مسوَّدة الذاكرة!
ببين رفاة الأمس، و مغزل اليوم حكاية، قد أوسدتها ضمير المعنى، و دثرتها براحة القلم..
فاستمل ما شئت، و امهر الخاتمة!
أُحب الدنيا كطفلٍ أيقظ كل الأطيار، و أشعل أغصاني للجاثمين..
أُحب الدنيا لأنها بداية كل نهاية، و نهاية سواحة لقبور الراحلين..
أُحب الدنيا كسهمٍ أعتقه صوت النبل ليبطل قول الشاردين..
أُحب الدنيا أُمنية شاهقة من فم القبطان المتأرجح بين أضلاع الضائعين..
أُحب الدنيا سوسنة للأقدار، و أشرعة تتمايل بموج السائحين..
أُحب الدنيا ككذبة معتوهة فوق الأدغال المتعطش لعطر الوالهين..
أُحب الدنيا كأمٍ قد أشاحت عن وجهها قول الزور لتمني نفسها بالصابرين..
أُحب الدنيا كنخلة استمالت بقلبها، و كرْم جيرانها حائرين..
أُحب الدنيا كهمزة وصلٍ بين الأقزام، و لا يعرفها من الناس إلا العارفين..
أُحب الدنيا كنزار و كاظم كعبرت الشط، و قارئة الفنجان للشاربين..
أُحب الدنيا كصغيرٍ عرى رُكب الممشى، و سيقانه عصاة للساقطين..
أُحب الدنيا كدفترٍ أضاع عنوانه بين كان الأمس، و ليت اليوم بخير الواعظين..
أُحب الدنيا بكلمة مستباحة بالتلوين، و كُنه حديثي للعابرين..
أُحب الدنيا كفلاحٍ منسجمٍ للأقمار، فهل ينقسم العمر على حرفٍ، و صرنا شاكرين؟!
وسوم: العدد 653