كيف نسكت عن هذا العُهر...؟
حسن قاطرجي
من الظواهر الغريبة المُسِفَّة في بلاد العروبة والإسلام التي يتسع انتشارها عاماً بعد عام: ظاهرة صور النساء الفاضحة جداً وبعضها باللباس الداخلي فقط في بعض البلدان مثل لبنان وتونس وتركيا على اللوحات الإعلانية!!
وهي صور موجودة داخل المدن وتكثر جداً على امتداد الأوتسترادات الدَّوْلية؛ ففي لبنان مثلاً تكثر هذه الصور على طريق بيروت - طرابلس وبيروت - الجبل وبالعكس، وطريق بيروت - صيدا ذهاباً وإياباً..... وهكذا.
ولقد جرّبوا سابقاً - نعني شركات الإعلان التجارية ومَنْ وراءها من السياسيين ورجال الأعمال الداعمين لها أو الشركاء فيها - ردّة فعل الناس فكانت الأصوات المستنكرة قليلة جداً وباهتة جداً.
ولمّا وجدوا الأمر كذلك أغراهم بالإكثار منها والتصعيد من وتيرة قذارتها لتفوّر أكثر غرائز الشباب وتُفسد الرجال وتعبث بالنساء وتساهم في إشاعة العهر وقبول المنكر الفظيع، وللتأكيد على الصبغة الأجنبية لبلد عربي مع تشدّق الكل - كاذبين - بعروبة لبنان وانتمائه العربي!
فهل هذا العُهر من قِيَم المجتمع العربي؟ ثم ماذا يُراد بلبنان وللبنان؟ وأين موقف المسلمين جميعاً صفاً واحداً بعلمائهم ودعاتهم وقياداتهم وجمعياتهم من هذا المنكر المدمّر والعُهر المخرّب للأخلاق والثقافة والقِيَم بل أيضاً للأمن الاجتماعي والسياسي؟
ثم نسأل بعد ذلك لماذا تُهزم الأمة وتُداس كرامتها:
لولا ذنوبُ المسلمين وأنهم ركبوا الكبائر ما لهُنّ خفاءُ
ما كان يُنصر للحقارى فارس أبداً عليهم فالذنوبُ الداءُ
ألا نؤمن - نحن معشر المسلمين - أن من أعظم أسباب الدمار والبلاء: الفِسْق؟ ألم نسمع قول الله عز وجل: )ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمّرناها تدميراً(، )فأكثروا فيها الفساد فصبّ عليهم ربُّك سَوْط عذاب(؟
إذن لماذا السكوت عن هذا العُهر؟ وهل هو قضية مختلَف فيها حتى نضعها جانباً؟ وهل سائر قضايا السياسة والمجاملات مع الآخر غير المسلم في لبنان- مثلاً- ومع الزعماء السياسيين وأولويات همومهم السياسية أهم من أن نهبّ هبّة واحدة مستنكرين: غَيْرةً على قِيَمنا وحفاظاً على شبابنا وبناتنا وإرضاءً قبل كل شيء لربِّنا؟
اللهم آتنا من لدنك رحمة وهيّئ لنا من أمرنا رَشَداً