السياسة والأدب
يحيى بشير حاج يحيى
عضو رابطة أدباء الشام
يمر بعض الأدباء بظروف تجعلهم ينكفئون على ذواتهم ، أو يكتبون لأنفسهم لأسباب قد يكون منها انشغالهم بأمور الحياة ، أو يأسهم مما وصلت إليه حال الأدب في نظرهم ؟!
أو أن هناك إرادات معينة تحصرهم في دائرة الإهمال ، تحاكمهم على الكلمة وتحاسبهم على الهمسة .
أو أن بعضهم يدخل في خلافات أدبية ، تجعل الطرف الآخر يتخذ منها عداوة شخصية ، فيعمد إلى تهميشه ، وإخراجه من دائرة الضوء :
يقال إن أحدا من الدارسين لم يتقدم برسالة جامعية عن مصطفى صادق الرافعي إلا بعد وفاة الأديب طه حسين ؟!
ويقال إن علي أحمد باكثير مع اشتداد المد اليساري في مصر تعرض للإهمال بسبب ميوله العروبية الإسلامية
فما الذي ينجي الأدب من السياسة ؟
بعضهم ينشئ دارا للنشر خاصة به !
وبعضهم يكتب تحت أسماء مستعارة
وآخرون يطبعون كتبهم خارج بلدانهم
وينسى الذين يضيقون على الأدب وأهله أننا نعيش في عصر الفضائيات والمواقع الإلكترونية !
وينسون أيضا أن شعر عمر بن أبي ربيعة وغيره قد وصلنا يوم كانت الأشعار ينقلها الرواة شفاهيا
وأن قصائد الكميت وعمران بن حطان والأخطل الكبير على ما بينها من صراع وصلت وتناقلتها الأجيال
وإذا كان المتصدون للأدب مصرين على الحجب والإقصاء والمحاسبة من منطلق شخصي أو حزبي أو رسمي وأنه لا سياسة في الأدب ، فعليهم أن يتذكروا أنه لا بد من أدب في السياسة !
فهل يعقل مثلا أن تبحث في المناهج التعليمية لبعض البلدان عن نص لشعراء وأدباء معروفين فلا تجد ؟! وأن تسأل مهتما بالأدب عن شاعر من بلده فلا يعرفه؟! وأن تتصفح معجما للشعراء يحتوي على آلاف الصفحات فلا تعثر على أسماء من يجب أن تكون أسماؤهم متصدرة فيه ؟!