يا غزة
يا غزة1!!
شيماء محمد توفيق الحداد
يا غزة!.. يا غزة!..
إليك أيتها الصامدة في وجه الحزن والألم، أيتها الصابرة إبَّان القصف والدمار، المجاهدة في وجه اليهود الغاصبين، المستميتة رغم قسوة العدو وصدمة خذلان الإخوان عرباً ومسلمين..
يا غزة!.. يا غزة!.. أيتها العزيزة الأبية الصامدة.. اثبتي فإن النصر آت، والعدو مهزوم، والجنة بالانتظار..
يا غزة!.. يا غزة!.. إننا معكم بقلوبنا وألسنتنا وأقلامنا، بأرواحنا وأدعيتنا ومقاطعاتنا..
يا غزة!.. يا غزة!.. لئن تكبدتِ من الضحايا والخسائر الكثير والكثير فاعلمي أن المجد لا يأتي إلا بلعق الصبر، والنصر لا يتأتَّى إلا ببذل المهج والأرواح..
يا غزة!.. يا غزة!.. لئن تكالبت عليك جموع المعتدين، وناصبك العالم كله العِداء، وناصرت الشعوبُ اليهودَ ضدك فإن الله تعالى – أقوى الأقوياء وعالم الجهر والسر والخفاء ومؤيدٌ بنصره من يشاء – معك وكفى به – سبحانه – من معين ونصير..
يا غزة!.. يا غزة!.. لئن أُرِدتِ عن دينك وحُورِبتِ جزاء صمودك فتيقَّني أن الله تعالى هو ربك وليس اليهود!!، وأن النصر من عنده لا من عند اليهود!!، وهذا يتطلَّب أن تطيعي الله سبحانه لا اليهود!!، وارقبي – حينها - فجراً منيراً ساطعاً سيأتيك به المجيد..
يا غزة!.. يا غزة!.. الإسلام باق والشعوب فانية..
يا غزة!.. يا غزة!.. النصر بلا إسلام ليس نصراً..
يا غزة!.. يا غزة!.. الخضوع للأعداء غباء مستفحل وجهل مركَّب..
يا غزة!.. يا غزة!.. الصبر على جرائم اليهود ليس بصبر..
يا غزة!.. يا غزة!.. الذل لله تعالى ليس بذل، بل هو العز الحقيقي..
يا غزة!.. يا غزة!.. جولة الكفر ساعة، ومضاء الحق إلى قيام الساعة..
يا غزة!.. يا غزة!.. الله تعالى أقوى وأجل، تذكَّروا كيف أسمع – سبحانه - ساريةً صوتَ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - رغم آلاف الأميال بينهما!!.. وكيف أرسل ريحاً صرصراً على الأحزاب يوم الخندق!!.. وكيف أيَّد نبيه صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام – رضوان الله تعالى عليهم أجمعين – رغم قلة عددهم وعدتهم!!.. لماذا؟!.. لأنهم كانوا مسلمين حقيقيِّين، عاملين متوكِّلين، لا جبناء كسالى متواكلين، فاستحقوا قوله تعالى: { وكانَ حقّاً علينا نصرُ المؤمنين*ْ}..
يا غزة!.. يا غزة!.. حذار ثم حذار ثم حذار أن يقول أحد إن هذا كان بسبب وجود النبي صلى الله عليه وسلم؛ لا تقولوا هذا فصحيح أن مقام النبي – عليه الصلاة والسلام – رفيع كريم،إلا أن محمداً الإنسان مات، ومحمد الرسالة لم يمت يا إخوتي..
يا غزة!.. يا غزة!.. اذكروا فتح القسطنطينية وبطولة المعتصم ومضاء عمر وخالد وورع عثمان وعلي.. ألسنا نحن من هؤلاء؟؟..
فـأينَ العدلُ يا ألـيـسَ يدافعُ البلوى لـمـاذا لا نناصرُهمْ | قوميأليسَ الجسمُ ينتصبُ؟! يـقاتلُ ليسَ ينتحبُ؟! نطيعُ الربَّ نحتسبُ؟! |
يا غزة!.. يا غزة!.. إنني طفلة صغيرة عربية، لكنني غداً سأكبر وأغدو أشد حقداً وأصعب مراساً – سواء كنتُ حية أو ميتة – وهذا شأن كل المسلمين يا غزة.. فأنت لست وحدك أبداً..
أنا سوفَ أغدو –وَلو بعدَ حينٍ- رفاتاً وَهذا مصيرُ العبيدْ
لماذا إذاً لا نموتُ بعزٍّ وَنمضي ثباتاً بديني الحميدْ؟!
يا غزة!.. يا غزة!.. استشعري وجود الله تعالى معك وستجدين الدنيا صغيييييييييرة، والأعداء مجرد حشرات صغيرة تتهافت وتتساقط في سخف وغباء..
وأخيراً، ورغم ترفعي الشديد إلا أنني سأتنازل قليلاً وأقول لإخوان القرود وأبناء الخنازير[2]:
يـا يـهـوداً لمْ ..بالعِداءِ[3]، وَنحنُ قومٌ أيُّـهـا الـلِّصُّ الحقودْ كـيفَ ترجو منْ أسودْ إنَّ ذا طـبـعُ القرودْ؛ لـيـسَ ذا أمرَ الحميدْ إنَّـنـا مـثلُ الورودْ؛ وَإذا رامَ الـحـسـودْ وَتُـبـاريـهِ بـشوكٍ فـاحذروا منْ مسلمينا | نعاديكمْ سوى أنْ قدْ نرفضُ الضَّيمَ، فهمتُمْ؟! قدْ هجمتَ على العرينْ أنْ تـخورَ وَأنْ تلينْ؟! أنْ تَـذِلَّ وَتـسـتكينْ لـيـسَ طبعَ المسلمينْ إنْ تُـشَـمْ تعطي أريجْ قـطـفَـها سوفَ تهيجْ مـثـلَ سيفٍ أوْ سهامْ إنَّـنـا قـومٌ عِـظـامْ | بدأتُمْ...
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، يا.. يا إخوتي الأبطال الصامدين..
[1] هذا المقال بكل ما فيه من جمل وحواشٍ وأبيات وأقوال من تأليفي الخاص.
[2] رفع الله تعالى قدركم.
[3] فنحن نكرهكم لأنكم يهود؛ لقوله تعالى: { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءَهم....... الآية }، وبصراحة لن نغضب ربَّنا – جل جلاله – من أجلكم!!، فهمتم؟!، نكرهكم لكننا لا نعاديكم لأنكم يهود، بل لأنكم معتدون غاصبون عليكم اللعنة بجميع صورها وأشكالها!!.. ونحن لن نخسر شيئاً بإذن الله تعالى، فلنا الجنة والنصر دنيا وآخرة، وأنتم... أيها البائسون الأشقياء!!.. لكم الذل والمقت والخسران دنيا وآخرة..