خواطر من الكون المجاور الخاطرة 130 : حقوق الأطفال أولا
كان من المفروض أن يكون موضوع مقالة اليوم شيء آخر ولكن لبعض الظروف لم تنتهي جميع فقراته لذلك أحببت أن أعيد ذكر بعض مبادئ المنهج العلمي الذي أتبعه في أبحاثي والتي أنشر نتائجها في كتبي ومقالاتي ، ليأخذ القراء الجدد فكرة واضحة عن هذه الطريقة التي أتبعها في أبحاثي ، فبعض القراء الجدد عندما يقرأون مقالاتي يجدون أفكاري غريبة نهائيا عما هو مألوف ، وقد يخطر على بال بعضهم بأنني أحرف تعاليم الدين اﻹسلامي ، فأحدهم مثلا وبدون أن يبحث في مقالاتي اﻷخرى ليأخذ فكرة عن نوعية أبحاثي ، أجده يكتب لي بإستغراب شديد بما معناه " من أنت لتلغي آراء علماء المسلمين لتذكر رأيك الذي لم يسمع مثله أحد من قبل " لذلك وحتى لا يظن القراء الجدد بأن سلسلة ( خواطر من الكون المجاور تقوم بتحريف أو تشويه الدين اﻹسلامي ، سأحاول أن أشرح بعض اﻷشياء عن القاعدة العلمية التي أستند عليها في أبحاثي والتي جميعها تدخل تحت عنوان ( أبحاث عين الروح ) لذلك سميت صفحة الفيسبوك التي أنشر بها مقالاتي بإسم ( عين الروح ).
القاعدة الفكرية التي أعتمد عليها في أبحاثي في الحقيقة لها هدف واحد وهو محاولة فهم أسباب ولادة ظاهرة ( الجريمة الطفولية ) أو بشكل عام مشكلة العنف عند اﻷطفال ، هذه الظاهرة التي لم يسجل التاريخ في صفحاته عن مثل هذا النوع من الجرائم إلا في عصرنا الحاضر ، فأكبر مشكلة يعاني منها عصرنا الحاضر هي تشويه البيئة الروحية التي يعيش فيها اﻷطفال ، والتي دفعت في النهاية إلى ظهور جريمة القتل في عالم اﻷطفال ، فولادة هذه الظاهرة بالنسبة لي تعني بأن علماء اليوم بجميع فروعهم العلمية ومعهم علماء الديانات السماوية واللا سماوية قد خرجوا عن الصراط المستقيم الذي وضعه الله لهم للوصول إلى الحقيقة أو بمعنى آخر للوصول إلى الكمال ، فظاهرة ( الجريمة الطفولية ) إنتشرت في معظم بلدان العالم وقبل أعوام قليلة وصلت أيضا إلى المملكة العربية السعودية حيث طفل بعمر خمس سنوات ذبح أخته الصغيرة ولولا وجود أهله بالقرب منهما لكانت الطفلة قد فارقت الحياة.
مشكلة العنف في المدارس أصبحت من أكبر المشاكل التي تعاني منها المجتمعات الحديثة ، ومن يتمعن جيدا في طبيعة تطور المجتمعات الحديثة سيرى أن نوادي تعليم اﻷطفال فن القتال ( كونغ فو ،كاراتيه. تايكوندو....إلخ) أصبحت أعدادها أكبر من نوادي تعليم الموسيقى أوالرسم أو اللغات اﻷجنبية. .. فحسب رأي آباء هؤلاء اﻷطفال بأن فنون القتال هذه ستعطي طفلهم ثقة بالنفس والمقدرة للدفاع عن نفسه أثناء وجوده في المدرسة ، ﻷن المدارس اليوم - وللأسف - أصبحت مليئة بالعصابات التي تشاكس كل طفل ضعيف. وللأسف كثير من اﻷطفال اليوم يذهبون إلى المدارس وفي داخلهم شعور وكأنهم يذهبون إلى ساحة معركة وليس إلى دور تعليم.
