ديمقراطية !..

خواطر نازفة  (9)

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

[email protected]

سَجِّل يا تاريخَ الأمّة .. سَجِّل .. سَطِّر ها ذي الغُمَّة !..

قَرّرَ هُبَلُ العصرِ النِّقمة .. دَفَعَ لِعَاصِمَةِ خِلافَتِنَا جُرذانَ الموتِ .. وفَيْرُوسَ الحُمّى !..

هَمَجَاً ؟!.. تَتَرَاً ؟!.. مَغّولاً ؟!..

اللهُ الأعلى هو الأعلَم !..

         

قَصْفٌ .. قَتْلٌ .. تَدْميرٌ !..

هَتْكٌ .. نَهْبٌ .. تَخْريبٌ !..

ذَبْحٌ .. سَحْقٌ .. تَفْجيرٌ !..

كَمْ أصبحَ عددُ القتلى ؟!.. كَمْ أصبحَ عددُ الجرحى ؟!..

اللهُ الأعلى هو الأعلَم !..

         

فَحَّتْ أفعى البِنْتَاغون !.. نَبَحَتْ أمُّ بَني صُهيون !..

فَحَّ (بوشُ) البيتِ الأسود .. نبحَ (بليرُ) العبدُ الأحقَد :

سَنُحَرِّرُ بغدادَ وبَعقوبةَ .. والبَصْرةَ والنَّجَفَ وفَلُّوجَة !.. وسَندفعُ بَطْشَ الحُكّامْ !.. فانتظِروا حُريّةَ سَامْ !..

         

دِيموقراطيةُ واشنطن .. وعَدالةُ مَدريدَ ولُندن .. عُربونَ وَفَاءٍ للشَرِكَة !..

وحُقوقُ الإنسانِ زِيادَة .. نُهْدِيهَا وِداداً .. لِلْبَرَكَة !..

فَلْتَنْتَظِروا .. نعم انتظِروا .. فانتظِروا حُريّةَ سَامْ !..

         

لَكِنْ : صَبراً .. حِلماً .. عَفْوَاً .. مَعْذِرَةً :

بَعْضُ القَصْفِ .. بَعْضُ القَتْلِ .. بَعْضُ الذَّبْحِ .. بَعْضُ السَّحْقِ .. بَعْضُ .. وبَعْضُ :

لا بأسَ فَهَذا .. مِنْ صُلْبِ الواجِبِ .. مَعْذِرَةً !..

         

صَبراً .. حِلماً : فسَنَقْلِبُ عَالِي تلكَ الأرَضِ لِسَافِلِهَا !..

صَبراً .. حِلماً : سَنُدَمِّرُ أسلحةَ التدميرِ الأشْمَلْ .. بالصاروخِ النُوَوِي .. وصواريخِ : الجَمْرةِ .. والجُدَرِي .. وغاز الخَرْدَلْ !..

صَبراً .. حِلماً : إنْ دَمَّرْنا بغدادَ وتَكْريتْ !.. وبابلَ .. والنجفَ الأشرفِ .. والبصرةَ والأنبارَ وهِيتْ !..

صَبراً .. حِلماً : إِنْ أَهْلَكْنَا الزَّرْعَ ونِصْفَ الضِّرعِ .. وأَبَدْنَا نِصْفَ الأمّةِ .. أو نِصْفَ الشعبِ أو الرَّعِيَّة !..

فَسَنُبْقي النِصْفَ الآخَرَ .. لِلَّطْمِ .. ولِلنَّدْبِ .. وللتَّعميرِ .. وللحُريّة !..

وسوفَ نُخَصِّصُ صَاروخاً .. وقُنْبُلَتَيْنِ .. وصَلْيَةَ رشّاشٍ .. وقَذِيفةَ قَتْلٍ مِدفَعيّة !..

لَكُلِّ عَجوزٍ .. أو طِفلٍ .. وكَريمٍ .. وامرأةٍ ثَكْلَى وقَويّة !..

أما أمُّ قَنَابِلِنا .. وأبوهَا .. وكُلُّ أقارِبِهَا :

فَهِيَ نَصيبُ الأحياءِ منَ الأبناءِ .. وأهلِ النَّخوةِ .. أو المروءةِ .. والوطنيّة !..

لَكِنَّ الفاوَ وشَطَّ العَرَبِ .. وكُلَّ بُحَيْراتِ النِّفْطِ :

فَأنفالٌ .. لأِفاعِي الغَرْبِ .. وحِيتانِ الصُهيونيّة !..

فَلْتَنْعُمْ أمَّةُ عُرْبانٍ .. بِوِئامٍ .. وسَلامٍ .. وأمانِ الدِّيـموقراطيّة !..