قَلب أم
ضحى عبد الرؤوف المل
وردة الضحى
حُروف اللغة تتأوه لِتترك المَعاني بقدسية مِحراب أمي
وصوتها في ليل يَكاد يبكي الفجر منه فرحاً وغبطة..
يُرتل الصباح كلمات رضا يحفها الرحمن بملائكة الرحمة، فَيتكون
قلبها من مَحبة لا تعرف البغض نحو أكباد ترعرت في أجساد اعتنى بها
رحِم أم واستيقظت من رحم الحياة على يَدي أم ...
في هذا اليوم يُسمع للأشجار تغريد مُختلف لأنها تحمل عَلى
أغصانها أعشاش عَصافير الربيع التي تشبه يَدي أم...
قلبها والمآذن ترفع أصواتها نَحو غيوم خاشعة متضرعة في محراب
الحنان المبني بين السماء والأرض أمي...
أنهض مُتضرعة بين يديك أطلب الرضا وأسرع نَحوك والعُمر يَلهث
مِن خلفي ، وكأننا نتنافس على إعطائك شيئاً من حياة جعلتنا نرنو إلى
قلبك الكبير وأماكن تذكرنا بهدهدة السرير الذي كان يمينك لا يَكل
ولا يَشتكي والعين تنظر نحو طِفلها في فراشه الوثير..أمي ....
كَم سمعت تأوهاتك في جنح ليل تشتهين فيه النوم ويأبى القلب ترك
طِفله الصغير، فهل لي أن اقترب من مضجعك.. كي أضع قبلة
عَلى جبين الحياة التي منحني إياها ربنا جل وعلا وأضفت أنت إليها
منك الشىء الكثير فَكنت أم!..
هل تسمحين أمي!؟.. أن أنثر لك كلمات كي أرسلها في عالم المجرات
الكبير لكل أم أنت عنوانها ،ورمز للتضحية كرائحة عِطر تنبعث من
شجر أرز لا يموت... لا يموت..
لا أدري أمي كيف تتلاشى الكلمات حين أتذكر نسيانك الأنوثة وتضحيتك
بحلم كان في روحك كبير!.. حلم تحقق وأنت تحتضنين رجالا في
مُجتمع حققوا حلمك أمي!..
تختنق الكلمات مَع كل إشراقة شمس في صباح أراك فيه نورا يتسلق
أحلام الطفولة ويصل إلى قلب كل ابن يبحث عن رضا أم ..
ها هي طيور العيد خارج أسوار الحياة تغتال الصمت الساكن في عينيك
وترافق خَطوات عمرك المبارك وصفاء القلب الشامخ كَجبال
لبنان التي تمسح الدموع عن عيون الشمس وانت تنظرين إلينا شبابا!..
شباب تَضج فينا بصماتك التي اكتسبنا منها منافسة الحياة..
التاريخ
يَوم بدء الربيع في عيون
كل أم افترشت قَلبها كروض
في سدرة المنتهى ....