شعوري بمشكلة تناقض سلوك أطفال العصر الحديث مع سلوك الطفل كما خلقه الله وعيت به عندما كنت طفلا صغير بعد حادثة إنتحار الطفلة سعاد في حينا ، ومنذ تلك الفترة وبدون أن أعي ما أفعل وجدت نفسي وبمنهج فطري أبحث عن أسباب حب العنف والسلوك السلبي عند اﻷطفال. نوعية هذه المشكلة التي كنت أبحث عن حل لها فتحت لي طريق فكري يختلف عن طريقة فكر اﻹنسان الحديث، فكان كل شيء كنت أسمعه عن المحبة والسلام والتوحيد والتعاون بين اﻷفراد والشعوب يأخذه عقلي ويرسله إلى عقلي الباطني ليحتفظ به هناك إلى اﻷبد ، وبالعكس كان يحصل لكل فكرة تحمل في داخلها شيء مضاد للصفات السابقة ، كالحقد والكره والعنف والقتل والتفرقة حيث كان عقلي يرفضها ولا يسمح لها بالدخول مهما كان مصدرها . فقد كنت مؤمنا تماما بعبارة تقول ( إذا فكرت خيرا فسيكون الله معك ويختار لك الطريق الصحيح في التفكير والسلوك ، أما إذا فكرت شرا فسيكون الشيطان معك ويختار لك الطريق الخاطئ ) ، وهكذا شاءت اﻷقدار أن تكون جميع الظروف من حولي تساعد في تقوية ذلك المنهج الفكري الذي سرت عليه منذ طفولتي ، فأنا أنتمي لعائلة غير عربية ولكني ولدت في بلد عربي ، وأنا مسلم ولكني ترعرعت في حي مسيحي ، فكان لي أصدقاء طيبين مسلمين وأصدقاء طيبين مسيحيين ، وفي كلا الطرفين كنت أرى شيئا من نور الله في سلوكهم ، وهذا ما كان يجعلني أشعر وكأن شيئا ما في داخلي يقول لي أنه في الدين المسيحي أيضا يوجد نور الله كما في الاسلام.
هذه المشاعر الفطرية التي ساعد القدر في دفعي باﻹحساس بها منذ طفولتي ، ساهمت في توجيه بحثي الفطري بطريقة تجعلني أنظر إلى اﻹنسان مهما كان عرقه أو لغته أودينه بأنه كائن يحمل في داخله جزء من روح الله ، ذلك الجزء الذي نفخه الله في آدم عندما خلقه والذي عبر عنه الفيلسوف سقراط بعبارته الشهيرة ( لا يوجد إنسان يريد عمل الشر ، لو كان باستطاعته عمل الخير ) ، فبالنسبة لي كنت مؤمنا تماما بأن الله عز وجل قد وزع حكمته على جميع شعوب العالم ، ﻷن الله تعالى هو إله الناس أجمعين وليس إله حفنة قليلة منهم ، فاليهود - مثلا - حين إعتقدوا بأنهم هم شعب الله المختار وأن بقية الشعوب هي شعوب كافرة ، هذا اﻹعتقاد أدى بهم إلى تشويه تفسير معاني آيات كتبهم المقدسة لتلائم إعتقادهم هذا، فكانت عاقبتهم أن الله شتتهم في جميع بلدان العالم.وكما حصل مع اليهود حصل مع جميع تلك اﻷمم التي ظنت يوما ما بأنها شعب الله المختار.
فالحكمة الإلهية كانت بالنسبة لي مثلها مثل الضوء اﻷبيض ، وكما هو معروف أن الضوء اﻷبيض يتألف من جميع ألوان قوس القزح ، فالله عز وجل وزع هذه اﻷلوان إلى مختلف مناطق العالم وجعل كل أمة تعتقد بأنها هي الصحيحة ﻷنها ترى فقط ذلك اللون من نور الله الذي تحمله هي ، أما الألوان الأخرى التي تحملها بقية الشعوب فلم يكن لديها المقدرة على رؤيتها، هكذا كانت سنة الله في خلقه في العصور الماضية لتستطيع كل أمة أن تزيل جميع الشوائب من اللون الذي تحمله هي لتصل به إلى الصفاء الكامل ، هذا كان دور كل أمة عندما كان العالم يبدو في نظر اﻹنسان وكأنه عالم كبير بلا حدود أكبر بكثير من أن يستوعب حجمه في مخيلته، وذلك بسبب المستوى الضعيف للعلوم والتكنولوجيا في ذلك الوقت ، ولكن اﻵن وقد وصلت العلوم المادية والتكنولوجيا إلى مستوى متقدم جدا بحيث أنها إستطاعت تحويل الكرة اﻷرضية إلى عالم صغير يستطيع به اﻹنسان الموجود في طرفه أن يتكلم مباشرة بالصوت والصورة مع إنسان آخر موجود في الطرف اﻵخر من العالم عبر وسائل اﻹتصال باﻹنترنت ، وأن ينتقل خلال ساعات قليلة من مدينة إلى مدينة أخرى تبعد آلاف الكيلومترات.وأصبحت أخبار ما يحدث في كل بلد تتنقل خلال دقائق ليعلم بها جميع سكان العالم. لذلك في هذا العالم الصغير الذي نعيش عليه اﻵن علينا أن نرى اﻷلوان اﻷخرى التي تحملها بقية الشعوب ونحترم وجودها ونحاول أن نساهم في تعاون الشعوب لتستطيع اﻹنسانية توحيد تلك اﻷلوان لتصل إلى لون الضوء اﻷبيض والذي يعبر عن الكمال الروحي والمادي كما تقول اﻵية القرآنية 13من سورة الحجرات (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) ولذلك جعل الله يوم الجمعة هو اليوم المقدس من الأسبوع في اﻹسلام والذي هو آخر الديانات ، حيث إسم هذا اليوم مصدره من الجمع ، أي التعاون على التوحيد . لذلك كان من أهم أدوار الحضارة اﻹسلامية حماية الحضارات اﻷخرى ( اﻹغريقية ، المصرية، الهندية ) وتطوير علومها، تماما حسب تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف ( إطلبوا العلم حتى ولو كان في الصين ).
