خواطر من الكون المجاور الخاطرة 41 .. الكون الروحي
في الخاطرة 36 والخاطرة 37 تكلمنا عن خرافة السفر عبر الزمن والتي ظهرت -حسب رأيي طبعا - نتيجة عملية تشويه مفهوم الزمن من قبل علماء الفيزياء ، ومن خلال بعض الردود والمناقشات صرح لي بعض القراء وخاصة أولئك الذين لهم ميول أدبية وفكرية وبعيدين عن العلوم الفيزيائية بأن مواضيع المقالتين كان ثقيلا قليلا ويحتاج إلى أمثلة توضيحية أكثر ، لهذا السبب ولسبب آخر أيضا وهو أن أحد القراء خريج علوم الفيزياء ،
لم يوافق على بعض معلومات المقالة - أو معظمها ربما - وأنا متأكد بأن الكثير من الفيزيائيين سيكون لهم نفس الرأي ،على الرغم من أنه يوجد الكثير من علماء الفيزياء يؤمنون بصحة فكرة تمدد الزمن ولكنهم يشاركوني الرأي بأن فكرة إمكانية السفر عبر الزمن هي فكرة غير واقعية ولا يمكن تطبيقها واقعيا لا في الحاضر ولا في المستقبل البعيد. لذلك أحببت أن أضع هذا التعليق ليأخذ القارئ فكرة عامة عن رأي الطرف اﻵخر الذين يؤمنون يؤمنون بصحة فكرة إمكانية السفر عبر الزمن، وفي اﻷسطر التالية أنقل لكم التعليق كما كتبه صاحبه :
" أشكرك على المقال وهذه الافكار
لكن..
فكرة أن المنطق الرياضي للقوانين الفيزياء وصعوبتها. وعدم فهم الناس لها وتحليلها لا يدل على سذاجة هذه القوانين أو خطأها ومن حيث أن العلماء يعتمدون على أرائهم ومصالحهم فهذا كلام خاطئ وغير صحيح، لأن أي نظرية أو فكرة أو بحث علمي معترف به لن ينشر للرأي العام أو يعتمد عليه قبل أن تطلع عليه هيئة علمية مرموقة ، يجب أن يكون أي بحث أو نظرية مدجج بالبراهين والأدلة قبل طرحه.ونيل الشهرة والمجد ليس غاية العلماء الذين يفكرون ويبحثون ويحللون ويدرسون وكل هذا التطور نتيجة لعلمهم وتفانيهم وإن السفر عبر الزمن ليس خرافة نتيجة للانحطاط الروحي! ولكن نتيجة لقوانين النسبية لاينشتاين وأثبتت التجارب الكثيرة حدوث السفر عبر الزمن وفكرة اينشتاين حول البعد الرابع لم تشوه فكرة الزمن بل كانت أقوى فكرة علمية في تاريخ البشرية، وما معنى أنها جردته من جانبه الروحي[ هل كان للزمن جانب روحي وجانب مادي..ما هذا الكلام!!!!؟؟؟!]وليست لأن شخصا لم يفهم هذه القوانين يستظيع أن يقول عنها هلوسة لأنك كما تقول أثبتت صحتها التجربة وهي الفيصل.وكلنا نؤمن بهذه النظريات أكثر من أي شيئ اخر.اسطورة زيوس هي اسطورة ها أنت تستخدم احساسك ورأيك [مع أنك اتهمت العلماء باستخدام رأيهم ] وتتبع هواك وتقول أن الاسطورة الاغريقية من الله وتفسرها على هواك وطبعا لا يوجد أي دليل على صحة كلامك..كيف نقتنع ان الاسطورة من عند الله وانها رموز الهية ولا نقتنع بالنظرية النسبية والثقب الاسود المدججة بالتجربة والبراهين الساحقة..كيف ذلك؟؟!! وكيف يمكن من خلال تفسيرك للاسطورة ان تدحض نظرية الزمن في الثقب الاسود ماهذا الاستنتاج الذي لا يهواه المنطق؟ وبما انك تنشر الافكار الروحية ولا تنشر الافكار العلمية المعترف بها..الانسان من قال لك انه كائن روحي؟ثم ما تعريفك للروح التي تتكلم عنها..وما هو اثبات وجودها ان كانت موجودة؟الروح حسب القران لا يعرفها الا خالقها..
