خواطر من الكون المجاور الخاطرة 46.. حقيقة الوجود

 ﻷكتب خاطرة هذا اﻷسبوع وبدأت أبحث في مستودع عقلي عن المواضيع الشبه جاهزة للنشر، وكان أول موضوع خطر في ذهني موضوع يبحث عن الفرق بين نوعية ذكاء أنشتاين وذكاء غاندي، وبدأت في فكري أحلل عناصر هذا الموضوع وأرتبها بالشكل المناسب لكتابتها على شاشة الحاسوب ، لكني رأيت بأنه موضوع طويل ويحتاج دقة في التفاصيل ليحقق هدف نشره فالهدف اﻷول ليس تحقيق نشر مقالة في كل اسبوع ولكن طرح فكرة تساهم في حل مشكلة من مشاكل العصر ، 

ولكن للأسف لم يكن لدي الوقت الكافي لتحقيق هذا الغرض في هذه المقالة لنشرها بالشكل المناسب. فذهبت أبحث عن موضوع آخر، ففكرت ان أكتب عن حادثة حصلت معي في بداية وجودي في اليونان ،تظهر تأثير موضة تربية الكلاب الصغيرة في المنازل على حرمان اﻷطفال من المحبة وإهتمام اﻵخرين بهم ،هذه الموضة السخيفة التي بدأت في تدمير العلاقات اﻹنسانية في المجتمعات الغربية ، واﻵن راحت تنتقل إلى المجتمعات الشرقية وكأنها رمز من رموز التقدم الحضاري. ولكن أيضا عندما بدأت في تحليل عناصر وفقرات هذا الموضوع وجدت أنه بحاجة إلى سرد أدبي وصياغة مناسبة فهنا نتكلم عن روح طفل يرى الكلب الصغير يسرق منه محبة اﻵخرين ،ولابد من وصف عاطفي دقيق وبطريقة تستطيع الوصول إلى نفوس القراء ليشعر كل واحد منهم ما تعانيه روح هؤلاء اﻷطفال.وبعد تفكير في الموضوع وجدت أيضا أن الوقت غير كافي لكتابة هذا الموضوع بالشكل المناسب لتحقيق الغرض من نشره.

بعد إلغاء موضوع حادثة " الطفل والكلب " خطر على بالي أن أكتب عن موضوع فيزيائي يشرح طبيعة علاقة المادة والفراغ وأن الكون بأكمله ليس إلا فراغا يمكن تجميعه في ثقب أصغر من ثقب اﻹبرة ، فمثل هذه المواضيع لا تحتاج إلى صياغة أدبية ولكن سرد مادي بسيط ، وبعد تحليل عناصر الموضوع وترتيب فقراته وجدت أنه أيضا يحتاج إلى شرح طويل فالمواضيع الفيزيائية بشكل عام تعتبر لمعظم القراء مواضيع جافة وثقيلة نوعا ما لذلك لا بد من من إختيار أسلوب معين يضمن جذب إهتمام أكبر عدد من القراء ليحقق غرض نشر هذا الموضوع. وبعد التفكير في الموضوع رأيت أنه من اﻷفضل تأجيله إلى أسبوع آخر.

مواضيع عديدة مرت في عقلي ولكن تم رفضها بسبب ضيق الوقت ، في تلك اللحظات خطر على بالي أن أكتب جملة واحدة تقول " بسبب بعض الظروف الطارئة نعتذر عن نشر خاطرة جديدة لهذا اﻷسبوع " ولكن قبل أن أكتب هذه الجملة تذكرت فكرة خطرت على بالي عندما كنت طالبا في الصف البكلوريا ، حيث قرأت قول مشهور من أقوال الفيلسوف ديكارت " أنا أفكر ،إذن أنا موجود " حينها فكرت أن علماء ومفكرين وفناني العصر الحديث جميعهم يفكرون وجميع أفكارهم تكتب في الكتب المدرسية والمجلات والجرائد، وبدلا من أن تساهم هذه اﻷفكار في حل المشاكل التي تعاني منها اﻹنسانية نراها تسير من السيء إلى الأسوأ. ..حروب طائفية وأهلية تحصل في أكثر مناطق العالم. ...أزمات إقتصادية تجتاح اكثر بلدان العالم. ..كوارث طبيعية. ..حر شديد. ..فيضانات. .....

وهب الله اﻹنسان العقل ليستطيع التفكير في تأمين حاجاته الروحية والجسدية ، ولكن للأسف علماء اليوم يفكرون ولكن أفكارهم لا تقود إلى نتائج إيجابية ،وبناء على قاعدة الفيلسوف ديكارت ، فعلماء اليوم يفكرون ولكن أفكارهم بلا فائدة ، وهذا يعني أن وجودهم أيضا بلا فائدة . ..وهذا يعني أن علماء العصر يفكرون ولكنهم في الحقيقة غير موجودين.