إعتمادي المنطق الفكري الذي دفعني إلى اﻹيمان بأن اﻹنسانية بأجمعها عائلة واحدة ساهم أيضا في البحث في عدة جهات مختلفة ، فحتى أستطيع الوصول إلى جذور ظاهرة (حب العنف عند اﻷطفال ) كان لا بد لي من البحث في ديانات وعلوم مختلفة ومتنوعة، ﻷستطيع أن أحصل على رؤية شاملة لكل شيء ولكل حدث، فروح اﻹنسان هي من كل شيء ، تماما كما قصده علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله " تحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر " فتطور اﻹنسان بالنسبة لي يعتمد مبدأ يختلف نهائيا عن مبدأ نظرية دارون ، فتطور روح اﻹنسان بدأ بولادة هذا الكون وليس بولادة القرد أو الرئيسيات كما يظن علماء التطور في عصرنا الحاضر ، فهدف ولادة الكون من بدايته كان من أجل تصحيح ذلك الخطأ الذي إرتكبه اﻹنسان في الجنة وأدى به إلى طرده منها إلى هذا الكون ، فهذا الكون الذي كان حجمه في بدايته أصغر من ثقب اﻹبرة ، ليس إلا السجن المنفى للإنسان بعد طرده من الجنة، لذلك بالنسبة لي لا شيء يوجد بالصدفة ولا حدث يحدث بالصدفة ، ولكن كل شيء وكل حدث له معنى يساهم في فهم المخطط اﻹلهي في تطور اﻹنسان ، قوى روح السوء العالمية تحاول أن تجعل جهة التطور الروحي الكوني نحو اﻹتحاد العشوائي ليسير التطور نحو التفكك والفناء ، بينما قوى روح الخير العالمية تحاول أن تجعل جهة التطور أن تسير نحو اﻹتحاد المتجانس والمنسجم ليسير التطور نحو اﻷرقى ليستطيع اﻹنسان الوصول إلى الصفاء الجسدي والروحي ليكون مناسبا للعودة ليعيش في الوطن اﻷم ( الجنة ) ثانية .
كل هذه اﻷفكار شعرت بصحتها وأنا في المرحلة الثانوية والجامعية ، ولكن لكونها أفكار غريبة عما كنت أتعلمه في كتب العلوم والديانة ، جعلتني أصمت ، فمن جهة كنت أخاف أن تكون أفكاري معارضة لتعاليم الدين اﻹسلامي، ومن جهة أخرى كنت بحاجة إلى إثباتات مقنعة أستطيع طرحها لإثبات صحتها ، وحتى يكون أسلوب طرحها يساهم في الوصول إلى الحقيقة وجب علي أن أتبع أهم مبدئين من مبادئ اﻹسلام وهما :
- وجادلهم بالتي هي أحسن ، فالمجادلة الحسنة تعتبر من أهم صفات اﻹيمان ،حيث نجد أن الله عز وجل أمر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يتبع هذا الأسلوب في المجادلة كما تذكر اﻵية القرآنية (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) في هذه اﻵية نجد أن الله عز وجل وكأنه يقول للنبي الذي إختاره ليكون رسوله في نشر دينه بأن علم اليقين هو فقط عند الله ولا يمكن ﻷي إنسان الوصول إليه، لذلك ما على اﻹنسان سوى أن يعطي حججه وإثباتاته التي تثبت صحة رأيه أو خطأ رأي اﻵخرين . وليس له الحق على اﻹطلاق أن يسخر أو أن يتهم آراء اﻵخرين بألفاظ بذيئة ، ﻷن الله وحده فقط من يعلم من هو على صواب ومن هو على باطل. فعندما يحدث النقاش في مناخ تسوده المحبة واﻹحترام بين الطرفين فالنقاش في تلك اللحظات يحدث في مناخ تسيطر عليه روح الخير في الطرفين لذلك سيكون نتيجة هذه المجادلة الوصول إلى الحقيقة ﻷن الله عز وجل سيكون ثالثهم في المجادلة. أما عندما يحدث النقاش في مناخ تسوده الكراهية والبغض والكلمات البذيئة والشتائم ، عندها المجادلة ستحدث في مناخ تسيطر عليه روح السوء وعندها سيكون في هذه الحالة الشيطان ثالثهم وسيمنعهم من الوصول إلى الحقيقة .
