سقوط الأقنعة في المواقف الصعبة

هيثم البوسعيدي

سلطنة عمان - مسقط

[email protected]

الحياة مسرح كبير ، الناس تلعب أدوار الممثلين والمتفرجين في هذ المسرح ، والانسان يصادف في حياته مجموعة من الاشخاص دون ان يعرف حقيقة ما تخفيه نفوسهم نحوه ، هذا الوجوه التي نتعامل معها يوميا قد ترتدي أقنعة متنوعة فهناك من يرتدي قناع الإيمان وهو ابعد ما يكون عنه وهناك من يرتدي قناع المحبة وهو يحمل في قلبه الكره والحقد ضد من حوله والبعض الآخر يرتدي قناع الشجاعة والأنفة وهو في داخله يتصارع ما بين الخوف والقلق ، أما من يضع قناع الصداقة وهو في المقابل يضمر الحسد والحقد ..تجده يظهر مشاعر الغيرة عند نجاح وتفوق صديقه..

أما صاحب المعدن الاصيل لا يحمل قناع مزيف بل وجهه مرآة لما يحمله قلبه ، وهو من تجده في مقدمة الصفوف يتحمل الاعباء بمسؤلية ولا يتراجع او يتهرب وتجده معاك في الفرح والحزن في الشدة والرخاء.... مع التأكيد ان كل زمان وكل مكان لا يخلو من اصحاب المواقف الرائعة من رجال او نساء حتى لو تكاثر أصحاب الاقنعة المزيفة.

كيف نقرأ الاقنعة ؟ ليست هناك لغة تمكننا من تعلم قراءة كوامن وخفايا النفوس إلا المواقف والاحداث المريرة التي نمر بها في حياتنا ؛ لان مواقف الحياة الصعبة تكشف لنا معادن وانواع الناس وربما تزيح المصائب الاقنعة التي نراها امامنا كل يوم لتظهر الوجوه والنفوس على حقيقتها ومن ثم يستطيع الانسان ان يحدد من هو صديقه ومن هو عدوه .. من هو الصادق ومن هو الكاذب ؟

 أخيرا كم هو مؤلم ان تكون الظروف الصعبة هي الوسيلة الوحيدة لكشف حقيقة من ادعى المحبة والود والاخلاص والصداقة .. وهي التي تدفعنا للوقوف طويلا ،  نحاول ان نتفرس ونتأمل في وجوه من حولنا أهي وجوه حقيقية أم هي مجرد أقنعة مطاطية .. شكرا للمواقف الصعبة بمقدار ما تسببه من ألم لكنها أجابة عن كل الاسئلة المحيرة في النفس عن حقيقة البشر ؛ لانها الوحيدة القادرة على انتزاع الاقنعة وتعرية النفوس والدليل نحو تسجيل المواقف وتحديد المشاعر ضد من حولنا يقول الشاعر:

ولـيـس اخي من ودني iiبلسانه
ومـن ماله مالي اذا كنت iiمعدما
فـلا تحمدن عند الرخاء iiمؤاخيا
ومـاهـو الا كيف انت ومرحبا




ولكن اخي من ودني في النوائب
ومالي  له ان عض دهر iiبغارب
فقد تنكر الاخوان عند iiالمصائب
وبـالبيض رواغ كروغ iiالثعالب