احذروا.. احذروا
احذروا!.. احذروا!..
شيماء محمد توفيق الحداد
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
يقول الله تعالى: { لُعِنَ الَّذينَ كفروا منْ بني إسرائيلَ على لسانِ داودَ وَعيسى بنَ مريمَ ذلكَ بما عصوا وَكانوا يعتدونَ* }.
وَيقول تعالى أيضاً: { لتجدنَّ أشدَّ النَّاسِ عداوةً للَّذينِ آمنوا اليهودَ وَالَّذينَ أشركوا.....الآية* }.
*****
لا عجب في ذلك يا معشر اليهود!، وَلمَ الغرو والارتياب والإنكار والاستنكار؟!..
إنَّكم تخونون العهود، وتنقضون المواثيق، وتروِّعون الآمنين، وتستحلُّون الدماء، وتزوِّرون الحقائق، وتدعون للفساد، وتبذرون روح الخلاف والفرقة بين العباد، وتروِّجون للرذائل، وتحاربون الطهر والفضائل، وتنتهكون حرمة المقدَّسات، وتأسرون الأحرارَ أعداءَكم، وتكرِّمون الأشرارَ أمثالَكم. ما من مصيبة إلا كنتم وراءَها، وما من فتنة إلا كنتم من أشعل أوارَها، وما كارثة إلا كنتم من عمل على حبكها، وما من فاجعة إلا كنتم من هيأ لقيامها.
شعاركم: الغاية تبرر الوسيلة!، وديدنكم: الغدر أنجع طريق!، وغايتكم: القضاء على كل مسلم وعربي!، وأهدافكم: سوق الناس كما العبيد لخدمتكم!.. بل.. وتكتبون على الجدران أنكم ستعودون!، ويل لكم يا يهود!، أي حركات صبيانية سخيفة هذه؟!، تكتبون ما تكتبون وأنتم أول من يدرك أنكم بهذا كاذبون؟!.. تفعلون ما تفعلون وتريدون من الناس أن تعتقد أنكم أفضل قوم على الإطلاق؟!.. قولوا لي بحق الله: أفبعد كل هذا وذاك لا يلعنكم الله؟!!..
إنكم تهجمون على إخواننا في غزة، وتقتلون الرجال والنساء، والكبار والصغار، والشيوخ والشباب، وتهدمون الدور والبيوت على سكانها، وتدمرون المستشفيات وهي ملأى بالجرحى، ويدعوكم سوء أدبكم مع الله فتعدون على حرمة المساجد، وتسوِّغ لكم صفاقتكم فتمزقون المصاحف، وتبررون كل هذا الجنون بمسوغات شتى؛ تارة بحجة القضاء على مقاومة المجاهدين الأبطال، وأخرى تعللون تخريبكم وإفسادكم بحجة وجود الصواريخ في بيوت الله!..
والحقيقة بلا مِراء هي أن الأسلحة موجودة فعلاً في المساجد والبيوت!، ولكن!!!!.. أتدرون ما هي تلك الأسلحة؟!!!.. إنها القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة..
موتوا بغيظكم!.. فكتاب الله نحفظه في صدورنا ونفديه بنحورنا وتعيه قلوبنا وترعاه أفئدتنا وتتعهده جوارحنا بالمراجعة والترتيل، وسنة نبينا المصطفى – صلى الله عليه وسلم – نطبقها في حياتنا ونتخذها منهاجاً نستضيء به في معترك الدَّياجي وخطوب الحياة..
موتوا بغيظكم!.. قد تعهد ربنا – جل في علاه – بحفظ ديننا الحنيف، قال تعالى: { وَاللهُ غالبٌ على أمرهِ وَلكنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يعلمونَ* }، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( ليبلغنَّ هذا الأمرُ ما بلغَ اللَّيلُ وَالنَّهارُ بعزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليلٍ؛ عزّاً يعز اللهُ بهِ الإسلامَ، وَذلاً يذلُّ اللهُ بهِ الكفرَ ) أو كما قال عليه الصلاة والسَّلام.
موتوا بغيظكم!.. إنكم تربُّون أطفالكم على كرهنا والحقد علينا وإضمارِ العِداء لنا بسوق الأكاذيب وتلفيق التهم وطمس الصدق وتزييف الحقيقة؛ فنحن عندهم وحوش لا آدمية، أشرار مجرمون، وما ذاك إلا لأنكم ألبستمونا لَبوسَكم، وألصقتم بنا أفعالَكم، ونسبتم إلينا نقائصَكم وعيوبَكم، ونحن المعروفين بطهرنا، وسمو أفكارنا، وروعة شرعنا، وسماحة ديننا، وبلاغة منطقنا، وقوة حجتنا في الرد على المتهكمين، وقوة سواعدنا في الدفاع ضد المعتدين!..
