من رحم الغربة

من رحم الغربة

جمال المعاند

من رحم الغربة، تولد المعاناة..

ومن وهدة المعاناة ينبثق:

عزم الشباب..

وجد الرجال..

وحكمة الشيوخ..

ومن حلكة ليل المحنة، تومض نجوم الأمل، لترسم السمت، وتهدي السبيل..

فلا يمكن للطحالب العائمة، مهما تكاثرت وتشعّبت، أن توقف سفن الدعوة..

فالدعوة فكرة..

والدعوة كلمة..

والدعوة عمل..

قافلة في إثر قافلة، مواكب تسير إلى الله..

فما إن يأفل قمر، أو يخبو نوره، حتى يبزغ بدر فتي..

يخطف الأبصار ويشدها إليه..

بالكلمة الموزونة..

والفكرة البكر..

بكل حلاوة طعم القطفة الأولى..

ذلك هو الشباب، وتلك هي كلماته..

وقد غمست قلمي بالحب لأكتب عن الشعر..

وعصرت عناقيد الكلمات شهد نشوة..

فها هي ذي أوجه السنين شاحبة..

وملامح الأحلام جروح فيها..

والآمال والأماني تجاعيد في تلك الوجوه..

ومن خلف هذه الأسوار ينسج الشعر خيوط الأمل..

فمجد الأمة يبقى ما بقي الشعر، لأن موقعه موقع القلب من الجسد..

والشعراء الشباب هم الحداة الجدد في درب الدعوة..

والشعراء الشباب خط فتي يعبق بأريج الإسلام الفواح..

والشعراء الشباب هم التحدي، هم الإصرار..

كلماتهم تغازل الغد المشرق..

أفكارهم تهتك ستائر الإحباط الواهية..

لينطلق موكب الدعوة..

مستأنفاً المسيرة..

ومتواثباً إلى عالم الأمل والرجاء..