غزة .. بعد صمت المدافع

هايل عبد المولى طشطوش

[email protected]

كانت في البداية مشروع كارثة ولكن المدقق في واقع الحال يرى أنها كارثة بكل معنى الكلمة ، غزة ... انها خراب ودمار وهلاك لم يبق ولم يذر ..انه هلاك اهلك الحرث والنسل .. فما بقي في غزة بيت ولا شارع ولا جدار ولا حائط ولا شجرة ولا ثمرة ولا انس ولا طير ولا بشر ولا حجر إلا أصابته الآلة العمياء التي مهمتها الحرق والدمار والخراب والإهلاك .. جثث متفحمة أشلاء متناثرة .. مجاميع من البشر أهلكت بالكامل عائلات عن بكرة أبيها أبيدت ..تحولت إلى ركام ورماد وأشلاء وبقايا بشر ... مكثوا تحت الأنقاض حتى تحولوا إلى قنابل مرضية تأبى اعتنى واظلم قوى الأرض أن تترك القتلى جثثا مرمية في الشوارع حتى تتعفن او تنهشها الحيوانات الضالة ...!!! هل وصلت قيمة الإنسان البريء إلى هذه الدرجة ....لقد كرمة الله وعظمة ،  ولكن بعض أصناف البشر أهانته وحولته إلى أخس ما يمكن أن يوجد على سطح الأرض ... !! كيف تبدو غزة بعد صمت المدافع....؟؟  إنها مناظر مشينه يندى لرؤيته الحر الكريم ... هل هذه هي قيمة الإنسان العربي الذي يدافع عن كرامته وعن رغبته في العيش على ارض أبائه وأجداده بكرامة وشرف ...؟؟؟؟ ، لقد تحولت سنوات التعب والكد والبناء إلى هباء منثورا .. خسر الناس بيوتهم وأراضيهم وأموالهم وخسروا اعز ما يملكون ..الآباء والأمهات والأخوات والأحفاد والأجداد والأخوال والخالات بل العائلات بأكملها أبيدت فلم يبق منها إلا اثر بعد عين ... لكم الله أيها الصابرون ... وقولوا ما يرضي ربكم إنا لله وإنا إلية راجعون  ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم هو الناصر والسند والمعين ...؟؟!! هذا هو حال غزة بعد صمت المدافع ..دمار..هلاك...حرق.. خراب ... كأنما زلازل غشي المنطقة فأحالها إلى جبل عظيم من الركام والحطام ..فلا حول ولا قوة إلا بالله ...؟؟