لكنكم – يا أيها الأذكياء[1]! – في نفس الوقت تربُّون أطفالنا – نحن – على كرهكم وبغضكم والحقد عليكم والرغبة في القضاء على وجودكم بيننا بجرائمكم الوحشية، وأفعالكم المجنونة الهمجية، وتصرفاتكم الحمقاء، وأقاويلكم الخرقاء، والشرِّ النابض في قلب كل يهودي منكم – إن كان لكم قلوب أصلاً ! -.
والنتيجة أن الحقيقة ستظهر، نعم ستظهر بلا شك، فلقد قال تعالى: { أمَّا الزَّبدُ فيذهبُ جُفاءً وَأمَّا ما ينفعُ النَّاسَ فيمكثُ في الأرضِ....الآية* }.
موتوا بغيظكم!.. قتلتم من إخواننا في غزة ما يربو على ألف شهيد، فوُلِد للمسلمين منهم أكثر من ثلاثة آلاف طفل!.. هل سمعتم؟!.. ثلاثة آلاف – زاد الله وبارك -، ثلاثة آلاف يا من تشتكون قلة الأطفال، وتعلمون مقدار الوعي الموجود لدى إخواننا الفلسطينيين!..
موتوا بغيظكم!.. أتعلمون ما سيحدث يوم القيامة يا حثالة الأمم ويا أساتذة الإجرام؟!.. أتعلمون ما ينتظركم غداً يا معشر اليهود؟!!..
أرأيتم هذه الأسلحة المحرَّمة شرعاً وعرفاً ودوليّاً والتي تستخدمونها ضد إخواننا؟!، وقنابلَ الهاون التي تقذفونها كل لحظة، وصواريخ الفسفور التي لا تهدأ والتي تفتك بالجسد وتأتي على أجهزته وتحرق أعضاءه؟!.. هل رأيتموها واختبرتم شدَّتها وتوثَّقتم من عظيم أثرها؟!.. حسن!!!.. أتعلمون ما سيحدث؟!!!!.. إنكم س.... تتمنونها يوم القيامة!، ستتمنونها وتلحُّون في طلبها من ملائكة الجحيم، بل ومن الله تعالى أيضاً؛ فراراً من المعادن المصهورة والزيوت الحارقة وثمار الزقوم وتعذيبٍ أليمٍ من ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمَرون!.. نعم!.. إنكم ستتمنونها[2]!..
سترون المجاهدين والشهداء في النعيم يتقلبون، والأطفال البرءاء في الروضات يُحبَرون، ومن يدري؟!.. قد تروننا نحن أيضاً نأكل من كل ثمار لذيذة وأكول شهية، ونجالس الأنبياء والصالحين، وننعم بشرف النظر إلى وجه الحي القيوم سبحانه، وننظر إليكم بعين التشفي والانتصار[3]!.. وأنتم!.. تأكلون.. ولكن من الزقوم، وتشربون.. ولكن من حميم وغسلين، وتجالسون.. ولكن إبليساً وأبا جهل والمنافقين.. هه!.. فلتهنؤوا بهذا!!!.. وشتان شتان.. ما بيننا وبينكم!..
أخيراً.. يا معشر اليهود:
سأنصحكم نصيحة لوجه الله تعالى – علَّها تفيد! - ؛ اتركوا معاداة الإسلام والمسلمين!، اتركوا عِداءَنا!، حذارِ أن تظنوا بنا فرَقاً منكم أو خوفاً من.... قوتكم!!، لا والله!، بل هذه النصيحة من أجلكم أنتم؛ فنحن إما لنصر عاجل وشهادة آجلة، وإما إلى شهادة عاجلة ونصر آجل، أما أنتم!.. فإما إلى ذل عاجل ونار عاجلة، وإما إلى.... ذل عاجل ونار عاجلة أيضاً!!.. أمَّا إن عرفتم قدركم وثبتم إلى ( شيء.... ) من رشدكم وعرفتم ألا طاقة لكم بنا وكففتم عن حركاتكم الغبية هذه والتزمتم بالصلح التزاماً تامّاً كاملاً فبها ونعمت!.. وإلا فأنتم أعلم بسوء المصير!..
{ قلْ هلْ تربَّصونَ بنا إلا إحدى الحسنيينِ وَنحنُ نتربَّصُ بكمْ أنْ يصيبَكمُ اللهُ بعذابٍ منْ عندهِ أو بأيدينا فتربَّصوا إنَّا معكمْ متربِّصونَ* }.
احذروا يا يهود!.. احذروا منا، واعلموا أننا إن فقدنا واحداً أو عشرة أو مئة أو حتى ألفاً فسيظهر بدل الواحد عشرة، والعشرة مئة، والمئة ألفاً، والألف..... مليوناً!..هذه نصيحتي لكم والسلام على من اتبع الهدى!!..
نحنُ إنْ نادتْ بلادي تشتكي منْ ظلمِ عادِ
فسنأتي بلْ وَنمضي وَنلبِّي بالجهادِ[4]
وَنحنُ إذا ما ملَكْنا الدُّنا يضيءُ ظلامَ اللَّيالي السَّنا
تعالوا إذاً فلْنُعِدْ دينَنا بحقٍّ وَصدقٍ وَنورٍ وَجودْ[5]