ضريبة التميز "حسدٌ وغيرةٌ وأشياء أخرى"
ضريبة التميز "حسدٌ وغيرةٌ وأشياء أخرى"!!!
هنادي نصر الله
لماذا يرتدون ثيابًا غير ثيابهم؟وجلودًا غير جلودهم؟ أراهم يكذبون ويخدعون ولا يكلون من تشويه صورة ذلك النظيف البريء الطموح الجريء..
فماذا أفعلُ معهم يا الله، احتارّ فكري لكنه ما اعوجّ لعاصفةٍ هوجاء، ولا لنظرةٍ رعناء، احتارّ قلبي ومازالّ يرأفُ بمن يغدر ويشتم ويسب ويطعن!!، عجبًا لنفسي كيف تجمعًُ كل تلك المتناقضات؟!!!
ضريبةُ التميز والنجاح حسدٌ وغيرةٌ وأشياء أخرى، تعبٌ ومرضٌ وإعياء، شعورٌ يخنق الصدر، يُزعجُ القلب، يشلُ النبض، يُحطم الأعصاب والأنفاس؟!!.
بدايةٌ موجعةٌ ومؤلمة، عليّ أن أرويها بدمِ قلبي المشطور نصفين، ومع هذا لا مجال أمامي للتراجعِ أو الإنهزام...
أمامي خيارٌ واحد...واحدٌ فقط"الصعود نحو المعالي مهما اشتدت الأحقاد وكثرّ الحساد"، النفس الطموحة يجب آلا تقبل إلا بالإجتهاد والعمل الدؤوب، فإياكِ يا نفس الإنتباه للمكاره، إياكِ والشعور بالعجز أو الضعف أو الإنكسار!.
"إن كيدهنّ عظيم" آيةٌ في كتاب الرحمن، تواسيني عندما أراهنّ لا يعشقن التميز لغيرهن،تدعوني إلى التسليم بطبيعتهنّ التي تحمل الكره لمن تريد التفوق والشموخ!!.
ومع هذا أسأل نفسي" ألستِ منهن، لماذا لا تسليكن دربهن؟" يجيبني طموحي وصدى إخلاصي مرددًا الآية الكريمة"وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" أسأل وجعي" أين التنافس البناء؟ أين المبادئ والأخلاق؟ اقترب شهر الخير والمغفرة والرحمة، وأنا أنظر لمن حولي فلا أرى إلا سرابًا اسمه محبة وإيثار، وفي الحقيقة هو بغضٌ وكرهٌ ودمار!!.
جاء الشهر الفضيل ولا زالت مكاتبنا ووزارتنا ومؤسساتنا تعجُ بأصحاب النفوس المريضة التي تؤذي كل متميز ومخلص ومثابر، التي تؤذي كل مكافح يسعى لتغيير حياته نحو الأفضل..
ما أصعب أن تتألم وأن تنزف دمًا، ما أصعب أن تتعثر خطاك ـ في لحظةِ ضعفٍ وانكسار ـ فتكره نفسك وكيانك وذاتك!!.
عزائي أن شهر الخير أقبل؛ لأناجي الرحمن وأدعوه أن يبعدّ عن دربي كل عدوٍ للتميز والإبداع، اللهم بلغنا رمضان، وارزقنا دومًا التميز والنجاح، واجعلنا من أهل الجنة والفلاح وارزقنا سعادة الدارين الدنيا والآخرة، وآخر دعوانا أن الحد لله رب العالمين، وكل عام وأنتم بخير.