ماذا عساي أن أقدم في محرابك الطاهر أمي؟

 حازم الحريري

عضو رابطة الأدب الإسلامي

صحفي مقيم بالسويد

[email protected]

وبأي الكلمات أصف مشاعري وحبي لك أيتها الغالية المعطاءة؟؟

هل تفي العبارات بالغرض وهل تسعف الجمل بالمطلوب ؟؟

أبدا والله .. فمهما تأنقت اللغة وتزينت بالبديع والبيان من القول والبوح فهي أمامك -أمي وغاليتي - سراب يحسبه الظمآن ماء..

نعم حين أتحدث عنك وأود البوح بمكنونات فؤادي الملتاع شوقا ولهفة لرؤياك تتقزم الكلمات وتتضاءل المعاني, وتراني وقد ارتجفت يداي وخانتني أناملي فما عدت قادرا على الكتابة !!

جعلوا لك عيدا في كل سنة ,وما دروا أن أيامي كلها أعياد حين ألقاك وأكون بجوارك ,بل حتى إن سمعت صوتك على البعد …

هل يمكن أن يختزل عطاؤك وحنانك وتضحيتك وحبك في يوم أو أيام؟؟!!

من اخترع عيد الأم أخطأ في حق كل الأمهات من  حيث لايدري ولايحتسب , بل لعله ما عرف حقيقة الأم ..

حين تتناوشني الهموم وتعكر صفو أيامي حوادث الدهر وتقلباته لاأجد بعد الله ملجأ ألوذ به سوى صدر أمي ,أبثها الشكوى فأسمع خفقات قلبها مع كل تأوه أو توجع ..وحين تبتسم الأيام لي - وقلما تفعل ذلك- لاأجد من يشاركني فرحتي ويسعد لهناءتي سواك أنت ياغاليتي..

لست أحسن الإنشاء حين تكونين أنت عنوانه ,فسامحيني والتمسي لي العذر- وهذا ديدنك دائما- فطالما صفحت عنا ونحن المذنبون المقصرون , وطالما شعرنا بتوفيق الله ورعايته لنا في الضراء والشدائد بفضل الله أولا  ثم ببركات دعائك لنا في جوف الليل, حين تناجينا ربك في خلواتك وصلواتك …

لست أرجو بعد رضا الله إلا رضاك , فرضاك وبرك غاية المطلوب ومنتهى الآمال , أنحني أمام محياك المشرق لألثم يديك الطاهرتين, راجيا لك الصحة والعافية وطول العمر على طاعة وتقوى ..

ولك من ابنك المشتاق كل أمنيات الخير متوجة بأكاليل الغار والفخار  أضعها على رأسك الطاهر ..ودمت لنا أمي