اسلمي يا قدس
بقلم: عبد الله الطنطاوي
اسلمي يا قدس..
يا مدينة السلام والإسلام..
فرايات عامر وعمروٍ وابن الخطاب..
وألوية القعقاع والمثنى وابن الوليد..
قد أشرعت فوق جبل النار
وهتافات المعذَّبين المقهورين
تنادي.. يا صلاح الدين
قم وادحر الصهاينة ورّاث الصليبيين
فالمسجد الأقصى أسير
وبغداد أسيرة
وقبّة الصخرة تستغيث ولا مغيث ولا مجير
إلاّك يا صلاح الدين..
إلا جنود مدرسة محمد
يرطّبون ألسنتهم بذكر الله
ويرطّبون أسنتهم بنجيع بني صهيون
نسل الأفاعي وأولاد العقارب
فما دخلوا قرية إلا أفسدوها
وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة
تقودهم أوحال الأحقاد عبر القرون..
على الأنبياء وورثة النبيين
من أبناء هذا الدين..
أبناء الإسلام العظيم..
أبناء أبي عبيدة وابن العاص وصلاح الدين..
أبطال الدنيا ومنارات الهداية..
فاسلمي يا قدس..
اسلمي يا قدس..
فأنت في موضع القلب من كل مسلم..
وأنت الأهل والذريّة والدين والعرض..
وهيهات أن يفرّط المجاهدون بأهليهم..
هيهات أن يفرّطوا بذرياتهم ودينهم وأعراضهم..
فالموت أهون ألفَ مرّة..
والموت ولا العار..
الموت في سوح الوغى ولا عار الاستسلام..
ولا عار الرضا بأسرك يا مدينة السلام والإسلام..
يا قدس..
يا فسطاط المسلمين..
يا قدس..
يا من في أكنافك تتصافح السيوف..
وتُحَزُّ رقاب الآثمين من بني صهيون..
في أكنافك تدور الملاحم..
وعلى الباغي تدور الدوائر..