ولكنه مايزال حاضراً، وسيظل..

مات مراراً، ولكنه بقي..

هم لا يفهون معنى أن الشهيد لا يموت!!

قال: إذا أردت قتلي، فاجمع الناس في يوم مشهود، ثم علقني على تلك الشجرة. ثم صوب سهمك إلى نحري..

وقل باسم الله رب الغلام..

ثم ارمني به..

وعندها أموت

فلما فعل الأبله المعتوه..

ووقع في الشرَك من حيث لا يحتسب

نادى الألوف: آمنا بالله رب الغلام..

كان الغلام واحداً فصار جيلاً.. ثم صار أمة

ثم صار معلماً من معالم التاريخ

هل مات خالد وسعد وأبو عبيدة ؟!

مات السلطان.. ولكن لم يمت صلاح الدين..

هل مات أحمد ياسين؟

من زعم، احثوا في وجهه التراب

من المائة خمسة وعشرون..

ومن المائة خمسة وثلاثون..

ومن المائة خمسة وتسعون من رجال ونساء فلسطين..

بل من رجال ونساء المليار والنصف مليار من المسلمين يحلمون بأن يكونوا جنوداً تحت راية أحمد ياسين..

أحمد ياسين لم يمت..

ها هو أمامنا في هذه الملايين