ان ابتعدنا عن العلم سينتهي بنا المطاف الى مستنقع مليئ بالبعوض وستدمرنا البشرية آليا واني لا أرى انحطاطا الا روحيا واخلاقيا وعلميا الا عندنا في هذه الامة والدليل ما يحدث اليوم من سلفية ورجعية و... ويجب توعية الناس الى اهمية العلم وتقديس العلماء وليس الى غير ذلك.. لاننا عند دراسة هذا الكلام لن يفيدنا ولن يقدمنا ولن يطورنا
وشكرا لتقبل النقد.مع احترامي لكاتب المقال. "
"وأنا بدوري أشكره على إهتمامه وعلى هذا التعليق المفصل الذي يعبر عن رأي الكثير من المختصين بعلم الفيزياء ، والذي يعطيني الفرصة لتوضيح أشياء هامة عن الكون لم ينتبه إليها علماء الفيزياء . وأتمنى من اﻷخ صاحب التعليق ومن المختصين بعلم الفيزياء الذين لهم نفس الرأي أن يتقبلوا هم أيضا النقد ، فالله أنعم علينا قدرة ( المجادلة ) ليس بهدف اﻹنتصار على الطرف اﻵخر ولكن لكي يصل الجميع إلى الحقيقة ﻷنه بالوصول إلى الحقيقة يصل اﻹنسان إلى السعادة المطلقة.
وأعود إلى التنويه أن موضوع مقالاتي السابقة وأيضا مقالة اليوم هو إمكانية السفر عبر الزمن هل هي حقيقة أم خيال. ولكن حتى يتم توضيح هذه الفكرة يجب أولا توضيح بعض اﻷشياء. لذلك إسمحوا لي أن أبدأ بالرد على التعليق من الفقرة اﻷخيرة والتي تهتم بمفهوم الروح ومفهوم العلم وعلاقته بتخلف الدول إقتصاديا وعلميا وأخلاقيا.
أعتقد أن كاتب التعليق لم يقرأ من مقالاتي سوى المقالتين ( خرافة السفر عبر الزمن ومقالة تشويه الزمن ) ﻷن موضوع دراسة الروح وطريقة تعبيرها عن نفسها، تكلمت عنه في أكثر من مقالة. حيث ذكرت أن مقالاتي لا تبحث في الروح نفسها ﻷن الروح هي علم إلهي ، ولكنها تبحث في الشكل الذي تكونه الروح حولها لتظهر به ولتؤدي دورها الذي وجدت من أجله . فلا أحد رأى الله بعينيه ولكن جميع الذين يؤمنون به شعروا بوجوده ﻷنهم رأوا أعماله أو سمعوا عنها . فدرسوها ليفهموا مخططه في الحياة ،ودراسة المخطط اﻹلهي لا يعني دراسة الماهية اﻹلهية ، هكذا وعلى هذا المبدأ أحاول أن أبحث في التعبير الروحي في أشكال وسلوك اﻷشياء والكائنات الحية، وهكذا فعل أيضا مفكري العصور القديمة لذلك ظهرت الديانات والعقائد الفكرية التي جعلت من اﻹنسان يتكلم عن المبادئ السامية واﻷخلاق الحميدة والقيم اﻹنسانية والتي أدت إلى ظهور القوانين اﻹجتماعية لتحقق العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع ، وظهرت الديانات لتساعد في تحقيق هذه اﻷمور بشكل أفضل ولتخلق في نفس اﻹنسان نوع من التوازن الفكري والصفاء النفسي، ليسمح له السير في الطريق المستقيم ليضمن سعادته في الدنيا وفي اﻵخرة ، إن سلوك اﻹنسانية الذي سار على هذا المبدأ في جميع شعوب العالم على مر السنين هو أكبر دليل على أن اﻹنسان يحوي في داخله جزء من روح الله كما تذكر الكتب المقدسة لذلك اﻹنسان يعتبر كائن روحي يختلف عن جميع الكائنات الحية، ولهذا السبب فإن بقية الكائنات لم تبحث في فكرها عن وجود الله وعن العدالة والأخلاق الحميدة.
