بذور
07نيسان2016
إيمان علي مكي
ربما يتقاعص الفلاح عن حراثة أرضه القاحلة، ويتكاسل عن بذر البذور وريّها، ومن فرط جهله قد يعيثُ في حقله الخراب والدمار.. كل شيء مُحتمل، ولكن من أعجب العجب بعد كل ما سبق أن ينتظر موسم الحصاد بشغف، والأدهى والأمرّ إن يُلقى باللوم في خيبة أمله وضياع محصوله على الريح والشمس المطر، وربما على بعض البشر..!
وكذلك بذور المحبة في صدور الأبناء لن تُؤتي ثمارها اليانعة ما لم يُحسن الأب العناية بها ورعايتها برفق حتى تشق التراب وتعلو، فيتماشى مع تغيراتها، ويتناغم مع ميلها ويُساند جزعها حتى يشتد عودها وتتسق.. هنالك حُق للأب أن يجني خيرها الوفير، ويتنعم بظلها الظليل..
ومن يتعامل مع الأبناء بأسلوب القمع والإذلال، وينتظر الثمر والظلال.. فهو واهمٌ أخرق...!