هلّلي يا بطاح
بقلم: عبد الله الطنطاوي
يا خيل الله اركبي..
فقد طاب الموت..
والموت يطيب في سبيل الله والأوطان..
والموت يطيب دون الأرض والعرض..
والموت يطيب عندما يُستذَلُّ الشعب..
وها قد استبيحت منا الأوطان..
ودنّس اليهود أرض المقدّسات..
جاؤوا من كلّ حدب وصوب ينسلون..
جاؤوا ليغتصبوا الأرض..
ليزعموا أنها أرض الميعاد..
كبرت كلمة تخرج من أفواههم..
إن يقولون إلا كذباً..
زيّفوا التاريخ..
ابتاعوا العملاء..
صنعوا الأجراء..
ليزيّفوا حقّاً ابتدعوه..
مالهم به من سلطان..
ولا حجة ولا برهان..
سوى جوقة الكذّابين المفترين..
من العملاء في أرض فلسطين
وأرض العرب
وأرض الغرب والأمريكان الغزاة المحتلين السفّاحين.
وهيهات أن يثبت بنيان على أسس باطلة..
هيهات أن تدوم دولة الباطل والضلال..
أو أن تستمرّ إلى قيام الساعة..
فقد عرفت هذه البلاد أنماطاً من الغزاة..
جاؤوها من شرق ومن غرب..
جاءها الهمج من الشرق تحت رايات جنكيز وهولاكو وتيمور..
وجاءها همج من الغرب، يحملون الصليب..
وتصدّى لهم الإسلام عندما ضعف المسلمون..
وكانت كلمة الله الغالبة..
وكانت كلمة الكفار مغلوبة..
واندحر التتار كما اندحر الصليبيون..
فيا حفدة قطز وبيبرس وصلاح الدين..
يا حفدة أبطال القادسية واليرموك..
يا حفدة أبطال عين جالوت وحطين..
وحّدوا صفوفكم ورصّوها لتكون كالبنيان المرصوص..
واشحذوا عزائمكم وضمّوها إلى أسلحة النور والنار..
ثم اهتفوا:
يا خيل الله اركبي فقد حان وقت الجهاد..
ويا جند الله هبّوا لنجدة الوطن المستباح..