- المبدأ الثاني هو أن يعطي اﻹنسان القيمة الحقيقية لرأي الطرف اﻵخر في المجادلة ، فأهم صفة من صفات المطففين أنهم يحاولون إظهار فقط السيئات في آراء اﻵخرين أو إخفاء كل محاسنها ليستطيعوا اﻹنتصار وتحقيق مصالحهم. كما تذكر اﻵيتين 2و3 من سورة المطففين (الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) والمقصود هنا ليس معناها المادي الحرفي (الكيل والوزن ) في البيع والشراء ولكن بمعناها الشامل إي في تقييم آراء اﻵخرين أيضا.
إيماني بهذين المبدئين جعلني أبحث بصمت لسنوات طويلة في تقييم نظريات وآراء اﻵخرين التي تعارض أفكاري وأحاسيسي ، لذلك بقيت جميعها في داخلي ولم أسمح لنفسي أن أنشر أي فكرة منها إلا عندما وصلت إلى إثباتات أقوى بكثير من اﻹثباتات و الآراء المعارضة لها ، فكثير من آرائي التي قد أذكرها من خلال أسطر قليلة إحتاجت إلى سنوات وبعضها إلى أكثر من ثلاثين عام من البحث الشاق ﻷستطيع أن أسمح لنفسي بنشرها. ﻷنني أعلم تماما بأن كل جملة سأنشرها ليقرأها اﻵخرون قد تؤثر على فكر بعض اﻷشخاص وقد تقوم بتغيير سلوك حياتهم سواء كان تغيير سلبي أو إيجابي ، وأن الله سيحاسبني في يوم اﻵخرة على كل كلمة كتبتها إلى الناس.
المختلف في آرائي هو أنها تعتمد على منهج علمي يختلف نهائيا عن منهج العصر الحديث ، فالقاعدة الثقافية التي أعتمد عليها خرجت من رؤية شاملة ( رؤية روحية ورؤية مادية )، بينما القاعدة الثقافية للإنسان المعاصر تعتمد على الرؤية المادية فقط ولهذا السبب نجد أن العلوم المادية تتقدم بقفزات واسعة ،بينما العلوم اﻹنسانية في تدهور مستمر مما أدى إلى وصف القرن العشرين بأنه ( لم تعرف اﻹنسانية وحشية أكثر من وحشية إنسان القرن العشرين ) وكما ذكرنا في هذا القرن ولدت ظاهرة الجريمة الطفولية.
