وحدي ، ودفتري ، والقلم

هديل دراغمة

الضجيج ..يكاد يقتلني ، الأصوات تعلو وتزيد ، وماذا بعد ..؟

ها هي الأصوات تخفت ثم تختفي  ثم تتلاشى ، ويحل السكون ضيفا على كوني العارم بالفوضى ،

واليوم أنا الفراغ القاتل .. وأنا الحنين المميت ... والأنثى التي فقدت نصفها الثاني .

الآن أعيش أول صباح ، وأول شروق شمس لي من دون سماع أحاديث أحبتي حول مائدة الفطور ..

وليلة أمس ، أول ليلة غفوت فيها من دون أن أحادث أمي ، من دون أن تزعجني شقاوة أصغر إخوتي البريئة ، كانت ليلة قاسية ، باردة ، كدت أموت ...

كالطفل يتنهد ، والدمع على خده لم يجف ، والحاجب المتقطب ، والعبسة الحزينة تلك كانت ملامح وجهي .

أنا اليوم أعيش باحثة عن كل أولئك ، وفي ظلام ليله ، وسكون الكون حولي أفتقد والدي الحبيب أصبح في منامي كما السراب أناديه .. ألاحقه يتبسم ولا يقول شيئا ثم يختفي ،

أيأس من طول بحثي فأغفو في منامي وأعود أصحو فيه ، وأعاود البحث ،

وتتكرر مأساتي ، وغفوي ، وصحوي ، وبحثي ، ولا أجده إلا الصامت المبتسم ،

هذا ولا زلت في أول ليلة ، وأول شروق ، ترى ماذا يحمل لي القدر أكثر مما كان حامله ..؟

عدت وحيدة كما كنت قبل بضعة أشهر وحدي ودفتري والقلم أصحبت أرى في كل الوجوه وجوههم ، وفي كل الشوارع وفي كل المواقف وفي كل الزوايا أسمع صوت أحادثيهم وضحكاتهم ....