السياح العرب والسياح الأجانب
حارثة مجاهد ديرانية
حدثني ابن خالتي وزوجته -اللذان يدرسان معي في ماليزيا- منذ مدة أنهما ركبا مع سائق ملاوي مرح، وكان الرجل ثرثاراً يحب الحديث، فاختار أن يحدثهما عما رآه من فروق بين السياح العرب والسياح الأجانب من تجربته. وبدأ الرجل يسوق مقارنته، فأما الغربيون فإنهم تواقون إلى الاستكشاف مولعون بالتفاصيل، يحبون أن يركبوا القطارات والباصات كما يصنع أهل البلد وأن يمشوا على أرجلهم وهم يحملون على ظهورهم حقائب المغامرين، يمشون في الشوارع والأزقة ويتعرفون البلد وناسه، ويزورون المتاحف والقرى ويقابلون السكان المحليين ويشاهدون ما لا يرونه في بلادهم من كل حيوان أو غريب مستملح، لا يبالون وهم يستكشفون أن يكونوا غير أنيقين بل جل ما يهمهم أن يلبسوا ما يريح. ثم انتقل إلى الحديث عن العرب وقد ظهرت على وجهه ابتسامة ذات مغزى! قال: وأما العرب فإنهم لا يكادون يصلون البلد الجديد حتى يسارعوا إلى الأسواق! مولعون بالتكاسي فلا يمشون أو يركبون القطار والباص إلا قليلاً، ينامون حتى ينتصف النهار ثم لا يخرجون إلا وهم في أجمل حلة وأحسن لباس، وبينما يكون زملاؤهم الكفار (الذين ينامون معهم في الفندق ذاته) يتنَزهون في المتاحف والمعابد وشوارع البلد ويدرسون المعالم السياحية ويوغلون في الأدغال ويقابلون السكان المحليين، ترى إخواننا العرب يخرجون إلى.. إلى الأسواق[1]!
ذلك أيها السادة هو حديث سائق سيارة أجرة بسيط في كوالا لمبور، أرويه هنا أمامكم كما بلغني عنه، من دون تعليق![2]
[1] إليها أو إلى الملاهي أو خلاف ذلك من الفئة ذاتها بحسب قوله.
[2] ولي تعليق عليه في مقالة قادمة، اسمها "الكفار المستكشفون".