للأسف بسبب الخدعة الفكرية التي حصلت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كما ذكرت في الخاطرة 28 ( خدعة القرن 19 ) تحولت الفلسفة إلى مذهب مادي بحت مما أدى إلى إنحطاط العلوم اﻹنسانية الروحية (دين ،فن ،فلسفة. ..) والذي أعطى علماء الفيزياء الحق بمحاولة تفسير الظواهر الكونية فلسفيا ، وبفضل محاولتهم هذه تحول الكون كوجود روحي في فكر معظم الناس وخاصة المثقفين منهم إلى كون مادي خالي من الروح ، أنشتاين نفسه ساهم في هذه المحاولة ،وكانت النتيجة العامة لما حدث على جميع النشاطات الفكرية في المنتصف اﻷول من قرن العشرين اﻹنحطاط الروحي، وكانت نتيجة هذا اﻹنحطاط الروحي ولادة ظاهرة " الطفل المجرم "والتي يعاني منها جميع المجتمعات الغربية ،والتي وللأسف قبل سنوات قليلة وصلت أيضا إلى مصر ودول عربية أخرى وذلك بسبب نقل الفكر الغربي المادي إلى المجتعات العربية ، هذه الظاهرة التي لم يعرفها التاريخ نهائيا سوى في عصرنا الحاضر، وبسبب المنطق المادي الذي سيطر على المنهج العلمي الحديث ، منع المفكرين فهم البعد الحقيقي لهذه الظاهرة. والتي معناها أن العلماء العصر الحديث هم أنفسهم يدفعون اﻹنسانية إلى طريق اﻹنتحار. فسلوك اﻷطفال ليس إلا مرآة تعكس طبيعة فكر كبار علماء المجتمع.
ليس من الصدفة أن أنشتاين الذي يعتبر أذكى رجل في العصر الحديث هو من حرض الرئيس اﻷمريكي روزفلت على صناعة القنبلة الذرية، والتي راح ضحيتها مئات اﻵلاف من اﻷبرياء في هيروشيما وناكزاكي. وليس من الصدفة أن أنشتاين نفسه الذي في بداية حياته كان يتكلم عن الله في آراءه العلمية ، تحول في آخر حياته إلى إنسان يسخر من قصص اﻷنبياء المذكورة في الكتب المقدسة. حيث ذكر في رسالته لصديقه الفيلسوف اليهودي إريك جوتكيند " كلمة الله هي بالنسبة لي ليس أكثر من تعبير ومنتج للضعف البشري. الكتاب المقدس عبارة عن مجموعة من اﻷساطير البلهاء والتي لا تزال بدائية ومع ذلك فهي جميلة وصبيانية" ، تصوروا أن أذكى رجل في العصر الحديث والذي على نظرياته وآرائه يتم تفسير الظواهر الكونية، لم يفهم بأن قصص اﻷنبياء ليست إلا قصصا رمزية تفسر لنا تطور الروح سواء في الكون أو على سطح اﻷرض ، ولم يفهم أيضا أن اﻷساطير هي رمزية أيضا لها دور في مساعدة قصص الكتب المقدسة ليستطيع اﻹنسان من خلالها أن يفهم سبب وجوده والهدف الحقيقي من هذا الوجود . وللأسف كانت نتيجة هذا العمى الروحي في المنهج العلمي الحديث في البحث أن تسطر كتب التاريخ هذه العبارة التي يؤمن الجميع بصحتها ولا يستطيع أحد إنكارها (لم يعرف التاريخ وحشية أكثر من وحشية إنسان القرن العشرين ). ﻷن الله لم يعد له وجود في فكر كبار علماء هذا العصر.
