خواطر ذكورية
" 2 "
امرأة ولا كل النساء
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
طموحات الرجل مشروعة في حرية اختياره للزوجة كما هي طموحات المرأة ، ولكن بعض الرجال يظن ما أوردته في عملية الاختيار ضرب من الخيال ، أو ما هو إلا نظريات ابتدعها أهل الهوى وما شابه ، وما ينبغي علينا أن نغوص في هذه المواضيع الشائكة ، بيد أنّي رأيت غير ذلك ، وقمت بإجراء الكثير من الحوارات العامة والخاصة مُدغدغاً خواطر ومشاعر الكثير من الرجال المخضرمين وحتى الشباب ، فوجدتهم جميعاً مُتفقين على ما أطرحه من أفكار وما يجب أن تكون عليه المرأة، وكأن لسان حالهم يقول وفات قطار العمر يا صديقي ، فهل بالفعل نستطيع أن نُسلم بهذه الحقيقة ونستسلم لهذا الأمر ، أم تستطيع المرأة أن تُغير من نفسها لتكون لا ئقة لزوجها ، والزوج يُعيد ترتيب أوراقه ليُعيدا مجد أيامهما الماضية ، أيام اللقاء الأول والكلام الأول والنظرة الأولى والإيثار الأول والحب الذي كان ، أم لم يبقى أمام الرجل إلا الزواج بالثانية لتجديد الحياة ، لبعث الغيرة في الأولى لتنشيطها والعيش بأمان الله مع الثانية كونه اختارها عن كامل الإرادة والتأني والمعايير العقلانية
ربما ما جاء في الأمثال فيه شيء من الصحة بأنه ما كسر مات ، ونادراً ما ينجح المعنيون بترتيب الأوضاع من جديد، ولكن الحقيقة أن النجاح لا يُحققه إلا المميزون ، وهي دعوة لكل الأزواج لصناعة المُستحيل ، بحيث لا تكون حياتهم رهن الإحباط ، وعليهم أن يستعيدوا على الدوام المُبادرة ، وأعرف العديد من الرجال ممن حاول وفشل بسبب رفض الطرف الثاني قبول الفكرة ، بل البعض منهم من لاقى السخرية برمي الأمثال المعروفة "على الكبرة جبّة حمرة " أو بأن هذا الرجل جهلان وغير ذلك ، ولا أعتقد مثل هذا الأداء سيكون حافزاً للتغيير ، إذ أن الكثير من النساء قد اقتنعن بقطع الخلفة وسن اليأس والبعد عن المُثيرات والتفرغ إلى تربية الأولاد وتلبية كافة احتياجاتهم والعمل عندهم كخادمات ، دون إعطاء الزوج ما يجب من الاهتمام ، أو توزيع مهام البيت على كامل أفراد الأُسرة ، فيكون هذا الزوج في آخر الاهتمامات ، مما يبعث فيه للتفكير بالتثنية أو القرف مما هو فيه
ولي صاحب جريء له مثل هذه الحالة المُشابهة لما ذكرت من التذوق والاهتمام به ، وسميته الجريء لأني اعرف الكثير الذي يُريد فعل فعلته ولكنهم لا يجرؤون إما تحسباً أو حياءً ، إذ قام وأعلن بين الخلائق عن رغبته في الزواج من ثانية ، ولكنه فشل على مدار بحث استمر لسنين ، الى أن جاءه عارض صحي منعه من الاستمرار في طلبه وفهمت زوجته الدرس متأخرا ، ومثله أمثال ، وما ذلك إلا بسبب التطنيش وحالة اللامبالاة من أولئك الزوجات اللاتي لم يعرفن الانسجام مع تطلعات أزواجهن ورغباتهم وحاجاتهم ، ولم يستطعن أن يملكن قلوبهم ، وهنّ ممن عُرفن بالكيد العظيم بنص صريح القرآن ، وبأنهن أذهب للب الرجل كما جاء في الحديث الشريف ، ولكن يبدو أن بعض نساء هذا العصر امتزن بالفتور والغفلة وقلة الحيلة
وقد اطلعت على بعض حالات الانسجام الكامل بين الزوجين والأمر لا يخلو ، حتى ليظن أحدنا أن تلك المرأة مُسيطرة على زوجها قهراً ، ولكن عندما فاتحت احدهم مرة عن سر ذلك مازحاً فضحك ، وقال الم تسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم "ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء ؟ : المرأة الصالحة ، إذا نظر إليها سرته ، وإذا غاب عنها حفظته ، وإذا أمرها أطاعته " وقال وكذلك زوجتي لا تُريني إلا خيراً ، ولا تطلب مني ما يُرهقني ، وتُشجعني على أي عمل أقوم به ، وتُشاركني الرأي في كل الأمور ، وتُشجعني على البر بوالدي والتواصل مع أهلي وصلة الأرحام والإحسان إلى المحتاج ، وتصبر في الضراء ولا تتأفف ، وتُشعرني بمسؤوليتها أيضاً عن أي تقصير قد يطرأ ، فطلباتها عندي أوامر لأنها مُنسجمة مع ما أُريد ولا تعمل بعكس الاتجاه ، ولذلك قد يشعر المرء بأني مُطيع لها ، بل الصحيح أنا مُتفق معها ، وهواها الطيب على هواي ، ولا يضيرنا ما يُقال عنا ويكفينا أننا مُتفقين مُتحاببين مُنسجمين ، وكُل منّا يُقدم بين يدي الآخر الكلمة الطيبة والمودة ، ولذلك فنحن كيان واحد وروح واحدة ، نتخاطب فيما بيننا كشركاء وليس كأتباع لبعض ، أفهمها وتفهمني ونتسابق في تقديم المنفعة لكلينا وما نحتاجه لبعض ، والعلاقة بيننا ليس قائمة على الشهوة والمصالح بل على الحب الأمثل الذي نسعى لتعزيزه وترابط الأرواح ، وختم حديثه معي بأنه لا ينظر إلا إلى وجه زوجته إلا على أساس كأفضل مخلوق رأته عيناه لأنه أشرف شيء في الإنسان وهي كذلك ، وأنه لا يلتفت إلى مادون الوجه كأجمل تعبير ، لأن العاقل إليه يُمعن النظر وليس إلى الأعضاء الأُخرى ، ففيه عندما يُمعن المرء يقرأ الكثير من التقاسيم وآيات الجمال الحقيقيقية التي أودعها الله في هذا المخلوق العجيب الذي تنعكس فيه سريرته وخباياه ن ولذلك فهو سعيد وليس مُسيطر عليه