شعب فريد
لا بد أنكم تذكرون تلك المشاهد الفريدة التي وقعت في الشام وتكررت كثيراً في مطلع (الربيع العربي)
منها على وجه الخصوص مشهد ذلك الشاب الذي طمره زبانية بشار الأسد في حفرة ما عدا رأسه، مهددين إياه بالقتل إلا أن يهتف بتأليه بشار ، لكن الشاب ظل يرفض النطق بكلمة الكفر واستمر يردد : لا إله إلا الله محمد رسول الله . فما كان من زبانية المجرم إلا أن انهالوا بالتراب على رأسه وطمرونه وهو يردد بقلب صابر : لا إله إلا الله ... لا إله إلا الله !!
ومشاهد أخرى ... لعدد من شباب الشام يهددهم زبانية المجرم بالقتل إن لم يسجدوا لصورة المجرم الذي نصّب نفسه إلهاً دون الله كما فعل فرعون من قبل، لكن الشبان المؤمنين الصابرين ظلوا يرفضون ذلك بكل صلابة وإيمان وتسليم لقدر الله تعالى ، واختاروا الشهادة في سبيل الله رافضين السجود للمجرم المهين !!!
ومشهد آخر ... لتلك الأم الصابرة التي استشهد أولادها الأربعة ، ومع ذلك وقفت بكل ثبات وإيمان توجها لوعيد والتهديد لبشار صارخة بلسان لا يتلعثم وقلب مؤمن ثابت : انظر أيها المجرم الحقير لقد استشهد أولادي الأربعة وها انا أرسل لك الخامس ليقض على إجرامك وفسادك، ولو كان لي مائة من الولد لأرسلتهم يحاربونك ويلحقونك بالمقبور والدك !!!
ومشهد آخر ... لذلك الرجل المسن وهو يساق الى ساحة الإعدام ، بينما زبانية بشار يغرونه بالنجاة من الإعدام إذا نطق بتأليه بشار، لكنه يرد عليهم بلسان المؤمن الصابر رافضاً عرضهم وهو يرددد في وجوههم كلمة التوحيد، فينهالون عليه بالضرب كالكلاب المسعورة، وهو صامد صابر على إيمانه بالواحد القهار، ولما يئسوا منه نجياً أعدموه، وهو يردد في وجوههم كلمة التوحيد، وابتسامة سخرية من تفاهتهم لا تفارق عينيه !!!
ومشهد آخر ... لتلك الفتاة الصبية التي تخرج من تحت أنقاض بيتها الذي دمرته طيارات المجرم بشار، وعندما رأت عدسات المصورين تريد تسجيل صورتها، تغطي رأسها بكفيها، مخافة أنيصوروها وهي سافرة ، ونسمعها وهي تقول للمصورين : عمو لا تصوروني مكشوفة !!!
ومشهد آخر.. وآخر ... وآخر
مشاهد فريدة ... سجلها ربيع الشام ، وكلها مواقف تشهد بشعب فريد يجري الإيمان في شرايينه، شعب يرفض كنوز الدنيا مقابل إيمانه بالله الواحد القهار
شعب نادى : ما لنا غيرك يا الله !
شعب صمد خمس سنوات عجاف في مواجهة آلة التكفير والتدمير!!
شعب فريد في تاريخ البطولة والحرية لا شك أنه يستحق جائزة فريدة عنوانها (نصر من الله وفتح قريب) وإنه لفائز بالجائزة دون ريب... وإنّ غداً لناظره قريب!!!
وسوم: العدد649