آخر اﻹحصائيات تذكر أن شعوب الدول الغربية (المتقدمة علميا ) والتي تمثل 20 % من سكان العام تستهلك 80% من خيرات الكرة اﻷرضية ، وبقية شعوب العالم الذين يمثلون 80% يستهلكون فقط 20% منه هذه الخيرات.لذلك كانت نسبة الوفيات واﻷمراض فيها عالية جدا. اﻹنسان الغربي ينفق على كلبه ما يكفي ﻹطعام عائلة كاملة من عائلات أفريقيا. الجوع كافر كما يقولون ،وعندما يسيطر الجوع والفقر وسوء الحالة الصحية عندها تموت العاطفة داخل اﻹنسان ومعها تموت القيم السامية وتظهر بدلا منها غريزة البقاء ، وعندما تسيطر هذه الغريزة الحيوانية على اﻹنسان يخسر اﻹنسان إنسانيته ويتحول إلى إنسان وحش ، معظم الدول التي تعاني من مشاكل إنسانية وتخلف، زعمائها درسوا في دول غربية ، ومعظم قادة المنظمات اﻹسلامية اﻹرهابية عاشوا ودرسوا في دول غربية. شعوب الدول الغربية هي أكثر الشعوب التي تعاني من العمى الروحي و هي نفسها سبب تخلف أكثر من50 % من شعوب العالم لتضمن لنفسها تحقيق مصالحها. هذه هي النتائج الحقيقية لهذا المنهج العلمي المادي الذي تسير عليه عقول علماء الغرب.
ما يحصل في الدول العالم من فساد ودمار وانهيار أخلاقي وإقتصادي وحروب أهلية سببه المنهج العلمي الحديث، فجميع الكتب التي تدرس اليوم في جميع مدارس وجامعات العالم حتى الكتب الدينية كما تم كتابتها من علماء الدين اليوم ، هي كتب خالية من نور الله لذلك من الطبيعي أن تسير المجتمعات بإستمرار من السيء إلى اﻷسوأ ، فاﻹنسانية اليوم تعيش في حالة مشابهة تماما لتلك الحالة التي عاشتها العائلة الحاكمة الروسية رومانوف التي كانت تحكم روسيا قبل الثورة البلشفية 1917 ، حيث مرض إبنهم اليكسي بمرض الناعور جعل العائلة الحاكمة ترحب بالراهب المزيف غريغوري راسبوتين ( راسبوتين تعني قذر في اللغة الروسية )، ﻷنه كان الوحيد الذي يستطيع السيطرة على مرض اليكسي وريث العرش ،ورغم أن راسبوتين كان معروفا عنه بأنه فاسق منافق سكير ، شهواني يغتصب النساء، ومع ذلك ظلت العائلة الحاكمة محتفظة به لحماية وريث العرش من مرض الناعور ، فكانت النتيجة فساد الحكم بأكمله وقيام الثورة البلشفية حيث تم إعدام وريث العرش وعائلة رومانوف بأكملها ، راسبوتين هنا هو رمز المنهج العلمي الحديث تماما فقد أدى إلى فساد الإنسانية في معظم المجالات ، فمعظم العلماء اليوم لا يؤمنون بوجود الله وعدد الملحدين يتزايد بإستمرار، حيث أن غياب اﻹحساس بوجود الله