خواطر عاجلة حول المرأة البلهاء

خواطر عاجلة حول المرأة البلهاء

أحمد الشرقاوي

ما أفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة هكذا قال نبينا صلوات ربي وسلامه عليه ، ولكن هناك من أعمتها المطامح والمطامع عن هذه الحقيقة الثابتة ،   سلسلة من المطامح لا تقف عند حد ! أماني كاذبة لا تراعي شرعا ولا تعرف عرفا ! دعوات متحررة ومطالب جائرة ، ونظرات جريئة قاصرة ، لا تسعى من ورائها إلى الإصلاح ، وإنما تهدف إلي التخلي عن مسؤولياتها والتمرد على فطرتها ، والتنازل عن وظيفتها التي فضلها بها ربها ، والتطلع إلى أن تصبح مترجلةً تزاحم الرجال في كل ميدان ، لتضيع في وسط الزحام وتنسلخ من أنوثتها ، فتفرط في أعظم ما وهبها الله من الرقة والحنان والعاطفة .

أنسيتِ  أيتها المسكينة أن المناصب مسؤولية عظيمة وأمانة جسيمة وتبعة ثقيلة  ؟

وليس كما تتوهمين :  مغنما سهلا ومرتعا خصيبا !

ولَّت كونداليزا الروسية تلك المرأة المترجلة ، ولت بعد أن سودت صحائفها بمواقف مخزية ، وقبلها مادلين أولبرايت بعد أن لعبا دورا في تكريس الظلم في أرجاء العالم .

أفل نجمُ المرأتين الساقط بعد أن نجاحهما في تنفيذ عديدٍ من مخططات أهل الجور والطغيان ؟ أهل البغي والفساد ! وبصولاتهما وجولاتهما الخاطفة  ، في أنحاء المعمورة لتدليس الحق وتكريس الباطل ‍‍! وتطويق جند الإيمان ، والتمكين لأهل الزور والطغيان !

بدتْ بوجهٍ قبيحِ اللونِ محروقٍ    وقد علتْ فيه أصواتُ المساحيقِ

وقد جرتْ فيه للأصباغِ معركةٌ    عنيفةٌ واعتلى صوتُ ( البطاريقِ )

لها فمٌ واسعُ الشدقين تملؤُهُ          أسنانُ غُولٍ فلا تسألْ عنِ الرِّيقِ

ولا تَسَلْ عن جبينٍ بارزٍ رَسَمَتْ          فيه الخيانةُ تكذيبَ المواثيقِ

ولا تسلْ عن لسانٍ ساءَ منطقُه          إذا تحدَّثَ ألغى صرخةَ البُوقِ

رَنَتْ بعينينِ كالثُّقبينِ قد مُلِئَا       غَدْراً ، وقد عَانتا من شِدَّةِ الضيقِ

لها على منهجِ التضليلِ هَيْلمَةٌ    وهَيْلَمَانٌ ، وقولٌ غيرُ موثوقِ .

خبيرةٌ في ادِّعاءِ العدلِ جاهدةٌ    في وصْفِ آثارِهِ من غير تطبيقِ

تُبدي خصالاً من الإيمان كاذبةً    وفي مشاعرِها إحساسُ زنديقِ

*   *   *

مَن دَلَّ ركبَكِ ، مَن أعطاكِ تذكرةً    على(خطوطِ) الأسى القاسي لتطويقي

مَن هذه المرأةُ الشوْهاءُ ، أحسِبُها    وقد تراءتْ أمامي ، شرَّ مخلوقِ

بدتْ أمامي بسَمْتٍ لا نظيَر له    الوجهُ مستحدَثٌ ، والعقلُ إغريقي

أجابني ساخراً مني : أتجهلُها    هذي العظيمةُ ذاتُ الخيلِ والنُّوقِ !

هذي التي تتغنى بالسلامِ ولا    يهزُّها أن ترى مليونَ مسحوقِ !

وتدَّعِي أنها ترعَى العبادَ ،وكم    مُجَنْدَلٍ بين رِجليْها ومخنوقِ !

هذي التي يعرض الإعلامُ صورتَها    فثوبُها أسودُ الأكمامِ والزِّيقِ

وبيتُها أبيضُ الجدرانِ ، كم عُقدتْ    فيه اللقاءاتُ نقضاً للمواثيقِ

لها جواسيسُها في كل ناحيةٍ         فلا تسلْ عن إشاراتٍ وتحديقِ

ولا تسل عن سُؤالاتٍ موجهةٍ      إلى الضحايا وأوراقٍ وتحقيقِ

تغزو الفضاءَ غروراً ، لا تريدُ به     إلا التسابقَ في مَلْءِ الصناديقِ

هذي العظيمة - يا هذا - فألجمني     صمتي ، وجفَّ لما أدركتُه ريقي

بَرِئتُ منها " ولَن تَرْضَى " ([1])تؤكِّدُ لي    أنَّ البراءةَ منها فِعلُ صِدِّيقِ ([2])   

 والآن جاءت المرأة البلهاء هيلاري كلينتون ، وفي كل يوم تضيف إلى رصيدها ركاما من المواقف السخيفة والمحرجة منها والتي تفضح جهلها ، وتفصح عن غبائها ، ومنها غرامها وهيامها بالشيكولاتة البلجيكية وولعها بالتهامها وأنها لا تريد زيارة بلجيكا حتى لا تزدرد علب الشيكولاته التي يحبها الأطفال فتثير حنقهم وغضبهم من هذه المرأة المفجوعة ، هكذا وصلت البلاهة والشراهة إلى هذا الحد فأين أنصار تحرير المرأة من هذه النماذج الساذجة التي تسوِّد صحائف التاريخ .

والليالي من الزمان حبالى   مثقلات يلدن كل عجيب

[1]-   إشارة إلى قوله تعالى ] وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ [ ( سورة  البقرة 120 ) .

[2]-  الأبيات  للشاعر د . عبد الرحمن العشماوي من قصيدة بعنوان قراءة في وجه امرأة شوهاء " باختصار" نشرت  بمجلة البيان العدد 42 ص55 صفر 1412هـ  رأيتها معبرة عن أولئك النسوة اللاتي ملأن الأرض جورا واستبدادا ، وخلت قلوبهن من معنى الرحمة وتجردن من القيم المشاعر ،  وامتلأن حنقا وحقدا على الإنسانية ، وأصبحن على ما أمسين عليه من مكر الليل والنهار للصد عن سبيل الله  ويراجع كتابي حقوق المرأة في السنة ط مكتبة الصميعي بالرياض .