خواطر من الكون المجاور الخاطرة 59 .. القرين بين الحقيقة والدجل
اﻵية القرآنية تذكر ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ) والحديث الشريف يذكر أيضا ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن". قالوا : وأياك ؟ يارسول الله قال : "وإياي. إلا إن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير "
العديد من الناس عندما يسمع مناقشة عن موضوع ( القرين ) في التلفزيون أو الصحف يحاول مباشرة التهرب من سماع أي شيء عن مثل هذا الموضوع والسبب هو أن هذا الموضوع يتهيئ للعديد من الناس أنه له علاقة بالجن والشياطين واﻷرواح الشريرة ، والخوض في مثل هذه المواضيع يعتبر بالنسبة لهم الدخول في عالم خيالي مرعب قد يسبب لهم نوع من الخوف يجعلهم في الليل بعد إطفاء النور وحلول الظلام أن يشعروا بنوع من التخيلات الغريبة تجعلهم لا يستطيعون النوم عادة لليالي عديدة بعد سماع مثل هذه المواضيع ، وللأسف هناك بعض الدجالين والمشعوذين يستخدمون موضوع ( القرين ) بشكل مشوه كنوع من السلوك السادي ( حب تعذيب اﻵخرين ) بهدف تخويف الناس وذلك عن طريق وضعهم في عالم خيالي تسكنه اﻷشباح والجن والشياطين.
فبالرغم من تقدم العلوم في عصرنا الحديث ولكن لم يأخذ موضوع ( القرين ) مكانا هاما في البحث العلمي ليأخذ مفهومه الحقيقي، فعصرنا للأسف يعاني من إنفصال العلوم المادية عن العلوم الروحية ، لذلك نجد أن علماء العلوم المادية لا يؤمنون بوجود ما يسمى القرين ،فهم يعتبرون ان اﻹنسان أصله قرد لذلك فجميع ابحاثهم بشكل عام تستند على هذه القاعدة ، فحسب علم النفس والطب النفسي موضوع القرين يعتبر من المواضيع الميتافيزيقية ( ماوراء الطبيعة ) وحسب رأيهم هذه العلوم هي نوع من الخرافات ، فاﻹنسان بالنسبة لهم هو جسد وعقل لا أكثر ولا أقل ، والمشكلة أيضا بالنسبة للعلوم الروحية فهي تبحث في موضوع (القرين ) بشكل خيالي أو ديني فيذهب كل عالم ويفسر اﻷمر على هواه دون أي قاعدة علمية ملموسة تعطي الموضوع حقه من جميع أبعاده.
لذلك كان من الطبيعي نتيجة إنفصال العلوم الروحية عن العلوم المادية ان يسمح للدجالين والمشعوذين أن يستخدموا هذا الموضوع بالطريقة التي تناسبهم لتحقيق مصالحهم سواء كانت هذه المصالح ، مصالح مادية أو فقط كنوع من تحقيق إشباع سلوكهم السادي عن طريق خلق مناخ نفسي مخيف حول اﻵخرين ، ، وأفضل مثال على ذلك هو ما رأيته في فيديو يوتيوب في الإنترنت ، حيث أحدهم يشرح طريقة - حسب رأيه -يمكن بها لكل شخص أن يرى صورة أو شكل قرينه ، فيقول انه يمكن ذلك عن طريق النظر في المرآة بتركيز كامل على الوجه لمدة لا تقل عن خمسة عشر دقيقة وعندها شيئا فشيئ سيرى أن ملامح وجهه بدأت تتغير وتظهر بالتدريج صورة قرينه في المرآة.
صاحب هذا الفيديو الذي وضعه في اﻹنترنت والذي يعلم تماما بأن هناك أناس بسطاء وربما أيضا أطفال لديهم الفضول ليعيشوا ولو للحظات في هذا العالم الخيالي المرعب ،صاحب الفيديو هذا هو من أولئك الذين يشوهون الآيات القرآنية واﻷحاديث الشريفة فقط من أجل إشباع أهوائهم السادية ، فهذه الطريقة هي نوع من الخداع والتي تطبيقها قد يؤدي بالبعض الى العيش في عالم خيالي مرعب يطرد النعاس عن أعينهم لأيام عدة فتجعلهم يعيشون في حالة نفسية قلقة قد تدفعهم في بعص اﻷحيان إلى إنهيار عصبي بسبب القلق وقلة النوم ، فما سيحدث في الحقيقة عند تطبيق هذه الطريقة ليس رؤية اﻹنسان لقرينه في المرآة ولكن رؤية وجهه هو نفسه بأشكال مخيفة ، وهذا يحدث نتيجة اﻹرهاق البصري لا أقل ولا أكثر وذلك بسبب طول المدة الزمنية التي يتم فيها النظر إلى منطقة محددة ، فاﻹنسان مثلا إذا نظر إلى صفحة بيضاء فيها خط أسود فقط لمدة الزمنية ( أكثر من 15 دقيقة ) سيشعر اﻹنسان أن الخط اﻷسود بدأ يتحرك أو يشكل أشكال غريبة ، وسبب هذا الشعور ليس أن روحا ما دخلت هذا الخط اﻷسود وجعلته يتحرك ويأخذ أشكال مختلفة ولكن اﻹرهاق الذي يحصل في الخلايا البصرية هو نفسه الذي يحدث نوع من الخلل العصبي حيث يؤدي إلى عدم سماح مرور المعلومة التي تراه العين بشكلها الصحيح إلى الدماغ ، فيتهيأ للإنسان أنه يرى أشياء تختلف عما هو موجود في الصفحة البيضاء. فهذا ما يحدث لرؤية صفحة بيضاء تحوي فقط على خط بسيط أسود ، تصوروا ماذا سيحصل عندما يرى اﻹنسان وجهه الذي يتألف من خطوط عديدة في المرآة، عندها كل خط سيتغير وسيرى وجهه بأشكال غريبة وعجيبة.
للأسف صاحب هذه الفكرة و التي كان هدفها فقط خداع الناس و إزعاجهم نفسيا ، هو إنسان لا يحكم نفسه ولكن سلوكه يقع تحت سيطرة قرينه ،فالذي يتكلم في الفيديو ويشرح طريقة رؤية القرين ،ليس الشخص نفسه ولكن قرينه.
في هذه المقالة سنحاول أن نتكلم عن موضوع (القرين) بمفهومه العلمي الشامل ( الروحي والمادي ) ليأخذ اﻹنسان فكرة واضحة عن تكوين نفسه بعيدا عن اﻷفكار الخرافية . وهدف هذه المقالة أيضا هو التأكيد على معنى اﻵية الكريمة ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من إتبعك من الغاوين) فاﻹنسان هو سيد نفسه ، ولا يوجد أي قوة ( أشباح أو أرواح شريرة أو غيرها. .) تستطيع ان تلعب به خارج عن إرادته هو ، ومن خلال شرح المفهوم العلمي لمصطلح ( القرين ) كما سنرى سنكتشف أيضا عظمة الخالق في تكوين اﻹنسان وكذلك في تكوين المجتمع اﻹنساني.
فكرة وجود قرين كإحساس ظهرت مع ولادة اﻹنسانية ،و معنى (القرين) بشكل عام يختلف حسب طبيعة القرين المقصود منها ، فكلمة ( القرين ) بمعناها اللغوي هو الصاحب ، أو النظير، فعندما خلق الله آدم في البداية كان آدم كائنا بلا صاحب ولا نظير ، ولكن بعد ذلك خلق الله منه زوجته حواء، فأصبحت حواء قرينة آدم ، وأصبح آدم قرين حواء ، لذلك فكلمة (قرين ) لها أيضا معنى الزوج أو الزوجة ، ﻷن المرأة هي نظير الرجل ، أي هي التي تكمله ، فالرجل مع المرأة هم كائن كامل ، أما الرجل لوحده فهو نصف كائن وكذلك بالنسبة للمرأة ، وليس من الصدفة أن كلمة (رجل ) أي ( اﻹنسان المذكر ) في اللغة العربية تعني أيضا اﻷطراف السفلية في الجسم (رجل أي الساق وقدم) فطالما أن الرجل هو رمز اﻷطراف السفلية ، هذا يعني أن المرأة هي رمز اﻷطراف العلوية في الجسم أي اليد ، والحكمة اﻹلهية في آيات سفر ( التكوين) تؤكد على صحة هذه الفكرة، فسفر التكوين ينتهي بقصة النبي يوسف عليه الصلاة والسلام والذي كان إسم أبويه (يعقوب وراحيل ) وهذان اﻹسمان أصلهما من أسماء اﻷطراف في جسم اﻹنسان ، فإسم أبوه ( يعقوب ) في العبرية أصلها من كلمة ( عقب) أي ( القدم ) أما إسم امه (راحيل ) فهذه الكلمة تسمع وكأنها تتألف من مقطعين ( راح - إيل ) أي ( يد الله ) .
وجود هذه اﻷسماء بهذا الشكل في آخر قصة من السفر الذي يحمل عنوان ( التكوين ) أي تكوين اﻹنسان ليس صدفة ولكنه حكمة إلهية تساعدنا على فهم المعنى الحقيقي لكلمة (قرين) كما هي مذكورة في اﻵيات القرآنية واﻵحاديث الشريفة والتي سنذكر بعضها في اﻷسطر القادمة. فأحد معاني كلمة ( قرين ) هو الجنس اﻵخر للشخص ، فالمرأة هي قرينة الرجل والرجل هو قرين المرأة ، فالرجل والذي يمثل اﻷطراف السفلى في جسم اﻹنسان (القدم ) والتي مهمتها حمل اﻹنسان هو رمز الكائن المادي، أما المرأة والتي تمثل اﻷطراف العليا في جسم اﻹنسان ( اليد ) فهي رمز الكائن الروحي ، لذلك كانت المرأة هي التي تحمل في أحشائها الروح الجديدة التي ستأتي إلى هذا العالم وبما أن اﻹنسان يولد من إتحاد جزء من المرأة مع جزء من الرجل ، لذلك فاﻹنسان بشكل عام لا يتكون من شيء واحد ولكن من شيئين ( روحي ومادي)، لذلك من الخطأ أن ننظر إلى اﻹنسان - سواء كان ذكرا أو أنثى - على أنه مؤلف من كائن واحد ، فاﻹنسان في الحقيقة مؤلف من كائنين ، كائن روحي وكائن مادي ، وبما أنه يخرج إلى الحياة من جسم إمرأة التي تمثل الكائن الروحي، فاﻹنسان سواء كان إمرأة أو رجل هو أصلا كائن روحي ولكنه يحمل معه نظيره الكائن المادي. هذا الكائن المادي أعطاه القرآن الكريم إسم ( القرين ) .
لتوضيح معنى القرين بشكل أفضل سنحاول عرض تطور مفهوم تكوين اﻹنسان عبر التاريخ ، من البسيط الرمزي إلى تركيبه الفيزيائي الملموس.
مفهوم القرين ظهر في الحضارات القديم ، وربما أفضلها شرحا هو ما ذكرته الحضارة المصرية القديمة ، فتكوين اﻹنسان حسب مفهوم الحضارة المصرية القديمة يتألف من عدة أشياء ، ويمكن تلخيص أهمها بثلاثة أشياء ، وهي :
- ال ( با Ba ) هي الضمير ورمزها يحمل شكل طير له رأس إنسان ، و تمثل ذلك الجزء من روح الله التي نفخها الله في آدم عندما خلقه. هذه الروح تمثل القيم المثالية التي تنتقل بين العالم الروحي والمادي (الصورة ). وهي موجودة في الرأس الذي يحوي على الدماغ واﻷعضاء الحسية ( بصر ،سمع ،شم ،لمس ، طعم).وهي التي تقوم بتأمين النمو الروحي للإنسان.
- ال ( كا Ka ) هي قرين الروح ( با Ba) وتمثل القسم المادي في اﻹنسان ، ورمزه شكل إنسان يحمل على رأسه يدان ، ويمثل الكائن الموجود في القسم تحت اليدين أي ذاك القسم من الجسم الذي يحوي اﻷعضاء التي تقوم بالوظائف المادية ، كالمعدة واﻷمعاء (جهاز الهضم ) ، والرئة ،(جهاز التنفس ) ، والقلب واﻷوعية الدموية ( جهاز الدوران ) والكلية والمثانة ( جهاز اﻹطراح ) والمبيض أو الخصية والقضيب أو المهبل ( جهاز التناسل ) .وهي التي تقوم بتأمين النمو المادي للإنسان
- ال ( اخ Akh ) هي الروح النورانية الفعالة ، والتي تمثل إتحاد ال ( با ) وال ( كا ) والتي من خلال العلاقة اﻹنسجامية بينهما بشكل سليم تستطيع أن تقوم كل واحدة منهما بدورها على أكمل وجه ليستطيع اﻹنسان الوصول إلى غايته المنشودة وهي الكمال وبالتالي تحقيق الخلود ، فهذه الروح هي التي سيقع عليها اﻹمتحان في يوم الحساب بعد وفاة اﻹنسان. وقد عبر الحكيم هرمس ثلاثي العظمة (هرمس هو النبي يوسف حسب أبحاثي ) عن هذا التكوين الروحي للإنسان في إحدى قصائده والتي تقول :
آه..أيتها الروح العمياء
تسلحي بشعلة اﻷسرار
ففي ليلة من لياليك اﻷرضية
ستكتشفين روحك السماوية المزدوجة
إسلكي التعليمات اﻹلهية
ليصبح شبحك
فهو من يحمل مفتاح جميع أعمالك
الماضية والمستقبلية.
قصص اﻷنبياء أيضا ، حاولت توضيح تكوين اﻹنسان بطريقة رمزية يؤكد على ثنائية حالة تكوين اﻹنسان ، فنجد مثلا أن ظهور الديانة اليهودية قد حدثت مع ظهور نبيان إثنان وهما موسى و أخاه هارون عليهما الصلاة والسلام ، وذهبا كلاهما معا إلى فرعون لتحرير بني إسرائيل من العبودية ، فموسى هو رمز ال ( با ) أما هارون فهو القرين الذي يمثل ال ( كا) ، وكلاهما معا يكونان تلك الروح النورانية التي إنتصرت على فرعون وإستطاعت تحقيق عملية الخروج من مصر ، فقصة الخروج هي رمز له معنى ان المؤمنين قد تحرروا من القيود الشيطانية ليستطيعوا العودة إلى الجنة والخلود.
وكذلك الديانة المسيحية تحمل هذا المعنى فظهور هذه الديانة قد حدث أيضا مع ظهور إثنان (يحيىٰ وعيسى) عليهم الصلاة والسلام ، فنجد أن يحيىٰ يقول في اﻹنجيل أنا أعمد بالماء ( أي تطهير مادي ) ، بينما عيسى يعمد بالنور (تطهير روحي ) ، فالنبي يحيىٰ في الحقيقة هو قرين عيسى ، وليس من الصدفة أن النبي يحيىٰ عليه الصلاة والسلام توفي مقطوع الرأس كما هو مذكور في اﻹنجيل ، ليعبر تماما عن المعنى الحقيقي لكلمة ( قرين) كما هي في رمز ال (كا) المذكور في الحضارة المصرية أي القسم المادي لعيسى عليه الصلاة والسلام . وكذلك نجد أن عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر أيامه قد رفعه الله إليه ليكون كرمز للروح (با ) التي رمزها طير برأس إنسان.
في الديانة اﻹسلامية أيضا حصل كما حصل في الديانتين اليهودية والمسيحية ، ولكن بصورة مخفية تحتاج إلى رؤية في مضمون اﻷحداث وليس قشورها ، فبسبب الرؤية السطحية لعلماء المسلمين اليوم نجد وجود عداء غريب من نوعه بين السنة والشيعة ، حيث كل فئة تتهم اﻷخرى بالضلال وربما عند المتعصبين بالكفر أيضا ، ولكن من يدرس فلسفة الديانات السماوية دون أي تعصب أعمى، ومن خلال فهم فلسفة الدين اليهودي وكذلك فهم فلسفة الدين المسيحي وأيضا فهم مبدأ التطور في قاعدة كل ديانة ، يستطيع الوصول إلى حقيقة فلسفة الدين اﻹسلامي. فكل حدث له مضمون ، ومضمون حدوث إنشقاق اﻹسلام إلى سنة وشيعة هو تماما ليظهر معنى التكامل الذي رأيناه في الديانتين اليهودية والمسيحية ، فمحمد صلى الله عليه وسلم هو بمثابة موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام ، أما اﻹمام علي رضي الله عنه فهو بمثابة هارون ويحيى عليهما الصلاة والسلام. وليس من الصدفة أن نجد أن علماء السنة ( العرب) بشكل عام قد لعبوا دور كبير في تطوير االمعارف الروحية في الحضارة الإسلامية أما علماء الشيعة (الفرس ) فنجدهم قد لعبوا دورا هاما في تطوير العلوم المادية ، طب ،هندسة، فيزياء كيمياء. ...، فما حصل من إنشقاق في الدين اﻹسلامي لم يكن إنشقاقا بسبب العداوة ولكن مشيئة إلهية توضح لنا العلاقة التي وجدناها في الأنبياء ،اليهودية ( موسى - هارون ) والمسيحية (عيسى - يحيى ) وأيضا اﻹسلامية ( محمد- علي ) .
وكما أعطى الله أدلة على وجود هذه العلاقة في الديانتين اليهودية والمسيحية بحيث كل ديانة تستخدم رموز خاصة بها ، أعطى الله دليلا يؤكد وجود هذه العلاقة في الدين اﻹسلامي أيضا ، ولكن بطريقة جديدة توضح حقيقة معنى القرين أو بشكل أدق عظمة تكوين اﻹنسان ، فالقرآن الكريم يذكر في اﻵية ( 6) من سورة الصف أن عيسى عليه الصلاة والسلام نبأ عن النبي الذي سيأتي بعده وذكر إسمه ( أحمد ). الحكمة اﻹلهية وضعت علاقة تناظر رقمية بين كلمة ( أحمد ) وكلمة ( علي ) ، فالقيمة الرقمية لكلمة (أحمد) بنظام الكابالا العربية* هي :
أما القيمة الرقمية لكلمة ( علي ) فهي :
إذا نظرنا إلى هذا العدد في المرآة سنراه ( 358) فالعدد ( 853 ) هو نظير العدد (358) والذي يمثل القيمة الرقمية لكلمة ( أحمد ) ، تماما كما يحصل في خطوط راحة اليد حيث نجد خطوط اليد اليمنى لها شكل الرقم ثمانية عشر ( Λا ) أما خطوط اليد اليسرى فتمثل الشكل المناظر له وهو الرقم واحد وثمانون ( اΛ ) . فهل وجود علاقة التناظر الرقمي بين اﻹسمين (أحمد - علي ) هو صدفة ؟ أعتقد أن الجميع سيوافق على أن أسماء اﻷنبياء - على الأقل - لم توضع بالصدفة ولكن فيها حكمة إلهية.
هذه الحكمة اﻹلهية تخبرنا بأن اﻹمام علي رضي الله عنه كان قرين رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما يحدث اليوم من عداوة بين السنة والشيعة ليس إلا دليلا على الإنحطاط الروحي الذي يعيشه علماء الدين اﻹسلامي. الذين وقعوا هم أيضا بفخ المنهج العلمي الحديث العاجز عن رؤية مضمون اﻷشياء واﻷحداث.فبدلا من أن يتحدوا معا ليكونوا شعبا متكاملا روحيا وماديا ،إنقسموا إلى عدة فئات كل فئة تحمل في نفسها الحقد و الكراهية وتحلم بدمار الفئات اﻷخرى ، فتحول العالم اﻹسلامي إلى عالم متفكك متخلف ،حيث العداوة والبغضاء بينهم تزداد مع مرور الزمن ليزداد معها التفكك والكراهية ، مما جعل المجتمع اﻹسلامي يبدو إلى اﻷمم اﻷخرى وكأنه مجتمع وحشي مخيف وكأن روح الشيطان نفسها قد تسللت إلى كل زاوية منه لتجعل كل مسلم يشعر أنه يسكن في منطقة يحكمها الشياطين ، فيرى نفسه مجبرا لان يحمل أطفاله ويهرب ويبحث عن مكان آخر يعيش فيه ..يضمن لأطفاله العيش بسلام وأمان دون خوف، دون سماع ضجيج الرصاص والقنابل والصواريخ. فيجد نفسه يتوسل لسلطات الدول المسيحية أن تقبله مع عائلته في بلادها كلاجئ إنساني ، أي بمعنى أن الوضع في بلاده لا يضمن له أبسط حق من حقوق اﻹنسان. فهل هذا هو الدين الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ؟ معاذ الله.
......البقية في اﻹسبوع القادم إن شاء الله.
ز.سانا
جدول قيمة كل حرف في اﻷبجدية العربية حسب نظام الكابالا العربية موجود مع الصور الملحقة للمقالة القادمة.
وسوم: 642