أدى إلى تقوية الغرائز على حساب العواطف ومعه إزداد حب الذات فازداد معه حب المال والشهوات ، والذي أدى بدوره إلى إنتشار الفساد اﻷخلاقي والفساد اﻹقتصادي لتصل اﻹنسانية إلى طريق مسدود ﻷنها وصلت إلى القاع، فولادة ظاهرة ( الطفل المجرم ) في عصرنا الحاضر يعني أن اﻹنسانية وصلت إلى أسفل السافلين. ومع أن الجميع يرى هذه النتائج السلبية للمنهج العلمي الحديث ورغم ذلك يحاولون الدفاع عنه وإثباتاتهم حسب رأيهم علمية ورياضية فهو يقدم لنا الهاتف الخلوي وتلفزيون البلازما واﻹنترنت والمركبات الفضائية لتهبط على سطح كوكب المريخ ، وغيرها من اﻹختراعات الحديثة التي تفيدنا في حياتنا اليومية وتحقق حاجاتنا المادية، ولكن حاجاتنا المادية فقط أما عن حاجاتنا الروحية فالمنهج العلمي الحديث لا يعلم عنها شيئا. ما قيمة إنسان له جسم سليم وقوي جدا وعقل ذكي جدا ولكن يستخدم قوته الجسدية وذكائه الحاد في اﻹجرام ؟ هكذا هو تماما عصرنا الحاضر.
اما بالنسبة للأساطير وعلاقتها بقصص الكتب المقدسة ، سأذكر في اﻷسطر التالية مثال بشكل مختصر عن الحكمة اﻹلهية في تصميم المجموعة الشمسية، وما يهمنا هو فقط العمليات الرياضية، ﻷن شرحه وطريقة الحصول عليه تم بواسطة دمج المعطيات الموجودة في الكتب المقدسة واﻵساطير مع معلومات علمية من مختلف العلوم من زوايا نظر عديدة لتحقق قانون اﻹنسجام الكامل، عملية التوافق بين المعلومات برؤية شاملة هي عملية معقدة أكثر بكثير من تلك العمليات الرياضية الفيزيائية التي يقوم بها العلماء ليقنعنا أحدهم على أنه هناك 6 أكوان متوازية ،وآخر بأن اﻷكون هي 21 كون ،وعالم آخر يحسب حساباته ويصر على أنه يوجد 11 كون فقط ، وآخر بأنه يوجد ثقوب دودية إذا إخترقناه نخرج إلى زمن آخر، وعالم آخر بأنه يقترح وجود خيوط كونية إذا طويناها وتم إلتقاء نقطتين منه، النقطة اﻷولى مثلا 2015 واﻷخرى 2650 قبل الميلاد فإننا نستطيع السفر عبر الزمن إلى الماضي من عام 2015 إلى 2650 قبل الميلاد بشكل فجائي وبفترة زمنية ضئيلة جدا. حيث جميع هذه اﻵراء تعتمد على هذه الطريقة دون أن يؤيدها أي علم آخر ودون أن يكون هناك أي إثبات شبه ملموس على صحة جميع تلك العمليات الرياضية ، بحيث يمكن لها إقناع ليس علماء العلوم اﻵخرى ولكن على أقل إقناع بقية علماء الفيزياء ، لذلك نجد أن أكثر من 50% من علماء الفيزياء هم أنفسهم يرفضون آراء زملائهم و يعتبروها خيالية لا مكان لها في الواقع.
