فقراءٌ أثرياء

الفقر داءٌ بغيض.. ولِقلةِ ذات اليد مرارة ما بعدها مرارة يتجرعها كل مُفلسٍ فقير، يرى غيره يتقلّب بوافر النِعم بينما هو يتذوق مرارة التقشف والعوز.. وحُق للفقير أن يرى نفسه أشد أهل الأرض بؤسًا وشقاءً إن قاس الأمور بميزان المادة البحتة، وقيّمها من زاوية واحدةٍ ضيقة.

أما إن أمعن فقير المال النظر بممتلكاته، وألقى عليها نظرة شاملة من جميع جوانبها فسوف يكتشف أنه من طبقة الأثرياء، فالصحة والعافية والذكاء، والأمن والأمان نِعمٌ لا تقدر بثمن.. فكم من مريضٍ افتقر للصحة وكم من خائفٍ افتقر للأمان، وكم من ضالٍ افتقر للهداية.

وإن أحسن فقير المال تثمين نعمة "الحرية" بمفردها فسوف يجد نفسه فاحش الثراء...!

فكم من أسير يطوق لاستنشاق نسمات الحرية وعبيرها الأخاذ..

وسوم: العدد 626