عادت الطيور المهاجرة والمهجرون لم يعودوا
عادت الطيور المهاجرة والمهجرون لم يعودوا
سلوى الشابندر
الإنسان والحيوان كلاهما يبحث عن الأمان ولقمة العيش، فمتى ما توفر هذان العنصران فإن المخلوقات تستقر بل وتعمر، أما إذا فقد أحدهما أو كلاهما فتكون الهجرة، لكن المفارقة هي أن الإنسان هي المتسبب في كلتا الحالتين أعني هجرة الإنسان وهجرة الحيوان.
الصنف الذي قاد عملية التهجير والذي هو جزء من المجتمع العراقي وراثيا، ومنفصل عنه فكريا صنف شديد التخلف حين لم يهجر المخلوقات بالطريقة المعتادة عند من يرتكب هذه الجرائم من الناس بل كانت طرقه فريدة من نوعها فهو يقتل مئة إنسان بريء ويخطف مئة أخرى كي يوصل رسالة إلى البقية الباقية من سكان المدينة البالغ عددهم ألفاً أنهم يجب أن يغادروا مساكنهم بأسرع وقت ممكن!.
ومع الضغوط من الداخل والخارج فكر ذلك الصنف المتوحش بإعادة المهجرين إلى من خارج العراق كي لا تستمر تلك الانتقادات وحفاظا على وجوده في خارطة الإنسانية عندما أحس بالخطر يداهمه، وأيقن أنه سيأتي يوم يكون فيه ذلك الصنف غير مقبول وغير مستساغ من قبل سكان العالم.
لكنه لم يتخلص من وحشيته بشكل كامل بل اكتفى بالدعوة إلى عودة المهجرين وتركهم يتساءلون، من سيضمن حمايتنا؟، وهل سنعوض عن ممتلكاتنا؟، عدد من العوائل التي عادت إلى العراق وجدت بيوتها خرابا لم تستطع السكن فيها فرجعت إلى مكان هجرتها الأول، وللأسف بعضهم لم يتمكن من العودة بعد أن باغتته مخالب الإرهاب والطائفية.
ونحن في غمرة الجدال مع الحكومة العراقية يطالعنا السيد وزير الهجرة والمهجرين العراقي عبدالصمد سلطان بقوله ان الوزارة لا تمتلك في الحاضر مخصصات لشراء تذاكر لنقل اللاجئين العراقيين الراغبين بالعودة الي بلادهم (ومن هالمال حمل جمال).
عادت الطيور المهاجرة فالغذاء متوفر في العراق لأنها طيور وتلتقط الحبات من هنا وهناك وقد كانت رصاصات الحرب تطالها والآن لا يوجد إطلاق رصاص في أعالي الجو بالكثافة المعهودة سابقا أضف إلى ذلك حنينها الشديد إلى ضفاف دجلة والفرات دفعها للعودة لكن المهجرين من بني البشر لم يعودوا فلا غذاء ولا أمان.