الكتب المقدسة تذكر شخصيات قصة خلق اﻹنسان بهذا التسلسل " آدم، حواء ، الشيطان ، قابيل ، هابيل " واﻷساطير اﻹغريقية وضعت أسماء اﻵلهة على الكواكب اﻷولى بهذا التسلسل " كوكب اﻷول عطارد (هيرميس إله الرسول)، كوكب الزهرة (أفروديت إلهة الحب)، كوكب اﻷرض ، كوكب المريخ (آريس إله الحرب )" هنا نجد أن توافق بين وظيفة كل إله (الصورة)، مع شخصيات قصة الخلق كما يلي :
- كوكب عطارد إله هيرميس ( يمثل آدم الذي نفخ الله فيه من روحه ، فأصبح صلة الوصل - رسول - بين الناس والله )
- كوكب الزهرة إلهة الحب أفروديت ( يمثل حواء التي غواها الشيطان لتعمل الفحشاء مع آدم والتي سببت طرد اﻹنسان من الجنة )
- كوكب اﻷرض مكان طرد اﻹنسان ( يمثل الشيطان الذي أخرج اﻹنسان من الجنة )
- كوكب المريخ إله الحرب والقتل آريس ( يمثل قابيل الذي قتل آخاه هابيل ،أول قاتل في البشرية)
- حزام الكويكبات والذي يعتقد بأنه كان كوكبا ولكنه تحطم وتحول إلى ملايين القطع المتناثرة (هابيل الذي قتله أخاه)
من توافق الرموز بين إسطورة الكواكب وقصة خلق اﻹنسان نحصل على معلومة وهي أن السبب الحقيقي لطرد اﻹنسان من الجنة كان إرتكاب الفحشاء ( الزنى ) لذلك الحكمة اﻹلهية في تصميم القرآن وضعت بداية سورة النور اﻵية التي تقول ( الزانية والزاني.... ) وفي اﻵية 41 تذكر ( ألم ترى أن الله يسبح له من في السموات واﻷرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون ) الطيور هي الكائنات الحية التي إستطاعت اﻹنتصار على الجاذبية اﻷرضية لتحلق في السماء وهي رمز المقدرة على الهروب من أرض الشيطان والعودة إلى وطن اﻷم وهو الجنة.
كما ذكرنا في الخاطرة 35 ( الرمز اﻹلهي) رمز روح الله التي نفخها في آدم هو ( \/ ا ) ومع خلق حواء من آدم إنقسم الرمز إلى قسمين حيث أصبح رمز روح آدم هو ( ا ) ورمز روح حواء هو (\/ ) . لنطبق هذه الرموز كأشكال هندسية على مدة دوران الكواكب حول الشمس.
- الكوكب اﻷول عطارد يمثل آدم الذي يحمل الرمز ( ا ) حيث أن رمزه هذا يشكل خطا واحدا شاقوليا ولما كان الزمن الذي يستغرقه هذا الكوكب للدوران حول الشمس دورة كاملة هو (88) يوما ،فإن هذا يعني أن رمز آدم هو خط شاقولي طوله 88
- الكوكب الثاني الزهرة يرمز إلى حواء ويأخذ الشكل ( \/ ) وهذا الشكل مؤلف من خطين يتحدان في القمة وكل خط له نصف الطول وهو يمثل الفترة الزمنية التي يحتاجها كوكب الزهرة ليدور دورة كاملة حول الشمس والتي تعادل 225 يوما .أي أن طول الخط الواحد هو نصف المدة الزمنية أي 112،5
إذا أنشأنا اﻵن مثلثا متساوي الساقين طول كل ساق فيه 112،5 وإرتفاعه 88 فإن طول قاعدته هو 140 (الصورة) وإذا حسبنا مجموع اﻷضلاع وجدنا أنه يعادل 365 وهو عدد اﻷيام التي يحتاجها الكوكب الثالث ( اﻷرض ) ليدور مرة واحدة حول الشمس، وهذا يعني أن الكوكب الثالث واقع تحت سيطرة كوكبي عطارد والزهرة اللذين يشكلان معا الرمز ( \/ ا ) والذي يعني روح الله .
