خصيصاً لك يا رجل من الأشباح
سلسلة هموم امرأة
ابتهال بليبل
إعلامية وكاتبة
اليوم تقتحمني عاصفة من التفاصيل التي كانت أدقّ من أن يلتقطها وعي ... تنتفخ وتصرّ على تتخلّل نفسي ... أدعي القوة والحدة ، أنفضها عن روحي كفتات خيبة ووهم ...لكنها تعود وتطوّقني كطيف خادع يتسامى في مخيلتي .... اليوم.. يبدو جديداً بكل تفاصيله التي تتربص لحظاتي التي لا زالت تصرّ على تطبيق قانون الفراق بيني وبينه ... ذاك الرجل كشبح يبدو جديداً أيضا ... إنا أنتظــر من مساءا ته أن تمتلئ صفحاتي بخيالاته دون أن تلامسني ... فأزهوا بالحرمان ... أعلم أن جيوش منه تمتدّ وراء ظلّي الذي يعزم الرحيل والفراق ...تشرين ثاني لا سابق له ... لتعود الريح محملة بالغرابة .. بصمت... لحظة امتزاج القلم بالأسطر ... أخذت تنادي أحرف نصوصك ولكني رفضت التحليق إلى حيث تقبع غوايتك.... حزمت نشوتي الأولى التي ترفض أن تلتهمها اللامبالاة ... ترفض أن تفقد مذاق ملح حروفك وأنا عمداً أكرّر وأقول لا ليست لي ، ألف مرة أردد علّه ينسى بعض حروفي التي دونتها أخيرا إليه ... لكنه استبدّ بذلك الغموض الذي يعتليه ، وتلك المسافة التي يتعمد أن يخطها بأناملهُ ...أخيراً عرفت محلّ الخلل ... أدركت من أين جاءت نصوصهُ ... إنها كلماتي... كلماتي اللعينة أصرت أن تعشش في مسام أناملك وتتسرّب إلى أسطركَ وترحل في مخيلتك محدثه سيول من الغرابة وفوضى تشبه ذاك الإحساس الذي يعتريني... في غفلة أيامي ... انشق وجهي الجديد بشدّه ليعتلي القديم ويعلن انتفاضة ... تعثر تحليقي مع أحرفك ... و لفت قلبي بقعة وجع ... وهناك تسارعت نبضاته معلنة بداية جلطة .... وارتفع ضغط الكلمات في متخيلاتي لتتمرغ في وجع مغموس بجرح وحتى يدي التي تحمل قلمي الأحمر اختنقت الحروف بداخلها ..... تفهمت عباراتك أخيراً .. فقد دلقتها على الورق بكل كبرياء... وبت في زحام تلك الدروب التي إلى الآن لم ابدأ السير فيها،غبت بعيداً جدا وأنا أنتظر .... وغابت الحروف وكأنه ليس من حق ذاكرتي أن تحتفظ بها ـ وأن تحيا في صفحاتهُ .عاودني الأنين عاودتني الكوابيس وأنا أتساءل لما يجب أن يكون بطل أحلامي فأتحسس مدى السراب الذي أعيشه .... حاولت أن أتلقف هذه الكلمات التي دونها بكل وسائلي البسيطة إلا أن هذا الحلم ليس من حقي .. فربما هو لأمراه أخرى ؛ أخرى يقدم لها وحي كلماتي تحت قدميها وعلى حساب مخاض حروفي .....ولا أدري هل هذا الرجل الذي كالأشباح يظهر ويختفي ، يعاني وحشة التصاق جيدها تلك المرآة التي يكتب عنها بأنامله أم أنه لم يعتد إلا على بثوري وتقرحات جروحي .....غير أن رياح الشوق تأتي بذاك الشبح من حين لآخر فتعاود أحرفي تستنطق به و تطرح ما في جعبتها كما تطرح الأيام آخر ليالينا ....
(
للحديث صلة)