في هذه الظروف القاسية التي تعيشها اﻹنسانية اليوم لا نستطيع أن نقول سوى " إلهي زدنا علما من علمك ونورا من نورك. لعلنا نستطيع الخروج من ظلمات أفكار علماء العصر الحديث "

 

خواطر من الكون المجاور الخاطرة 46.. حقيقة الوجود

ز.سانا
جلست ﻷكتب خاطرة هذا اﻷسبوع وبدأت أبحث في مستودع عقلي عن المواضيع الشبه جاهزة للنشر، وكان أول موضوع خطر في ذهني موضوع يبحث عن الفرق بين نوعية ذكاء أنشتاين وذكاء غاندي، وبدأت في فكري أحلل عناصر هذا الموضوع وأرتبها بالشكل المناسب لكتابتها على شاشة الحاسوب ، لكني رأيت بأنه موضوع طويل ويحتاج دقة في التفاصيل ليحقق هدف نشره فالهدف اﻷول ليس تحقيق نشر مقالة في كل اسبوع ولكن طرح فكرة تساهم في حل مشكلة من مشاكل العصر ، 
ولكن للأسف لم يكن لدي الوقت الكافي لتحقيق هذا الغرض في هذه المقالة لنشرها بالشكل المناسب. فذهبت أبحث عن موضوع آخر، ففكرت ان أكتب عن حادثة حصلت معي في بداية وجودي في اليونان ،تظهر تأثير موضة تربية الكلاب الصغيرة في المنازل على حرمان اﻷطفال من المحبة وإهتمام اﻵخرين بهم ،هذه الموضة السخيفة التي بدأت في تدمير العلاقات اﻹنسانية في المجتمعات الغربية ، واﻵن راحت تنتقل إلى المجتمعات الشرقية وكأنها رمز من رموز التقدم الحضاري. ولكن أيضا عندما بدأت في تحليل عناصر وفقرات هذا الموضوع وجدت أنه بحاجة إلى سرد أدبي وصياغة مناسبة فهنا نتكلم عن روح طفل يرى الكلب الصغير يسرق منه محبة اﻵخرين ،ولابد من وصف عاطفي دقيق وبطريقة تستطيع الوصول إلى نفوس القراء ليشعر كل واحد منهم ما تعانيه روح هؤلاء اﻷطفال.وبعد تفكير في الموضوع وجدت أيضا أن الوقت غير كافي لكتابة هذا الموضوع بالشكل المناسب لتحقيق الغرض من نشره.
بعد إلغاء موضوع حادثة " الطفل والكلب " خطر على بالي أن أكتب عن موضوع فيزيائي يشرح طبيعة علاقة المادة والفراغ وأن الكون بأكمله ليس إلا فراغا يمكن تجميعه في ثقب أصغر من ثقب اﻹبرة ، فمثل هذه المواضيع لا تحتاج إلى صياغة أدبية ولكن سرد مادي بسيط ، وبعد تحليل عناصر الموضوع وترتيب فقراته وجدت أنه أيضا يحتاج إلى شرح طويل فالمواضيع الفيزيائية بشكل عام تعتبر لمعظم القراء مواضيع جافة وثقيلة نوعا ما لذلك لا بد من من إختيار أسلوب معين يضمن جذب إهتمام أكبر عدد من القراء ليحقق غرض نشر هذا الموضوع. وبعد التفكير في الموضوع رأيت أنه من اﻷفضل تأجيله إلى أسبوع آخر.
مواضيع عديدة مرت في عقلي ولكن تم رفضها بسبب ضيق الوقت ، في تلك اللحظات خطر على بالي أن أكتب جملة واحدة تقول " بسبب بعض الظروف الطارئة نعتذر عن نشر خاطرة جديدة لهذا اﻷسبوع " ولكن قبل أن أكتب هذه الجملة تذكرت فكرة خطرت على بالي عندما كنت طالبا في الصف البكلوريا ، حيث قرأت قول مشهور من أقوال الفيلسوف ديكارت " أنا أفكر ،إذن أنا موجود " حينها فكرت أن علماء ومفكرين وفناني العصر الحديث جميعهم يفكرون وجميع أفكارهم تكتب في الكتب المدرسية والمجلات والجرائد، وبدلا من أن تساهم هذه اﻷفكار في حل المشاكل التي تعاني منها اﻹنسانية نراها تسير من السيء إلى الأسوأ. ..حروب طائفية وأهلية تحصل في أكثر مناطق العالم. ...أزمات إقتصادية تجتاح اكثر بلدان العالم. ..كوارث طبيعية. ..حر شديد. ..فيضانات. .....
وهب الله اﻹنسان العقل ليستطيع التفكير في تأمين حاجاته الروحية والجسدية ، ولكن للأسف علماء اليوم يفكرون ولكن أفكارهم لا تقود إلى نتائج إيجابية ،وبناء على قاعدة الفيلسوف ديكارت ، فعلماء اليوم يفكرون ولكن أفكارهم بلا فائدة ، وهذا يعني أن وجودهم أيضا بلا فائدة . ..وهذا يعني أن علماء العصر يفكرون ولكنهم في الحقيقة غير موجودين.
في هذه الظروف القاسية التي تعيشها اﻹنسانية اليوم لا نستطيع أن نقول سوى " إلهي زدنا علما من علمك ونورا من نورك. لعلنا نستطيع الخروج من ظلمات أفكار علماء العصر الحديث "

وسوم: العدد 629