لننتقل اﻵن إلى كوكب المريخ الذي يمثل قابيل والذي يعتبر ثمرة خطيئة حواء ، هنا يجب تحويل رمز حواء (\/ ) إلى رمز يعبر عن إرتكاب الفاحشة فيصبح له شكل خط أفقي واحد طوله 225 وهو -كما ذكرنا - فترة دوران الزهرة حول الشمس ، وإذا أنشأنا مثلثا قاعدته طولها 225 وإرتفاعه 88 فإن طول ساق هذا المثلث هو 143 (الصورة ) ولنفهم معنى هذا المثلث علينا اﻹشارة إلى العلاقة في العمليات الحسابية في رقم ترتيب الكواكب المراد الحديث عنها. عطارد هو الكوكب اﻷول ،لذا كان رمزه مؤلف من خط واحد ( ا ) ، الثاني هو كوكب الزهرة رمزه مؤلف من خطين ( \/ )، الكوكب الثالث هو اﻷرض وحساب أيام حصل من ثلاثة خطوط Δ ، الكوكب الرابع لا بد أن يتألف من أربعة خطوط ، وهذا يعني أنه يجب إضافة خط الرابع وهو اﻹرتفاع 88 إلى أضلاع المثلث الذي أنشأناه قبل قليل ، إذا حسبنا مجموع أطوال أضلاع المثلث وإرتفاعه وجدناه يعادل 599 ، هذا الرقم محسوب على نموذج المقياس المتبع في الكتب المقدسة أي بمقياس الذراع الملكي ، فإذا حولناه إلى مقياس ذراع عادي، فإن 599 ذراعا ملكي تعادل 687 ذراعا عاديا، حيث الرقم 687 هو عدد اﻷيام التي يحتاجها الكوكب الرابع المريخ ليدور دورة كامل حول الشمس.
إن هذا التحويل من ذراع ملكي إلى عادي لم يحدث صدفة ،لكنه يفسر لنا أمرا آخر : إذا إعتبرنا هذا المثلث كمثلثين أي قسمناه إلى قسمين ( كما في الصورة ) فإن حاصل مجموع أضلاع المثلثين معا هو 687 ، وهو عدد اﻷيام التي يحتاجها كوكب المريخ ليدور دورة كاملة حول الشمس ولكن هنا بدون تحويل من ذراع ملكي إلى ذراع عادي، ولكن عدد الخطوط المستخدمة هنا ﻹخراج هذه القيمة هو ستة خطوط لا أربعة العدد الذي يمثل رقم ترتيب هذا الكوكب كما هو حاصل مع كل كوكب آخر.
إن إستخدام ستة خطوط لاستخراج قيمة الزمن الذي يحتاجه كوكب المريخ لدورة كاملة حول الشمس ، يعني أن ترتيب هذا الكوكب هو السادس وليس الرابع كما يعتقد علماء الفلك ،ويعني أيضا أن ثمة كوكبين آخرين قبل كوكب المريخ (الصورة ). القرآن الكريم يدخل في حسابه هذين الكوكبين في اﻷية 4 من سورة يوسف ( إني رأيت أحد عشر كوكبا)..وهذا هو عدد الكواكب وليس ثمانية كواكب كما يعتقد علماء الفلك.
هناك إثباتات رياضية أخرى تؤكد على أن كوكب المريخ في بداية تشكل المجموعة الشمسية كان الكوكب السادس وليس الرابع. وأن مكان تواجد الكواكب ليس صدفة ولكن جميعها يعتمد رمز روح الله ( \/ ا ) كما حصل في كوكب اﻷرض والمريخ ، وأن التصميم الهندسي للمجموعة الشمسية فيه حكمة إلهية تشرح لنا من خلالها فلسفة تكوين جسم اﻹنسان ، وهذا يعني أن علماء الفلك مع جميع حساباتهم الرياضية التي نتجت عنها النظرية السائدة لنشوء المجموعة الشمسية ، هي من محض الخيال لذلك نجد أن هذه النظرية عاجزة عن تفسير الكثير من الظواهر وهذا ما دفع الكثير من علماء الفلك الشك بصحتها فذهبوا يبحثوا عن نظرية أخرى أقوى تستطيع تفسير جميع الظواهر. فظهرت عدة نظريات ولكنها جميعها تعاني من نقاط ضعف كثيرة.
