متى يشعر المرء بالغربة؟
حين يشعر المرء أن الغربة مرض أصاب روحه، وأفقدها المتعة بالحياة، وبدأ يتلو من لهيب ذلك المرض، ويتضاعف المرض ، كلما زاد الإحساس بالألم من غرز أنيابه في روح المغترب .
هناك أنواع من الناس سعادتهم في غربتهم ، وسعادتهم في انعزالهم عن الناس ، وسعادتهم في تصخر عواطفهم ، وتكلس أفئدتهم، فالأمراض النفسية التي تنشب أظافرها في الناس لا حصر لها .
الغربة نوعان :1-غربة يشعر بها المواطن داخل بلده، حين لا يستطيع تحقيق ما يتمنى، ويجد أن العصفور أكثر منه سعادة، ينام على أي غصن يريد، ويشرب من أي ماء غدير، وهو يشعر بأن روحه عطشى، وأن جسمه جامد جفت منه الشرايين والأوردة، وأن عقله مغلق لا يرى منه نور الشمس، وأن يده مشلولة لا يستطيع أن يمسكها، وقد يشعر المرء بالغربة حين يكثر الفساد وتتدنى قيمة الإنسان، فتصغر نفسه حتى يحسبها حبة زيتونة.
2-النوع الثاني حين يغادر المواطن أرض وطنه إما رغبة أو حسرة، في بلاد الغربة تهب على قلبه أعاصير الحنين فتغرق أمواجها روحه، فتضيق به الأرض بما رحبت، فيتذكر أباه وأمه وأهله وعشيرته ، يتصفح في ذاكرته الشوراع والطرقات والمدارس والعصافير المغردة على أسلاك الكهرباء، يتذكر أصدقاءه ومرابع لهوه يتذكر القمر والشمس والنجوم ، يتذكر كل ذرة تراب لعبها ،تتضافر الذكريات على القلب، فترقرق العبرات، ويرفع القلب كفيه شاكيا" حاله لرافع السماء وتتوالى أمام ناظرية أنوار الأدوية التي تذيب مسببات الغربة.
المحبة- العدالة- القيم – الحرية – التقوى – الدين – الأخلاق-التعاون- الأخوة- المودة.
هذه الأنوار تخفق بأجنحتها أطيارا" تسبح حبا" في سماء الوطن .
وسوم: العدد 673