حفل تأبين الدكتور أحمد صدقي الدجاني
حفل تأبين الدكتور أحمد صدقي الدجاني – لندن 25 آذار (مارس) 2004
كلمة الافتتاح
أحمد رمضان
مدير عام ورئيس تحرير
وكالة "قدس برس" إنترناشيونال - لندن
بسم الله الرحمن الرحيم
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمن من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)
إنه المؤسسُ .. والفارسُ .. والرائدُ .. والعَلَمُ .. والمفكرُ .. والمؤرخُ .. والسياسيُ .. والمربيُ .. والصانعُ الماهر .. إنه الموسوعة الجامعةُ التي نفتقدها اليوم ..
المؤسسُ الحاضر في عشراتِ مؤسسات وهيئات المجتمع المدني ..
الفارسُ المتصدر للعمل العام، باذلاً معطاء غير منتظر جزاء ولا شكورا ..
الرائدُ في طرح الأفكار ونحتها وتأطيرها وبثها في الميادين كافة ..
العلَمُ .. الذي يشار إليه بالبنان في أي مكان ارتاده ..
المفكرُ الذي يحترمه رواد ساحة الفكر ويشهدون له بوسطية المنهج وقوة الحُجة..
المؤرخُ المراقب عن كثب لمسار الحضارات، هبوطِها وصعودِها، والعارفُ المدركُ لقوة أمته ومكامن عظمتها، في وقت خارت فيه عزائم كثيرين ..
السياسيُ المستشرف للمستقبل، القابض على جمر المبدأ، والمبصر لواقعه رؤية وتحليلا ..
المربي .. ذو العاطفة الجياشة والقلب الكبير ..
الصانعُ الماهر .. في دنيا الأفكار وعالم الرجال ..
إنه عالَمٌ يتجلى في رجل .. ورجلٌ يستنهضُ هِممَ أمّة .. وضميرٌ حيٌّ متقدٌ .. وعزمٌ لا يلين ..
في ميدان فلسطين .. ينطلق مقوياً عزم المقاومة ومُصلباً عودها، ومستنهضاً عزائم رجالاتها .. وكاشفاً مُبصّراً أهله بما يُحاك لهم من هذا العدو أو ذاك ..إداركٌ قلّ نظيره لحقائق الواقع .. واستحضارٌ ذكي للتاريخ .. واستشرافٌ هادئ للمستقبل ..
وفي ساحة الأمة .. دفاعٌ عن ثوابتها، وتجميع لطاقاتها والتقاء لدوائر انتمائها العربية الإسلامية، ومؤاخاة واعية للعلاقة بين أطياف الشرق .. مسلمون ومسيحيون .. عُروبيون وإسلاميون .. وطنيون وقوميون ..
وفي رحاب العالم .. رؤيةٌ حضارية للعلاقات الدولية .. ورفضٌ للهيمنة والعولمة المتوحشة، ومقاومة فكرية للقارونية الجديدة .. وأملٌ في عالم يسوده العُمران، ويحتفي بقيم القِسط والعدل، ومجتمعاتٌ تبسط يدها للسلام والأمن والحرية ..
وفي ظلال العلم والثقافة .. تواصلٌ بناء بين الأجيال .. وعنايةٌ حنونة بالكفاءات الفتية .. وتقدير للرجال وأولي الألباب .. وصونٌ للغةٍ أعياها نكرانُ أبنائها لها .. واجتهادٌ لنشر قيم الوسطية والتسامح ..
وفي دنيا الروح .. إيمانٌ بالله ورجاءٌ لغفرانه .. وشفافيةُ قلب تُدللها عيون دامعة .. وفؤادٌ متصل بآيات الله في الكون والإنسان ..وضابطٌ للعمل بميزان العدل..
إننا – أيها السادة والسيدات – إذ نقف اليوم هنا، ليس لكي نستدعي فحسب، ذكريات مضت مع الراحل الكبير، ولكن لكي نطلق عهداً جازماً بأن ما قضى الأحمدُ الصدقي الدجاني نفسَه من أجله على مدى ستٍ وستين سنة .. هو أيضاً الدرب الذي نخطته لأنفسنا في هذه الانعطافة التاريخية التي تمر بها أمتنا.
* * * * *
كلٌ منا يحمل ذكريات عريضة عن فارس الكلمة والرأي، وسنسمع اليوم بعض ضيوفنا يحدثوننا عن الراحل الجليل .. قيمةً وفكراً .. عملاً وبياناً .. وستكتسي أحاديثنا الليلة نكهة خاصة .. فلحدثِ الـتأبين طعمٌ آخر يمتزج بعبق الشهادة وروح التحدي..
