أنواع الحبر و الكتابة المفيده

بقلم :نعيم الغول

أنواع الحبر و الكتابة المفيدة

الحبر أنواع ؛ فمن حيث القابلية للظهور هناك حبر سري ،و آخر ظاهر علني . أما من حيث المنشأ أو  بلد الصنع فهناك في أيامنا هذه  الصيني و الإنجليزي و الفرنسي و الأمريكي و الروسي.

 و لكل كاتب  حبره . فتجد أن الكاتب  الذي يروم كتابة شيء ينجز به معاملة  يقضي بها حاجة و لا يرى باسا ان ينتهي أثرها بانقضاء  الحاجة  المؤقتة  يميل الى الحبر الصيني  و يجتهد في  الحصول على أرخصه. و أما  الكاتب الذي يروم الوصول الى هدف  لا يتوصل إليه إلا بالحيلة و الدهاء  والمراوغة و الوعود المعسولة  الكاذبة  فتجده يأنس الى الحبر  الإنجليزي على قصر ديمومته و ان طال العهد به ناهيك عن الرائحة المنتنة التي يخلفها وراءه ان زال  .

و كاتب يرى  ان المصلحة  تقتضي ان يكتب  في ما لا يغضب القوي  او صاحب السلطان  سواء في المكتب او الشركة او  الوزارة او غيرها من المصالح  فينثني بكليته الى الحبر الأمريكي  و هو يحسب  انه آوى الى ركن شديد . و في الحقبة الشيوعية البائدة  ،كان بعض الكاتبين لا تنام لهم سريرة و لا يهنأ لهم بال  إلا ان يكتبوا بالحبر الروسي ، و كان بعضهم يشتط فلا يكتب إلا بالحبر الروسي الأحمر  القاني  رغم ان علية القوم  في روسيا كانوا يخلطون  الأحمر بالأسود او بالأزرق .

لكن كل نوع من الأنواع الآنفة الذكر مرهون بزمانه  و مكانه  و ظروف استخدامه ؛ فهو إذن نسبي   . فان حدث تبدل في بلد  منشئه  جرى عليها التغير و التبديل  مما ينعكس على جودة الحبر نفسه فتنخفض ديمومته و يخبو بريقه و يسقط في امتحان الآيزو.

على ان هناك حبر  جرب قديما و حديثا  من كثير من الناس .  و حق على كثير غيرهم ان يجربوه الآن . و زعم من جربه _ و هو صادق _ ان هذا الصنف يدوم ما دام الزمان ؛ فلونه لا يتغير   ولا يتبدل و لا يعتريه كلح  بل يزداد  نصاعة و رونقا  و جدة كلما  تقدم في العمر . ذلكم حبر التقوى .