مقاومة اليأس

سحر رجب

[email protected]

بلا ريب فإن النظر إلى المستقبل يجعلنا نفكر بالعمل والجد أكثر..كما يجعلنا.. نتجاوز الكثير مما نعانيه في الحاضر..ولكن..!

هل يمكننا أن ننسى الواقع أم الأصح أن نتكيف معه ..؟

في حياتنا ما يمكننا تغيره..وفيها ما لا  يمكن..

فمثلا لا يمكننا أن نغير شكلنا أو لوننا أو مجمل ملامحنا..قامتنا..جنسنا..الخ..

ولكن يمكننا أن نغير تعليمنا..عملنا..علاقاتنا..بحيث يمكننا أن نكون حاضرين في الحياة الاجتماعية بما نقوم به من أعمال مفيدة ....

ولقد حدثتني إحداهن بقصة حياتها..وكيف تحولت من إنسانة أقرب لليأس إلى إنسانة اندمجت في الحياة الاجتماعية بفعالية..هكذا حدثتني:

بدأت أحاول أن أحول كل شيء سلبي في حياتي إلى إيجابي قدر المستطاع .

 أنا فتاة في منتصف عقدي الثالث وكان هذا  يبعث الخوف والقنوط في نفسي.. كنت اخشي أن يفوتني قطار الزواج..فأبقى وحيدة..وكيف لي أن أعيش حياة كهذه..!

لكنني صحوت على حقيقة أن الله قدر لي أشياء...وأنا مؤمنة بقضائه . ولكن الله لم يقدر أن أضع يدي على خدي وأنتظر العريس كما يقولون .

بدأت أبحث في ذاتي عن شرارة انطلاق .

نفضت غبار الزمن والكسل ونهضت ابحث في داخلي  عن مكنونات  تبعث في الحماس لعمل ما..فذلك  خير من جلوسي هكذا !!

فالزوج قد يأتي  وقد لا يأتي..

 ليس مهماً أن نظل ننتظر!

الأهم النظر إلى الكثير ممن تزوجوا هل تغيروا ؟!

هل صقلوا مواهبهم وأخرجوها ؟!

ربما يكون العكس –أحيانا –هو الأفضل..

 أي أن الزواج قتل طموحاتهن بسبب المسؤولية  من جهة والاتكاء إلى الزوج من جهة أخرى...مما جعلهن يعشن حياة روتينية لا رواء فيها..

فلم لا أتحرر من الكسل، وامسح  الركام المتراكم من اليأس  من صفحة حياتي ..! لم لا أبدا وانطلق  ، حتى أكون   ذاتي واثبت لنفسي مكانة في المجتمع!

بل ربما أستطيع الوصول إلى مكانة عالية... لذلك أحببت أن  أضع قيمة  الزواج في سياق القدر.

 صحيح هو ضروري ولكن إذا لم يكن فهل أستسلم لليأس..؟

بل إنه ليس  الحدث الأهم برأيي  .

الأهم هو النفس البشرية وما أتاها الله من مواهب .

وفعلا حاولت..

وجدت  في الحاسوب  وسيلة  شدتني إليها حتى أتقنت العمل فيه إلى درجة عالية..ثم بحثت في ذاتي فوجدت هواية أعمق وأكبر ،وهي أعمال ديكور وما شابه ذلك ، فبرعت بها أيضا ..ً فاستمتعت وأمتعت من حولي.

و حققت أمورا رائعة عندما قدمت عروضاً  للبور بوينت وحقائب للمواد التدريبية. وقد أثنى عليها الجميع لما لها من حس فني مفتقد في الكثير .

ومن هذا المنطلق تغيرت حياتي للأفضل والأعمق حيث وجدت مبتغاي.

أوحى لي نجاحي إلي الشعور بالمتعة والرضا عن الذات..وشغلني الجد في العمل والنجاح فيه عن العيش في ظل الكآبة والشعور باليأس..وأصبحت عضوا اجتماعيا فاعلا..ومنتجا..

فالعمل والإنتاج مع الصبر على الظروف للوصول إلى تحقيق أشياء في الحياة خير من الكسل واليأس والدوران حول الذات بلا طائل..

لا بد أن يكون هذا ديدن المؤمن المتسلح بالإيمان

فكل قيم ديننا توجه نحو الأمل والصبر والعمل..ولا ادري لماذا ننسى هذا في خضم الحياة..!