فإذا كنا نحيي اليوم، سويةً، ذكرى رحيلِ أستاذنا ..فالأحمدان اللذان ولدا معاً ورحلا تفصل بينهما أسابيع قليلة يُنصتان إلينا الآن في جنات علية تعلوهما علائم البشر والرضى ..
هنيئاً لك أيها الأحمد الصدقي الدجاني ما قدمتَ وعملتَ، وتغمدكَ الله برحمته..
وهنيئاً لك أيها الشيخ الجليل الأحمد الياسين ما قدمتَ وبذلتَ .. وجُزيت عن أمتك ورجالك خيراً ..
وأعلى الله مقامكما معاً .. أيها الأحمدان
إنني أيها الأعزاء أقتطف لكم بعض ما ورد في كلمات عزاء خطها مفكرون وبحاثة عن الراحل الدكتور الدجاني، ويضمها كتاب يصدر قريبا، عن وكالة "قدس برس" إنترناشيونال للأنباء، لعلها توجز ما يقتضيه المقام ..
* * * * *
"كان يجمع بين الصلابة في الموقف والدماثة في العلاقات، بين الرؤية المبدئية المتمسكة بالثوابت والنظرة الواقعية القادرة على استيعاب المتغيرات، بين الإيمان العميق بالعمل المؤسسي والجماعي والاحترام اللافت للمبادرة الفردية، فكرية كانت أم نضالية".
المؤتمران "القومي العربي" و"القومي – الإسلامي"
* * * * *
"كان مؤرخاً بارزاً، مراقباً دقيقاً للحياة السياسية العربية والفلسطينية، واحداً من مجموعة الرواد التي حملت على عاتقها تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية والمضي بها وسط الأنواء السياسية الطاحنة لعقد الستينيات، كاتباً أديباً مغرماً بالعربية وأسرارها، ومفكراً عربياً مهموماً بحاضر العرب ونهضتهم".
الدكتور بشير موسى نافع - باحث في التاريخ الحديث والمعاصر
* * * * *
"كان نموذجاً يندر العثور عليه، تلتقي فيه، وبانسجام لافت للنظر؛ الأصالة والمعاصرة، وتتقاطع لديه خبرات الماضي والوعي بالحاضر وتشوّف الآتي، وعبر مسيرته الطويلة خلّف لنا تراثاً غزيراً ستنهل من معينه الأجيال".
أحمد الراوي- رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا
* * * * *
"كانت رسالته بث روح التفاؤل والأمل واستقطارها من مرارات الهزائم وكؤوسها المترعة باليأس ".
عبدالعزيز السيد- الأمين العام لتجمع الأحزاب العربية
* * * * *
"كان أنموذجاً رائعاً في حياته الشخصية والعائلية، صاحب ذوقٍ رفيع، وأناقةٍ متزنة، وحديثٍ عذب، وابتسامةٍ دائمة، لم يمنعه انغماسه في العمل العام، وانشغاله بقضايا الأمة، من الاهتمام بالجانب الروحيّ في حياته".
علي صدر الدين البيانوني- المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية
* * * * *
"اعتصموا بالانتفاضة"، و"تذكروا يا أبناء الأمة حكاماً ومواطنين أنكم جميعا في مركب واحد؛ فإمّا أن نغرق جميعاً أو ننجو جميعاً"؛ شعارات - وصايا بقي الدجاني يرددها حتى الرمق الأخير".
معن بشور- أمين عام المؤتمر القومي العربي
* * * * *
"أمضى عمره فارساً يخوض الحرب غير هياب ولا وجل، في كل جبهة من جبهات كفاح الأمة ضد أعدائها .. إنه أصلب وأمتن جسور الحوار والبحث عن الإجماع في الأمة".
راشد الغنوشي- رئيس حركة النهضة بتونس
* * * * *
"برحيله خسرنا خسارة فادحة، وعزاؤنا في الإرث الفكري والمؤلفات التي تركها لنا رصيدا ينير لنا الطريق ونتغذى به ونلجأ له عند الملمات والصعاب".
الأب عطا الله حنا - المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين والأراضي المقدسة
* * * * *
"إنني حزين على فقدان هذا العلم في هذه المرحلة المليئة بالبؤس الثقافي والفكري، لقد فقدنا مفكرا عربيا ملتزما بقضيته الوطنية فلسطين، وقضيته العربية والإسلامية، لقد ظل مدافعا عنها حتى الرمق الأخير في حياته".