كل معلومات العلماء عن المجموعة الشمسية وعن المجرات والكون هي معلومات مادية هامة ولكنها سطحية، أما عن المضمون فهم لا يعلمون شيئا فالكون الذي خلقه الله يختلف نهائيا عن تصورات إنشتاين وستيفن هوبكنج الذي ظن نفسه يعلم كل شيء فخرج بنظريته ( ولادة الكون وتطوره لا يحتاج إلى خالق).
اﻷرقام هي لغة قائمة بذاتها ويمكن إستخدامها في جهتين، جهة توضح عظمة الحكمة اﻹلهية في خلق اﻷشياء ليفهم اﻹنسان سبب وجوده وهدف تطوره ،ولكن يمكن أيضا إستخدامها في جهة أخرى هدفها تشويه هذه الحكمة ، لتجعل فكر اﻹنسان يعيش في عشوائية تامة (قانون اﻹنتروبيا الذي يعتقد ستيفن هوبكنج بأنه سبب تطور الكون ) ليسقط في اﻹنحطاط والفساد لتصل اﻷمور إلى دفع طفل إلى إرتكاب جريمة ، لذلك نجد سورة المطففين في اﻷية 9 تذكر ( كتاب مرقوم ) ليصف بها كتب الدجالين الذين يستخدمون اﻷرقام في عملياتهم الرياضية ليثبتوا صحة أفكارهم الخرافية التي هدفها تشويه تركيب الكون لتخرج منها فكرة عدم وجود الله ،وللأسف بعض علماء العصر الحديث ينتمون إلى هذه الفئة من المطففين، واﻵية 20 ( كتاب مرقوم ) ليصف بها كتب الأبرار الذين يستخدمون اﻷرقام في عملياتهم الرياضية لتفسير الظواهر لفهم الحكمة اﻹلهية في خلق وتطور اﻷشياء واﻷحداث.
النتيجة هي أكبر إثبات علمي ، من ينظر إلى حالة اﻹنسانية التي وصلت إليها اليوم يتأكد تماما بأن المنهج العلمي الحديث يعاني من نقاط ضعف كثيرة جدا. في مقالاتي السابقة ذكرت مرات عديدة بأن سبب اﻹنحطاط الروحي في عصرنا الحاضر هم علماء الدين والفلسفة والفن لأنهم لايقومون بدورهم في التنمية الروحية للمجتمع ، وذكرت أيضا أن علماء العلوم المادية (طب كيمياء فيزياء ،هندسة..، )هم فقط من يقومون بواجباتهم على أكمل وجه. لذلك نجد التقدم التكنولوجي يقفز قفزات واسعة لتحقيق حاجات اﻹنسان المادية . ولكن محاولة بعض هؤلاء العلماء ، علماء العلوم المادية في القيام بدور الفيلسوف ليفسر الظواهر الكونية فلسفيا على قاعدة مادية دون أن يكون لديه أبحاث وثقافة دينية وفنية وفلسفية ، سلوكه هذا زاد الطينة بلة وجعل من اﻹنحطاط الروحي يأخذ شكل آخر أخطر بكثير.
إن شاءالله في الأسبوع القادم سنعرض القسم الثاني من مقالة الكون الروحي وسنذكر فيها بعض اراء الفيزيائيين والتي ساهمت في تشويه الكون وتشويه مفهوم الزمن.
ملاحظة : مقياس الزراع الملكي والزراع العادي هي مقاييس تستخدمها الكتب المقدسة حيث النسبة بينهما تعادل 1،146، لمزيد من التفصيل في الرموز المستخدمة في المقالة يرجى العودة لكتاب "الرموز واﻷرقام في الفكر اﻹلهي " لنفس الكاتب ، ويمكن تحميله مجانا من الموقع نفسه.
وسوم: العدد 623