خواطر حوائية

خواطر حوائية

هبة الله شاهين

-1-

ماذا يريد الرجل من المرأة؟

كثرت الأفلام والقصص والمقالات عن what women wont (ماذا تريد النساء)؟ لكن هل فكر أحد بالسؤال: ماذا يريد الرجال؟

لقد سألت وفكرت وبحثت في مجتمعنا... ولما عرفت الجواب عمّا يجري تفاجأت...

بباختصار: الرجل يريد كل شيء...

هو لا يبحث عن زوجة، بل عن soper woman/span>  المرأة الخارقة...

المرأة الزوجة والحبيبة والعشيقة والأم الحنون والطفلة الشقية والبريئة اللعوب.... المندفعة وراء جنونه، والمتلهفة لخوض مغامراته، والحكيمة العاقلة الرزينة، الكابحة لجماحه واندفاعه..

الطبيبة والممرضة، والساهرة على راحته، وتلبية طلباته، وإشباع رغباته، دون تذمر أو شكوى أو تأوه من مرض أو عجز أو تعب أو ألم...

مدبرة منزل ممتازة، وخادمة نشيطة، وطاهية فريدة، تتقن الاهتمام بمنزلها أربعا وعشرين ساعة، دونما لحظة إهمال لشكلها أو منظرها أو شعرها أو مكياجها أو ملاحقة الشعيرات النامية على جسدها...

عمياء لاترى ترهلات جسده، وصلع رأسه، وبشاعة الشعر المغطي صدره، ولا المئات المئات من عيوبه...

صماء لاتسمع في الليل شخيره، وفي النهار جعيره، وبذاءة كلامه، وسوء عاداته، لاتسمع سوى لطلباته، والممل السخيف من نكاته، وتعليقاته وتنظيراته وفلسفاته...

بكماء لاتشتكي ولا تتذمر، لاتطلب ولا تتأمر، لاتنطق إلا بما يحلو له سماعه، وتطرب له آذانه...

  بلهاء لاتعي شيئا مما يدور حولها.. لاتعي سوى أنه جوهرتها الثمينة وإن لم تحسن المحافظة عليها فستخسرها للأبد...

حتى حاسة الشم بنبغي أن تكون معدومة عندها كيلا تشم رائحة دخانه وأنفاسه، ولا رائحة عرقه وجواربه، لاتشم إلا رائحة ثيابه المرمية فتبادر إلى غسلها، ورائحة العطر والنظافة الدائمة الواجب انبعاثها دائما من جسدها...

ذكية لطيفة.. مرحة فكاهية.. مثقفة بليغة، هي لأولادها مدرسة ينهلون منها شتى أنواع العلوم والآداب والسلوكيات... وهي بنظره مهما بلغت من الثقافة والعلم تبقى تلميذة جاهلة ساذجة تحتاج الكثير الكثير من التعديل والتقويم والتأديب والتثقيف، وطبعا لن تنال الكمال ليقينه بأن قصر عقلها مانع قوي لها لا من الكمال بل من مجرد مجاراة عقله وذكائه وثقافته.. وكماله..

امرأة تتقن تقبيل يدي أمه وأبيه، وملاطفتهم وتحمل مضايقاتهم، وربما العناية بهم ورعايتهم... في حين يجيز لنفسه لعن والدها صبح مساء, وعدم احترام والدتها، واحتقار إخوتها وأخواتها، دونما ذرة خجل أو وجل...

امرأة ما في قلبها ولا حياتها ولا وقتها.. شيء سواه، تعيش حالة التأهب القصوى، وتنذر روحها وعالمها لشخص لاتدري متى تتكرم عجلة حياته ومشاغله التي لا تنتهي فتخصص لها من وقته لحظات.....

بضع لحظات...