شرع الإسلام
بقلم: عبد الله الطنطاوي
.. ويبقى شرع الإسلام مدى الأيام..
حلماً جميلاً يداعب إنسانية الإنسان..
فلطالما حلمت البشرية بمن يخلّصها من أوهاق الحياة..
من ظلم الظالمين..
من استكبار المستكبرين..
من الطواغيت المتألهين..
من فراعين هذه الدنيا الجائرين..
وجاء الإسلام الحلم..
جاء ليكشط الظلمات ويستأصل الظالمين..
جاء لينشر أروقة العدل في كل مكان..
حتى ليسيرُ الراكب من صنعاء إلى حضرموت..
وتسير الظعينة من الحيرة إلى بيت الله الحرام..
لا تخاف على مال ولا عرض..
بعد أن فرد الإسلام رواقه..
بعد أن اجتّثَّ شجرَ الغرقد الظالم..
بعد أن طهّر القلوب والأيدي والعقول..
بعد أن غرس في النفوس مكارم الأخلاق..
فأنبتتْ شجرَ المروءات والنخوات في ظلال الإسلام..
وتحت دوحات تعاليم القرآن
فأثمرتْ سعادة الإنسان..
ووضعت عنه الآصار التي أثقلتْ كاهله عبر الزمان..
وكدّرتْ روحه بأكدار الطين المجبول بأحابيل الشيطان..
وعكّرتْ عواطفه..
جاء الإسلام ليحقق للإنسانية أحلامها..
ليخلّصها من عذاباتها..
ليعيش الناس كلُّ الناس في أمن وسلام..
في أمن روحي..
في سلام نفسي..
فقد انتصر الخير على الشرّ بمجيء الإسلام
وانتصر الحق وزهق الباطل
فغنّى الإنسان الذي يحيا في بلاد الإسلام أشواقه..
غنّى أشواقه الروحيّة..
وشدا أعذبَ حُداء للإنسانية..
فقد تحقق العدل وانتصف المعذَّبون في الأرض..
وتناثرت البُشْرَيات بتناثر الرحمات مع كل قطرة غيث..
فقد وسعتْ رحمة الله كلّ شيء..
وكان الله بالمؤمنين رحيماً..