الشمس تشرق في الفلوجة
الشمس تشرق في الفلوجة
د.أحمد عز الدين
تشرق الشمس من جديد.. كلما غرب في الأفق نجم شهيد ..
فيا أهل الفلوجة: أفيضوا علينا من النور، فثمة عندكم مطلع الشمس ..
ويا أهل الفلوجة من قال لكم: إنّ الشمس تشرق من الغرب ، فلا تصدقوه ..
فلقد شاهدها العالم أجمع تشرق اليوم من الفلوجة، والبارحة من الرمادي .. ومن أيام شاهدناها تشرق في غزة، وبالتحديد من كرسي الشهيدأحمد ياسين .. ومنذ سنين أبصرها العالم تشرق في جنين ..
ولا تصدقوا أن للشمس مشرقاً واحدا ، بل إن لها أكثر من مليار مشرق ، فكل مسلم يقول : " أشرقي يا شمس من هنا .. من عندي أنا " .. ألم يقل الله جلّ وعز : ( ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ المشارق )..
وإذا اعتداد الناس أن يقرؤوا على بوابات المدن : "ابتسم فأنت في مدينة كذا "..
فإن الفلوجة أبت إلا أن تكتب على بوابتها : " ارفع رأسك فأنت في الفلوجة " .
وترجمتها : " ارفع رأسك فأنت في بوابة الجهاد " . ويمكن أن نقرأها أيضا : " أيها العربي المسلم! ارفع رأسك فأهل الفلوجة عرب مسلمون "..
لم يكن من عادات قلمي أن يكتب عن العرب ، ولكنْ لمّا رأيت هذه الحملة العالمية الصهيونية الصليبية الوثنية الشعوبية الحداثية المسعورة على كل ماهو عربي ،علمت حينها أن العربية والإسلام يقفان في خندق واحد أمام كل جيوش الأحزاب .. وعلمت أن وراء الأكمة ما وراءها ، وتساءلت لماذا ؟!
ألأن القرآن عربي ؟! أم لأن الرسول عربي ؟! ..
ألأن مهبط الرسالة الخاتمة عربي تغارنجوم السماء من حصيّات الحجاز؟!..
أخي الذي تقرأ حروفي ..
لا تحسبنّ أن عصبية الدم تسكنني ، معاذ الله ، فأنا تركي النسب ، وإحدى أمانيَّ أن أكون من العرب..
ولكن إذا كان الدم العربي لا يجري في عروقي ، فإن في دمي التركي يجري عشق العربية ، ويسكن حبّ العرب ، وحسبنا أن الله في علاه قد اختارها واختارهم ليكونوا حملة الرسالة الأخيرة إلى الإنسان ..
أخي الذي تقرأ كلماتي..
رويدك لا تعجب ..فلست في هذا العشق وحدي .. فهاهوذا الشاعر الهندي د.محمد إقبال يقول:
" في كل بستان .. شقائق النعمان.. تنتظر من زمان أن تكتسي بالدم العربي "..
أخي المسلم ..
في الشيشان يسفح الدم المسلم ، وفي البوسنة وكوسوفا وكشمير ..
وفي غزة يسفك دم الشيخ أحمد ياسين بمباركة أو بمشاركة فرعون العصر .. وتتسرب هذه الدماء عبر التراب الظامىء إلى سجود جبهة المسلم ..تتسرب لتلتقي مع دماء أسود الفلوجة والرمادي .. ولتمتزج مع دماء أبطال بعقوبة والكاظمية والأعظمية والموصل والكوت ..
وقديما اعتقد العرب أن المتحابيْن إذا ما ذبحا على حجرين متباعدين ، جرت دماؤهما لتلتقي ممتزجة في لوحة حمراء تشي بذلك الحب الدفين!..
فيا أهل الفلوجة وغزة ، وياأهل جنين والرمادي..
من قال لكم: إنكم في المعركة وحدكم فلا تصدقوه ، فثمة معكم مليار مسلم ،يهمه ما أهمكم ، ويسعده يا إخوتي انتصاركم ..
مليار مسلم – ولا أعدُّ عصابة الحداثة واليسار– يناجيكم كل واحد منهم إذا جنّ عليه الليل
أخي أنا أنتَ.. وأنت فإمّا أُصِبتَ بسهمٍ هناك وإما انتصرتَ على من بَغاك |
أنا
|
رباطُ العقيدةِ قد تلّمستُ جرحاً بقلبي هنا فرحتُ..وكان انتصاري أنا |
ضَمّنا
ويا أهل الفلوجة ، إن وجدتم في أنفسكم ظلال شك في كلامي هذا ،فهوذا عنقي فاذبحوه .. ودونكم دمي فاسفحوه..
فيا أهلي ويا مثوى " فلو أنّا على حجرٍ ذبحنا |
عيوني
|
سألتم عن مدى الحبِّ الدفين ِ جرى الدمَيان بالخبرِ اليقين ِ" |