لذلك سميت أبحاثي ب ( أبحاث عين الروح ) ﻷنها تضيف الرؤية الروحية إلى أبحاث علماء العصر الحديث لتخرج برؤية شاملة للأحداث واﻷشياء ، وكذلك سميت مقالاتي ( بخواطر من الكون المجاور ) ﻷن أفكاري لا تأتي من قوانين العالم المادي ولكنها من قوانين العالم الروحي ، وهناك إختلاف كبير بين النوعين من القوانين ،فقوانين العالم المادي لا تستطيع رؤية المخطط اﻹلهي في التطور ، لذلك في الماضي كانت تحدث معجزات وكانت فئة قليلة تغلب فئة كبيرة ، أما اليوم فبسبب الفهم السطحي لمفهوم تعاليم الديانات نجد أنه لا وجود للمعجزات واﻷقوى ماديا هو الذي ينتصر ﻷن اﻹنسانية بأكملها تعيش فكريا في كون مادي خالي من الروح حيث اﻹحساس بوجود الله عند معظم الناس أصبح إحساس سطحي لا ينفع في تهذيب النفس ، لذلك وصلت اﻹنسانية اليوم إلى هذا المستوى من اﻹنحطاط الروحي . في الماضي مثلا كان نوعية دعاء المسلمين مشابهة لنوعية دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعندما وقف على باب قرية خيبر اليهودية والتي سكانها كانوا من أشد أعداء الرسول نراه يقول في دعائه ( إلهي. ... إنا نسألك خير هذه القرية ،وخير أهلها وخير ما فيها ، ونعوذ بك من شر هذه القرية ، وشر أهلها ، وشر ما فيها )، الرسول هنا في دعائه يطلب من الله أن يحافظ على كل خير يوجد في اليهود ، هذا هو اﻹسلام الذي أنزله الله دين محبة ورحمة. بينما نجد دعاء مسلمي اليوم قد تحول إلى هذا الشكل ( اللهم أحصي اليهود عددا وأهلكهم بددا ، ولا تترك منهم أحدا ) ... للأسف هكذا أصبح الإسلام اليوم في نظر المسلمين عبارة عن دين حقد وكراهية ووحشية ، لذلك تحولت الدول اﻹسلامية في نظر بقية اﻷمم إلى دول متخلفة تنهش بعضها البعض ، ﻷن الدين اﻹسلامي اليوم كما يؤمن به المسلمون ليس له أي علاقة مع ذلك الدين الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
للأسف إن الإختلاف بين القاعدة الثقافية التي يعتمد عليها اﻹنسان المعاصر عن القاعدة التي أستخدمها في أبحاثي ، جعلت من آرائي ليست فقط غريبة عن آراء علماء اليوم ولكن أيضا تبدو للبعض وكأنها تعارض الدين نفسه ، لذلك المشكلة في فهم مقالاتي وكتبي أنها تحتاج إلى قراءة كل ما أكتبه ليستطيع القارئ الحصول على تلك القاعدة العلمية الشاملة التي بواسطتها تم الحصول على تلك المعلومات ليستطيع عندها رؤية ما تراه عيني ، وأنا للأسف لا أستطيع في كل مقالة أن أشرح صحة الفكرة التي أعتمد عليها في مقالتي ﻷنني شرحتها مرات عدة في مقالات أخرى ، وعرض شرحها في كل مقالة ليقرأها القراء الجدد ليستطيعوا فهمها بشكل جيد سيجعل طول المقالة بدلا من 100 سطر إلى 500 أو 1000 سطر ،وفي هذه الحالة أنا متأكد بأنه لن يقرأها أحد ، ﻷنها ستكون ثقيلة جدا على القارئ الجديد و عقله لن يتحمل هذا الكم من المعلومات الجديدة التي يسمع عنها ﻷول مرة في حياته ،وكذلك بالنسبة للقارئ القديم ستجعله يشعر بالملل من كثرة إعادة سرد نفس الفقرات في كل مقالة .
يقول الحديث الشريف ( بدأ اﻹسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء ) وأنا أطلب من القراء اﻷعزاء إذا رأوا أفكاري غريبة عن المألوف ، أرجو أن لا يتسرعوا بإتهامي بأني أقوم بتحريف الدين اﻹسلامي ، وأن يفكروا جيدا بكل ما أكتبه وإذا كان لديهم إي إثبات يؤكد على خطأ أفكاري ،أتمنى أن يذكروها لي في تعليقاتهم لمناقشتها، فالهدف الحقيقي لنشر مقالاتي هو تصحيح البيئة الروحية للأطفال لتنمو بشكل سليم مطابق لسنة الله. وأنا لا أطلب من كل شخص أن يؤمن او لا يؤمن بصحة أفكاري مباشرة ولكن أن يفكر بها جيدا ويطلب من الله المساعدة في معرفة حقيقتها .
تقول اﻵية 159 من سورة البقرة ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) وأنا أذكر لكم تلك العلامات التي رأتها عيني لتراها أعينكم أيضا ، وأرجو الله أن يكون هو - لا أنا - من سينير عقولكم لتستطيعوا التفريق بين الحقيقة والدجل.
ملاحظة : أرجو من القراء الجدد مشاهدة مقطع الفيديو ( أنواع الرؤية ) ليأخذوا فكرة واضحة عن معنى الرؤية الشاملة التي أستخدمها في أبحاثي.