فهد الريماوي - رئيس تحرير أسبوعية المجد الأردنية
* * * * *
"هيأ لنا طفولة رائعة، وأكسبنا أعظم القيم الإنسانية، ومنها قيم المحبة والتسامح والتواضع، وكانت تتجلى خصوصيته في إيصال ما يريد بأساليبه غير المباشرة، فما أحلى رنين كلمة "أعتذر" التي غرسها فينا حين نختلف أنا وأخوتي في طفولتنا المبكرة ولا بد للطرف الآخر أن يردد "قبلت اعتذارك".
الدكتورة بسمة – كريمة الراحل الكبير
* * * * *
"رجلا صاحب موقف والرجال مواقف، لا يقول إلا ما يؤمن به ولا يعمل بما لا يعتقد، كان رجلا تربويا، سياسيا مؤمنا بأمته ووطنه، وبأن الفجر المشرق سيبزغ يوما مهما طال الزمن".
عبد الله كنعان – أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس في الأردن
* * * * *
"لقد أغنى الخزانة العربية بفكره وأدبه وكان صديقا كريما حلو المعشر وأديبا في خلقه وقلمه، هو فقيد لفلسطين التي لم تغب عن قلمه وفكره لحظة واحدة في كل أعماله في الندوات التي كان يحضرها في كافة أنحاء العالم".
الدكتور عبد الكريم خليفة - رئيس مجلس اللغة العربية في الأردن
* * * * *
"قائد فلسطيني ومرب ورجلٌ مستقيم وصلب .. كانت القضية الفلسطينية شغله الشاغل وكذلك قضايا الأمة العربية .. كان دمثا إلى أبعد الحدود ووفيا من طراز نادر .. إنه خسارة من الصعب أن تعوض".
حافظ طوقان - باحث ومفكر فلسطيني ورئيس أسبق لبلدية نابلس
* * * * *
"لا زالت تتردد في مسامعي كلماته العذبة، والحانية، التي تفيض إنسانيةً وحميمية: "طمئني عنك أولاً؛ كيف تركت أسرتك والأهل، وكيف حال الصغير خالد"، ثم يبادرني بقوله هات ما عندك، ويسمع مني، كنت أحسّ حينها بالنشوة، وأنا أري عالماًً ومفكراً كبيراً ورائداً عظيماً، يصغي إلي، فيمنحني المزيد من الثقة في نفسي، ويغرس المزيد من حب العلم ومجالسة العلماء في صدري".
أسامة عامر - باحث فلسطيني من تلاميذ الراحل
* * * * *
"كان الشخصية الفكرية السياسية المطلوبة في كلّ محفل، وكلّ مناسبة، حتى ليعجب من يتابعه كيف كان يتّسع وقته لما ينشره من مؤلفات ومقالات، وما يلقيه من محاضرات ويشارك فيه من منتديات، متنقلا من بلد إلى بلد، إلى آخر محطة من محطات حياته المعطاءة".
نبيل شبيب - كاتب وإعلامي عربي مقيم في ألمانيا
* * * * *
"ما أظنه انتقل من دنياه، وقابل ملك الموت، إلا وهو يبتسم كما عهدناه دائماً. فما كان يقابل أحداً إلا ويلقاه بخطابٍ فيه التأثر بلغة القرآن الفصحى، مرحباً بقلبٍ منفتح، وبشاشة ظاهرة ".
زهير الشاويش - ناشر وكاتب معروف، مدير دار "المكتب الإسلامي" ببيروت
* * * * *
"سنفتقده طويلاً في ليل العرب الذي طال، كان يحمل القناديل وينير الطريق، ولكننا على ثقة أنّ الأفكار لا تموت، وأنّ تراث أبي الطيب سيحمله تلاميذه وأصدقاءه ومحبوه".
عصام العريان - الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء بمصر
* * * * *
" تعلمت منه كثيراً، فقد كان مرشدا وموجّها وناصحاً ومستشاراً لي كشخص ولمركز العودة .. يأسرك بتواضعه ودماثة خلقه ".
ماجد الزير - مدير مركز العودة الفلسطيني – لندن
* * * * *
"لقد فقدت الأمة بغيابه مناضلاً جسوراً، وقائدا متميزاً جمع بين اللطف والثبات، بين التواضع والكبرياء، بين الأصالة والمعاصرة، تجسدت فيه روح العربي المعتز بعروبته، وروح المسلم المتمسك بقيمه ومبادئه، وروح الإنسان المنفتح في محبة على الجميع ودونما تمييز".
الدكتور محمد عبد الملك المتوكل - المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي