معانٍ مُلقاة على الطريق..

زارني المحبوب وعيونه شتات

والخـدود اطفـاح ورمـوشه تهل

قمت أجاري التيه وجفونه فتات

مثلما الرمـان في اغصونه زمل

يا عسـى ربي على دوم الثبـات

في حنـايا التيـن وعـروشه ثمل

قال: كيف أصبح وجيهاً؟

فأجابه: وجاهة تقليدية أو حديثة؟!

حار الأخ موقعه، فرده قائلاً: التقليدية أن تهتم بشؤون محيطك بالإجماع، وأن تُسَخر كل طاقاتك لخدمة الآخرين لاحتياجاتهم.

أما الحديثة والمقمطة فعليك أن تحمل كاميرة جوالك، أو تستأجر مصوراً على حسابك.. ليصطادك بكل خطوة تخطوها وكأنك لا تعلم، وعليك أيضاً أن توثق نفسك مع كل شخصية تمر بها في الأفراح والأتراح، وتبثها بحساباتك عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. فالعمر ماضٍ لكتابة الوجاهة يا صاحبي بالبشوش!

فاقد القرار لا يُستشار! ماذا ترى

يا هل تُرى

الناس تأتي فجأةً

والريح تلعب بالثرى

هذا مولٍ ظهره

وهناك يجمع أمصرا

وبها أُميمته التي

أضحت تُناجي مجمرا

ماذا ترى

يا هل تُرى

أهداني خاتمه الممهور، فغدوت كل يوم أعمل بالخيرة والاحتياط! قالت: لا تُشير إلى الحلوى، وأسنانك ساقطة! ما حال الطين حين يضج بحنين أهله؟! نترقب الصمت، وعيوننا غائرة لدهشة النص!

الزمان لم يعتد على خنق أنفاس الشجر، وضبا الأيام تُجلبب أوراق الخريف الساقطة في العراء..

وبعد أن أرخت الأزهار أجفانها تراقصت الأُخريات لحنين حمام الزاجل!

من عاش على البركة صفقت له أيادي المجاملة. عش القمة وترفع عن الأوراق الساقطة. هكذا تُستنطق الشجر: وحي القمة أهل الإبداع. في تساقط الأوراق تتجلى الحقيقة! من نفخ نفسه صدقه المارة بالدليل. قال: لا تجدد اللون بغية إرضاء المارة..

فالشكل تعتق، وملمسه منتهي الصلاحية!

قلبٍ سقى نفسه ايظل تعبان

وشلون آخر ها اللقا تكتبينه

وقلبٍ جفا روحه ايظل حيران

مسكين دايم بالسجى تحترينه

المساكين هم من يصنعون الحلوى لأنفسهم! قالت: أصطاد اسمك بالسحاب، وأبثه قبلة في أرجاء الوطن! الحياة رسالة..

فلنتخذ من مآربها الصدق والأمانة.

لا تزرع الورد وتهيج أنفاسه! قال: كانت الساعة أنتِ، وعقاربها أنا..

فهل ندري أيهما الزمان والمكان؟!

قالت: أحتاجك لأجدف بقلبي في بحر هيامك، وأطوي أشرعة وجدانك للمسير! من بيته طين لا يتاجر بالعجين. من كفه الماء لا يأبه بحجارة الأعمى. يتجافى العطر في حضورها، فيجف من ريقها قصب السكر! قل لي بربك: ما الذي أضحى بدربك؟

فقال: داء السرطان!

امتزجت آهاته بالدموع، وعصاة آماله في المقبرة! رؤية الحال تكفينا السؤال. مالنا نُفتش في أركان الطفولة، وقد سئمنا العمر، وحكايات الكبر؟! الحكمة لسان، والعمر يد..

فشد عقلك بيد لسانك.

وترجلت المعاني من كف حنينها، وخطّت لها ما جادت له السُبل:

قلبـي حــديقة وأنتِ البستان

وأطراف قلبي بالعشق ممتده

لا ترقص الوقت وافهم يا فهيم

الطناجــر في الطبـخ محــروقــه

ولا ترسم ارويحك على زفة نهيم

العـــــواير بالـــدنس مخنــوقـــه

وانكــان ودك يا الغلا رهنٍ رخيم

اختصــر ويا السوالــف ســـوقه

يا صباح الخير يا أحلى مطر

القلب أخضر واعيونك سحر

في كل يوم يكتب اسمها فوق رمال الشاطئ، ويتغنى مع نورس الأشواق..

تغشّاني الولـه يا نفحة العطشان

مثل طير البحر لا رفرف اجناحه

ترك أنفاسه على طرف القدح..

ليخبرها القراح بأنه ما زال يرزق!

قال: ما زالت بحوزتي تلك اليد التي كلما شممتها تفتحت أمامي كل الأبواب! خطواتها موسيقى، وكلامها رقصة لأغاني المطر. كيف للماء أن يظمأ، وشفاه الغيم تروي أطراف اشتياقه؟! عنوان العمل همة الإنجاز. قالت: أحن لأمي وأبي، وتراب وطني..

وأخي المكفوف الذي يزف إلي البشرى!

يممت شطر تُرابها، وتوضأ ماء عيني بالفتنة! قال لها: خُذي ما تحتاجين من ابتسامتي، وذري ما تبقى في طريق العودة! قالت: وداعاً..

فزفها العطر بآهات الرحيل!

قال: الحاجة وسيلة الخداع..

فخذ النصيحة من ذوي الألباب.

سرحت شعرها فكتبت بالمسودة: هي مرآة الروح، ولوحة المشاعر، وهي أمي وكفى! قالت: العمر محطات وشواهد..

فعلام نرى في أنفسنا الجاذبية؟!

من قويت بصيرته تجلت حكمته. مسّ قبرها، ففاح العبق في يمينه! من عاش الواقع كتب لسانه. من عاشر الناس كتب أعمارهم بالتجارب. قالت لابنتها: لا أريدكِ لغزاً يجمع فتات السجائر، ولا متبرجة تقتات على حفن المرتزقة..

كوني أنتِ كما خلقك الله، وزينتك الطبيعة.

لا شهادة لبائعٍ، وزارع الورد يشتم أنفاسه! الترفع عن الجاهل خير وسيلة للرد عليه. أذابته رموش الصبايا كالشمعة البنفسجية..

وما زال يدندن في البرايا: "يا الله حسن الخاتمة"

سلامة العقول في جودة المحصول. قال: سأغلق جميع الأبواب عدا شرفة ثغرك الباسم يا أنا! قالت: كيف للورد أن يغفو، وصوت الشوق يداعب أسماعه؟! لم يتخذ من بريدة وشاية للمنفى، ليظل عقله يراهن على المجهول! أراد قطفها، فتبسم الشوك في وجهه بالخيبة! حين أراد الخروج عن المألوف لبس إزاره المثقوب وقال: "ماحد يدري" في القهقة يعيش ثلاثة:

دمعة يتيم

ابتسامة مصلحة

تصفيق مغفل

قال: خُذي عمري وذريه على روحك..

وصيغيني لحناً أبدياً من فوق الشفاه!

قال:

يحش فيني وأحش فيه

وإذا التقينا الكل يمدح الثاني!

قال:  هزيني كفنجانٍ فارغٍ، واسكبي الحب على شفاهي! قبض على آهات اليتيم بقوة، وطلب من المصور التقاط ابتسامته للصحيفة! أمشي على خطى ابتسامة الشوق والذكرى..

فامنحيني قبلة أعبر بها شط الخجل!

يطوق الصمت جيد جوارحي..

فأي الصبابات يمكنني إراقتها هنا؟!

قال: أُفتش في المرآة عن بسمة شاردة لأزين بها شفاه الأزقة والحواري! قال: لا تزرعيني بجوار النهر، فلعل الغيرة تقتلني! من لا يحتمل قوة الحق، لا يجادل بهشاشة الباطل. وجاهة البخيل تعرفها المآدب. في المرايا تختبئ الأسرار! الكذب وسادة مطارحة الهوى للمصالح! قال: مغلف السكاكر شريك البيع والتجارة. ما برحت الأرصفة تلوك صدى الممرات، والإسكافي حافٍ يجوب الطرقات! حكاية المطر..

اعصـر خــدود الغيــم وبقولهـا تــم

طين الزهر لما انقطف فاحن عبيره

واكتب حروفي بالتمر وبان مــرسـم

فوق الشفايف والنخل وهذا مصيره

إذا شخصت الأمراض تجلت الأسباب. أسنان المشط لا تسقط إلا الفكر التالف. كمعطفٍ يتوق الورد إليها، ويجلو صدرها رفيف التفاح. قال:

لا تقـول النـاس خفـه بالفـهم

وتكتب اللي تريد بعيون الدسم

وسوم: العدد 646